التقى التشكيليين وأكد الحاجة إلى بناء متحف للفن الحديث السوداني: لا معنى للبناء من دون لمسة جمال يضعها فنان

زياد جسام/
في إطار اهتمامه بالنخب العراقية، وأهمية إشراكها في عملية البناء والإعمار التي تشهدها البلاد، بحث رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، مع مجموعة من الفنانين التشكيليين العراقيين، السبل الكفيلة لدعم الفن التشكيلي في العراق، مشدداً على الحاجة إلى بناء متحف حضاري للفن التشكيلي الحديث في العراق.
أكد دولة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن “الحكومة تدرك ريادة الفن التشكيلي العراقي عربياً.” مشدداً على أن “الحجم والثقل الحضاري الفني يجعلان مهمة الفنانين التشكيليين مضاعفة، لكونهم ورثة صنّاع الحضارات في هذه الأرض.”
يذكر أن السنوات الماضية شهدت غياباً لدور الفنان التشكيلي العراقي وتهميشه في المؤسسات، وإهمال الجانب الجمالي، وانتشار بعض النصب والجداريات المشوهة غير المدروسة في الشوارع، أو عند مداخل بعض المباني العامة، ما دفع حكومة السوداني إلى اتخاذ جملة من الإجراءات التي من شأنها الارتقاء بالجانب الجمالي، والاهتمام بهذه الشريحة المهمة من المبدعين.
وقال رئيس الوزراء إن “ما يبنى من جسور ومدن ومشاريع، وما سوف يبنى لاحقاً، لا يساوي شيئاً من دون البصمة الإبداعية الجمالية التي يضعها الفنان التشكيلي.” وطلب إشراك الفنانين في المؤسسات المعنية من أجل تحقيق ذلك، وهذا ما يؤكد أن العراق يسير في الطريق الصحيح على كل المستويات.
حضر اللقاء مع رئيس مجلس الوزراء المستشار الثقافي د. عارف الساعدي، الذي طالب الفنانين من خلاله بتقديم مقترحات تخدم الفن العراقي وتسهل مهمتهم في الاستمرار. كما حضر اللقاء المدير العام لدائرة الفنون العامة نجوان فارس، وعميد كلية الفنون الجميلة د. مضاد عجيل، ونائب رئيس جمعية التشكيليين الفنان حسن إبراهيم، ونخبة من الفنانين.
من جهتها، تقدمت جمعية التشكيليين العراقيين بمقترحات عدة، من بينها تأسيس لجنة وطنية عليا للفنون التشكيلية، مهمتها إقامة المهرجانات الدولية داخل وخارج العراق، وترشيح الفنانين للمشاركة في المهرجانات العالمية، وأن تكون هذه اللجنة مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء ارتباطاً مباشراً. كما طرح مقترح لتحويل منطقة البتاويين، التي جرى تنظيفها في الفترة الأخيرة من شبكات الجريمة المنظمة، إلى مدينة ثقافية تضم قاعات فنية لعرض الفنون التشكيلية وورش للفنانين، أو أماكن لتعليم الموسيقى وغيرها. بالإضافة إلى مقترحات أخرى، منها ضرورة إقامة مهرجانات دولية للفن التشكيلي، وإنشاء متحف للفن الحديث، وعودة وزارة الثقافة إلى المبنى السابق لها، وترك مركز الفنون ليعاد ترتيبه كبناية مخصصة لعرض الأعمال الفنية، سواء أكانت معارض دائمة أم متغيرة، حسب المناسبات، مع مقترحات أخرى تقدم بها عدد من الفنانين الحاضرين.
بدوره.. أكد دولة رئيس مجلس الوزراء موافقته على مجموعة من المقترحات التي قدمها وفد الفنانين التشكيليين، لكونها تدعو إلى الاهتمام بالفن التشكيلي، ودعمها من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية. كما وعد دولته بتشكيل لجنة لمتابعة متطلبات المقترحات والعمل على تنفيذها.
وأشار سيادته أيضاً إلى ضرورة تشييد متحف للفن التشكيلي العراقي في بغداد، مؤكداً أهمية إقامة المؤتمرات والأنشطة الثقافية، وذلك لحاجة القطاع الثقافي لها ومن أجل التعريف بواقع العراق الآمن، متعهداً بتكفل الحكومة بها، وبين أنه “بناءً على طلب من رئيس الجامعة العربية، جرى منح الجناح العراقي في جامعة الدول العربية 15 لوحة لفنانين عراقيين.”