#خليك_بالبيت
رجاء الشجيري /
العدو المجهول غير المرئي الذي فتك بالناس والحظر الصحي الذي رافقه للسلامة، أغلب العائلات المتعففة التي كانتتعتمد على الأجر اليومي تضررت منه، فمن ينقذهم أو يعيلهم الآن؟ مواد البطاقة التموينية والتكافل الاجتماعي كانا المنقذين الرئيسين لحالة عوز هذه العائلات.. فما هي خطط وزارة التجارة في دعمها للمواطنين وتوزيع المواد عليهم، وما أصداء تسلم الناس لها من عدمه؟
توصيات وآلية
بعد أن عقدت لجنة خلية الأزمة في وزارة التجارة الأيام الماضية اجتماعها لوضع آليات تجهيز مفردات البطاقة التموينية وتأمين خزين ستراتيجي تحسباً لحالات الطوارئ، صرح وزير التجارة د. محمد هاشم العاني أن “خلية الأزمة في الوزارة ناقشت الآليات التي يمكن العمل بها خلال أيام الحظر الصحي من خلال إيصال المواد الغذائية إلى عموم المواطنين، فضلاً عن مبادرات التكافل الاجتماعي لإيصال المواد الغذائية إلى العوائل المتعففة في المناطق النائية والبعيدة”.
فيما أكد مدير عام الإنشائية المستشار علي حمدان اللامي استمرار أسطولها الناقل في نقل مفردات البطاقة التموينية عبر محاور حددتها وزارة التجارة ضمن الخطة المركزية لنقل المواد الغذائية إلى المحافظات كافة بالتنسيق مع دائرة التخطيط والمتابعة.
في حين شدد رياض فاخر الهاشمي، المدير العام للشركة العامة لتصنيع الحبوب، على ضرورة القيام بزيارات تفتيشية مكثفة للمطاحن والوكلاء في عموم البلاد لمتابعة إجراءات الوقاية وآلية الإنتاج والتوزيع وإجراءات السلامة والوقاية مع التوصيات التي أصدرتها خلية الأزمة.
إيعازات بتوزيعها ولكن…
مع البدء بكل هذه الخطط والإيعازات في توزيع مفردات البطاقة التموينية، توجهنا بالسؤال إلى عدد من المواطنين: ماذا تسلموا وما أحوال الوكيل عندهم؟ هل هو في حظر تام ولا أمل منشوداً منه أو من التجارة في تسليم المواد له أم أن هناك تجاوباً وتسلماً فعلاً؟
حسين عجام،من مركز الحلة – حي الإمام عليه السلام،تساءل: “وهل تسلمنا مواد الحصة قبل الحظر لكي نتسلمها الآن؟ الوكيل عند ذهابنا إليه قال: وصلنا إلى المخازن وأرجعونا بحجة التخوف من كورونا”!
أما سناء النقاش، بغداد جهة الكرخ محلة٨٥٣،فقالت :”ذهبت إلى الوكيل في الشارع المحاذي لشارع بيتنا وقال إنه لا توجد أية حصة”.
بغداد – حي أور، ستار محمد، يذكر تسلمه مادة الطحين فقط لا غير من مواد البطاقة التموينية. وهذا ما أكده أيضاً علاوي كاظم من كربلاء بتسلمه للطحين فقط. لمياء فائز قالت “تسلمنا عن شباط الطحين فقط بمبلغ ألف دينار للفرد وكذلك لآذار الطحين فقط دون سكر أوزيت أورز”.
فيما ذكرت ندى علي،من بغداد الدورة – الطعمة،أنهم تسلموا الحصة قبل الحظر والآن أيضاً الوكيل أعطانا الإيعاز بأن نأتي لتسلمها، ولكننا نتخوف من الذهاب.
الوكيل محمد تيتيقال: “وصلنا السكر والزيت المكمل لشهر شباط ما قبل الحظر فقط”.
هل من استجابة؟
خطوات وزارة التجارة وخلية الأزمة وشكاوى الموطنين من عدم وصول أغلب مواد الحصةالتموينية إليهم سواء للوكيل الذي راجع ولم يتسلم، أو الوكيل الذي تكاسل وأهمل الذهاب لجلب المواد وتوزيعها، يدور السؤال: ما الحل والمعالجات؟
المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة محمد حنون تحدث في تصريح له قائلاً: “التوجه الذي صدر أن كل وكيل مواد غذائية يتسلم حصته من الناقل، ويبدأ الوكيل بتوزيع المواد الغذائية ضمن الرقعة الجغرافية للمنطقة، ونحن بحاجة إلى الرقابة الشعبية ومساندتها معنا وكذلك تعاون الوكيل، إذ أن كل وكيل يوزع بالسيارات الصغيرة أو الستوتة مواد الحصة إلى بيوت المواطنين لتفادي التجمع وانتشار الفايروس، المطلوب هو التعاون من المواطنين في التبليغ عن الوكيل الذي لم يسلم المواد الغذائية أو لم يتابع، وزارة التجارة خصصت رقماًوإيميلات للتبليغ عن هذه المخالفات وأي وكيل لا يلتزم يعاقب لأنهأهمل عمله تجاه القطاع السكني الخاص به”.
كما تم تخصيص الرقم ١١٥ للاتصال بالتنسيق مع وزارة الدفاع المدني بغية التوصل إلى العائلات المتعففة خلال الحظر الصحي وإسعافهم بسلّات غذائية في بغداد والمحافظات كافة.
وما بين مطرقة الإيعازات والقرارات وجوع العائلات التي فقدت رزقها اليومي البسيط، وسنديان الواقع وتنفيذه تبقى “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” هي أملنا بجوهر إنسانيتنا…
النسخة الألكترونية من العدد 357
“أون لآين -2-”