الجواز الإلكتروني.. عصري وآمن وطويل العمر

طه حسين  /

لم يكن أحد يتوقع أن الجواز الإلكتروني سيرى النور بعد مخاض عسير مع تلك المعوقات التي حالت دون انطلاق مشروعه الواعد، وأهمها تأخر وصول التخصيصات المالية التي حولت الحلم في نهوضه من سباته الطويل إلى ما يشبه المستحيل. ذلك الجواز الذي سيشهد ولادة يسيرة بفضل تلك الملاكات التي عملت بصمت وسط صخب الإجراءات الإدارية والمالية التي لطالما وقفت عائقاً أمامهم.
الجواز الإلكتروني وأوجاع المفاصل!
الحاجة (أم علي) -ذات الستة عقود- استبشرت خيراً بالإجراءات الأخيرة التي اعتمدتها مديرية الجوازات، وأهمها إمكانية الحصول على استمارة التقديم للحصول على الجواز عبر الإنترنت، إذ أن آلام المفاصل طالما منعتها من مراجعة دائرة الجوازات التي تبعد عن دارها مسافة طويلة للحصول على تلك الوثيقة المهمة وتحقيق حلمها في أداء مناسك العمرة مع زوجها.
جواز ذو مواصفات عالمية
الموظفة (سناء عليوي عبد السادة) قالت: إن الشيء الجيد والمفرح جداً هو أن ترى بلدك حريصاً على مواكبة التطور الحاصل في جميع بلدان العالم، ولاسيما المتقدمة منها، والعمل على إدخال الأنظمة الحديثة وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا العلمية من تطور، إلى حياة المواطن العراقي ابتداءً من الوثائق الرسمية كالجواز الإلكتروني والبطاقة الوطنية التي تسهل كثيراً في التعاملات الداخلية والخارجية للمواطن.
الشريحة الذكية Smart Chip
(اللواء أحمد عبد الستار عبد الرزاق العزاوي) -مدير شؤون الجوازات في المديرية العامة للأحوال المدنية والسفر والإقامة- كشف لمجلة “الشبكة العراقية” عن أهم المميزات التي يتمتع بها الجواز الإلكتروني الجديد الذي من المؤمل المباشرة بإصداره ومنحه للمواطنين الراغبين في الحصول عليه في الأشهر القليلة المقبلة، مبيناً أن الجواز الذي يمتاز بحجمه الصغير الذي سيكون مماثلاً لحجم الهوية التعريفية العادية، سيحتوي على شريحة ذكية Smart Chip فيها كل المعلومات الأساسية الخاصة بصاحب الجواز.
عصيٌّ على المزورين
العزاوي لفت إلى أن وجود المعلومات الخاصة بصاحب الجواز داخل تلك الشريحة سيضمن حمايتها من التلاعب والتزوير لصعوبة الاطلاع عليها من الأشخاص العاديين لاحتوائها على أنظمة حماية أمنية عدة، ولا يمكن قراءتها إلا باستخدام الأجهزة المعدّة لذلك الغرض، ولن تكون تلك الأجهزة موجودة إلا في مواقع المؤسسات المختصة كالمطارات ودوائر الإقامة وغيرها من الدوائر ذات العلاقة، ومن المميزات الأخرى التي ستصاحب العمل بالجواز الإلكتروني هو العمل بنظام التأشيرة، أو الفيزا الإلكترونية أيضاً، التي ستكون ضمن الآليات التي سيُعمل بها عند انطلاق الجواز الإلكتروني قريباً.
بوابات إلكترونية
مدير شؤون الجوازات أكد أن العمل بالجواز الإلكتروني يتطلب أعمالاً أخرى أهمها نصب بوابات إلكترونية عند مداخل المطارات ومخارجها، مهمتها قراءة المعلومات الموجودة على الشريحة الذكية التي يحتويها الجواز، وعند تطابق المعلومات والتأكد من صحتها تفتح البوابة وتسمح للمسافر بالمرور خلالها، وفي حال وجود معلومات ناقصة أو خاطئة أو وجود مؤشرات أمنية تقتضي منع المسافر من السفر، فإن البوابة ستبقى مغلقة ولا تسمح لذلك الشخص بعبورها، فضلاً عن إرسال إشارة إلى أجهزة الأمن المراقبة بحدوث مشكلة لدى المسافر المعني لاتخاذ الإجراءات المناسبة للحالة والتأكد منها.
طريقة إصدار الجواز
العزاوي بين أن إصدار الجواز الإلكتروني سيكون للأشخاص الذين سيحصلون على هذه الوثيقة الرسمية لأول مرة، فضلاً عن الأشخاص الذين يمتلكون جوازات سفر قديمة ويرغبون بتجديدها، مؤكداً أن العمل بالجواز الحالي سيستمر إلى حين انتهاء مدة صلاحيته والوصول إلى تاريخ نفاذيته ليتم بعد ذلك تزويد المواطن بالجواز الإلكتروني الجديد.
ضرورة عصرية
مدير شؤون الجوازات أوضح أن العمل بالإصدار الجديد من وثيقة السفر (الجواز الإلكتروني) أصبح ضرورياً، ولاسيما أن أغلب دول العالم المتطور اتجهت إلى العمل بهذا النظام الذي يمتاز بمزايا عدة منها الاختصار في الوقت والجهد وفي عدد الموظفين، فضلاً عن العمر الطويل للجواز، كل هذه المميزات وغيرها دفعتنا إلى الإسراع في تنفيذ هذا المشروع والحرص على انطلاقه في أقرب وقت ممكن.