ملاذ الأمين /
وهي تدخل عامها الثامن عشر تجدد “مجلة الشبكة” عهدها بأن تكون منبراً إعلامياً لجميع العراقيين ومرآة عاكسة لنشر آرائهم واقتراحاتهم والتعبير عن آلامهم وأمنياتهم.
وقد تسلّم مهمة إدارة المجلة عدد من الأساتذة الصحفيين الأكفاء، الذين تركوا بصمات واضحة لتطويرها من خلال مسايرتها ومعايشتها شؤون المواطن والوطن، وفي نفس الوقت تعاقب على العمل فيها خيرة الكتّاب والصحفيين والصحفيات، والجميع يذكر “الشبكة” بخير، كونها مدرسة نهلت منها أدبيات الصحافة وفنون الإخراج والتصميم والتصوير.
المولود أصبح شاباً
الزميلة (أميرة محسن) التي تعمل في القسم الرياضي عبرت عن حبها للشبكة التي منحتها فرصة للتعبير عن مواهبها، وأشارت إلى أنها ” عملت في المجلة كمراسلة ومحررة في القسم الرياضي، وهي تسعى مع زملائها جاهدين لمواكبة جميع النشاطات الرياضية وتسليط الضوء على الرياضة عموماً وعلى الرياضة النسوية خاصة، لإبراز دور المرأة في كل المجالات ولاسيما في حقل الرياضة.”
فيما يرى الزميل (محسن إبراهيم) – مسؤول قسم فنون المجلة- أنها صبية جميلة، واكبها منذ نعومة أظفارها فيقول: “في العام 2006 ولدت صبية مميزة تختلف عن سابقاتها وعن بنات جيلها، تلك الصبية هي مجلة (الشبكة العراقية)، ومنذ التأسيس كنت حاضراً أراقب نمو هذا المولود وأسهم في تنميته ورفده، مع باقي الزملاء، بكل ما يجعله مميزاً. وقد واجهت المجلة تحديات كبيرة كان أبرزها التفجير الإجرامي الذي نالها عام 2007، لكنها انبثقت من جديد من بين ركام الحقد. وقد جمعت المجلة في طياتها جميع أطياف الشعب العراقي، وكانت حاضرة في كل تفاصيلهم ثقافياً وفنياً واجتماعياً، وحاولت أن تغطي كل أنحاء العراق بخطاب وطني جامع، وأسرة تحرير مهنية رائعة وإخراج أنيق. وعلى الرغم من مرور السنين لم يصبها الوهن، فكانت كل مرة تظهر بحلة جديدة. تحية لجميع العاملين في مجلة الشبكة العراقية ولكل من مر بها من رؤساء تحرير ومحررين، وتحية لكل الراحلين الذين توفاهم الله، الذين كانوا أوتاداً ارتكزت إليهم مجلة الشبكة.”
ساندي بيل
تتميز مرحلة الطفولة بأنها تسمح لك بأن تعيش في أحلامك وتتصورها حقيقة، وربما يشجعك أهلك وذووك على ذلك إن كانت أحلامك تعزز شخصيتك وتميزك عن الآخرين.
الزميلة (آلاء فائق) من قسم الترجمة قالت: “تأثرت بشخصية (ساندى بيل) الكارتونية حين كنت صغيرة، وأحببت العمل الصحفي، راودني حب كبير للعمل في الصحافة، وكم كنت سعيدة حينما تحقق حلمي بدخول المجال الصحفي وأنا متسلحة بشهادتي في الترجمة من الجامعة المستنصرية، واكتشفت أن ولوج العمل الصحفي ليس بالمهمة السهلة، بل إنه يتطلب جهداً وشغفاً لا حدود لهما، كما أن الترجمة مهمة مع اتساع العالم وأحداثه المتعاقبة، فهي دوماً حاجة أساسية لا بد منها في كل الأزمنة والعصور، كونها تعمل على توثيق الأحداث المتسارعة التي يمر بها العالم، ومع ظهور وسائل الإعلام بدأت تتزايد أهمية البحث عن وسيلة أساسية تضمن وصول الحدث بدقة وسرعة إلى القارئ والمشاهد، لذا تزايد الاهتمام بما يعرف بـ(الترجمة الصحفية).” وأضافت أن “الشبكة وعلى مدى عقدين تقريباً من انطلاقها في العام 2005، أسهمت طيلة سنوات إصدارها في تشكيل نمط حياة السيدة العراقية، وكلنا ثقة بأن الإطلالة الجديدة للمجلة ستحظى باهتمام جمهورنا الحالي وستصل أيضاً إلى متلقين جدد، لتستكمل الشبكة مسيرتها في التميز وريادة المحتوى المقدم للمرأة العراقية اليوم وغداً.”
مواكبة التطور
الزميلة (ميساء فاضل)، المحررة في قسم (أسرتي) عبّرت عن فخرها بالعمل في مجلة الشبكة، وبينت أن “مجلة الشبكة –كمطبوع- تختص بالشأن العراقي بكل جوانبه المتعددة، وكامرأة عاملة في هذه المؤسسة أصبحت أهتم بما يكتب وما يطرح في سطورها، لما تحويه من معلومات، وكميات التثقيف التوعوي للمرأة والطفل، لذلك كلي فخر بأنني إحدى العاملات اللاتي يؤسسن لتشييد هذا الصرح التوعوي، وسعادتي تنبع من خلال جهد زملائي في إصدار الأعداد التي تواكب التطور في الشارع العراقي، وسعادتنا الأخرى في عيد تأسيسها الذي هو إنجاز آخر في بنية الصحافة القويمة والحقيقية، لأنها كانت وما زالت تلك الأم التي تحتضننا جميعاً بحب غير مشروط.”
نقل معاناة الشارع
ولكي تكون الشبكة مجلة شاملة، يجب أن تستقطب الأخبار العالمية، سواء أكانت سياسية أم ثقافية أم فنية. الزميلة (آية منصور) ذكرت أن المجلة تهتم دائماً بإجراء اللقاءات مع الشخصيات المهمة، وكتابة التحقيقات التي تجذب مساحة واسعة من القراء. وتضيف أن “نقل معاناة ومشكلات الناس إلى المسؤولين مهمة ليست بالسهلة، ومن واجب الصحافة أن تسلط الضوء عليها كي يطلع عليها أصحاب الشأن لتصحيح المسار وتقديم أفضل الخدمات.”
منبر مهم
الزميل (علي غني)، كاتب خارجي، زامل (الشبكة) منذ أعدادها الأولى، وله في كل عدد بصمة واضحة تنقل معاناة الواقع التربوي والطلاب، ويقدم مقترحات للنهوض بطرق التدريس، أوضح أن “المجلة منبر مهم قاد المجتمع نحو التحضر والتقدم، ونبه إلى الكثير من الأخطاء والممارسات التي يعتقد البعض أنها ممارسات صحيحة، ولكنها في الحقيقة مضرة.” مشيراً إلى أنه “تمكن من مخالطة الواقع التربوي عبر كتاباته في (الشبكة)، وأسهم في إيجاد بيئة للمناقشات وتصحيح الأخطاء.”
فنون التصميم
يتولى القسم الفني إخراج المجلة فنياً، وتنسيق الصور، وكتابة عناوين المواضيع، مع تصميم الغلاف. الدكتور (ياسر العتابي)، رئيس قسم التصميم، قال إن “الشبكة مجلة مواكبة للتحديث في التصميم العالمي، وتعتني بالصورة الصحفية التي قد تغني عن عشرات الكلمات، لذلك فإن الإخراج الفني للمجلة يحدد مقدار جذب المتلقي إليها ومتابعتها، بالإضافة الى المواد التي تحتويها، بمعنى أن أول تعريف للمجلة بالنسبة للمتلقي هو الغلاف الذي يحفزه على قراءتها ومتابعة المواد فيها، لذا فإن التصميم الفني لا يقل أهمية عن المواد الصحفية في المطبوع، وعليه فإن الصحافة الحديثة تعتمد على الإخراج بنفس المقدار الذي تضعه على المواد المكتوبة.” موضحاً أن “الشبكة استطاعت أن تلفت نظر الطبقة المثقفة، وهي تكاد تختفي من المكتبات عند أول أيام صدورها، سواء في بغداد أو المحافظات”.. أضاف ياسر أن “ذكرى إصدار المجلة هي في الحقيقة مقياس لمدى التقدم الذي تحقق في العام السابق، والاستعداد لإضافات جديدة لحصد نجاحات أخرى في الأعوام المقبلة.”