العراقيات.. نسـاء الأرض والحياة

آية منصور /

في يوم المرأة العالمي، نشعر بالحيرة إزاء فكرة الكتابة عن النساء العراقيات والاحتفاء بهن، أو الحديث عن نتاجهن لبلادهن ومجتمعاتهن. إذ أننا مهما كتبنا، ومهما حاولنا، ومهما فعلنا، فلن نفي حقيقة ما قدمنه لنا.
لقد ابتكرت المرأة العراقية الصبر، وخيطته بروحها وسط كومة حروب متناثرة على جبينها، تماسكت، وابتكرت إبداعها الخاص.
نتمنى لو أننا نستطيع مشاركتكم جميع قصص العراقيات الملهمات، لكننا سنستعرض في هذه الصفحات بعض الأمثلة كثيرة عن مبدعات عراقيات، نفتخر بإنجازاتهن، اليوم وكل يوم، كما أننا نفتخر بجميع النساء العراقيات، مؤمنين بهن، وبقدرة كل واحدة منهن على صنع الحب.
جائزة لوريال
لحاظ الغزالي
برفيسورة الجينات (لحاظ الغزالي)، ولدت ودرست في مدينة العمارة، والتحقت بكلية الطب – جامعة بغداد، لتتخصص بدراسة طب الأطفال، ثم غادرت العراق لتنال شهادات أعلى في طب الأطفال والجينات من جامعتي «أدنبرة» و«ليدز» في المملكة المتحدة.
استطاعت الغزالي تأسيس أول مكتب طبي لرصد وتسجيل وعلاج التشوهات الخَلقية، والتحقت في العام 1990 للتدريس في «كلية الطب» بجامعة الإمارات العربية المتحدة، كذلك نالت عضوية المركز الدولي للأمراض الجينية في روما. كما قدمت أكثر من 150 بحثاً، أثارت بها اهتمام الأوساط الطبية العالمية، لذلك حصلت على جائزة (لوريال اليونسكو) عام 2008 في علوم الجينات.
ملكة الهندسة المعمارية
(زُها حديد)، المعمارية العراقية الملهمة، التي تعد نموذجاً للمرأة القيادية، وُلدت في بغداد سنة 1950، وحصلت على الشهادة العليا في بيروت، ونفذت 950 مشروعاً في 44 دولة. تميزت أعمالها بالغرابة والسحر الخيالي، ونالت الكثير من الجوائز الرفيعة، إذ كانت من أوائل النساء اللاتي نلن جائزة (بريت زكر) في الهندسة المعمارية عام 2004، كما اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010، كذلك حازت على وسام الإمبراطورية البريطانية، والوسام الإمبراطوري الياباني، والميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة (ريبا) للفنون الهندسية، لتصبح أول امرأة تحظى بهذه الجائزة.
راهبة المسرح
ملكة الدراما والمسرح النسوي، هي أول امرأة عراقية تدخل معهد الفنون الجميلة قسم (الفنون المسرحية)، وأولى النساء اللاتي اتجهن نحو خشبة التمثيل على مسارح بغداد، وهي أول من أسست في أوائل التسعينيات فرقة مسرحية من خريجي معهد الفنون في محافظة الأنبار، إنها راهبة المسرح العراقي التي رحلت عن دنيانا قبل أيام (آزادوهي صموئيل)، أهم رائدات وممثلات المسرح العراقي، التي تمكنت من إحداث ثورة في تاريخ المسرح العراقي، مساهمتها حاضرة بتشجيع ودعم النساء في مجالات التمثيل والفن.
الدفاع
صحافية من الديوانية، دخلت مجال الصحافة عام ٢٠٠٧، وتمكنت عام 2014 من تأسيس وكالة أخبار، لتتحول بعد ذلك إلى مؤسسة إعلامية مستقلة مختصة بقضايا المرأة العراقية، بعد أن حصلت فكرة المشروع على القبول ضمن برنامج (التوجيه) المنفذ من قبل شبكة الصحفيين الدوليين بعد تنافس مع أكثر من (140) مشروعاً متنوعاً من مختلف دول الوطن العربي. كذلك حصلت على جائزة (عاشت إيدك)، كأفضل قصة نجاح لمشروعها في تعليم أطفال الغجر الذين حرموا من التعليم لأكثر من15عاماً، ومبادرة (الغجر بشر)، لمساعدة المواطنين الغجريين في استحداث هويات خاصة بهم بعد سنين من إهمال المجتمع والحكومات لهم. كذلك فإنها تدير وكالة (المنار نيوز) التي تعنى بنقل أخبار وقصص من العراق إلى العالم، كما نالت (‍جائزة التوليب لحقوق الإنسان) (HUMAN RIGHTS TULIP AWARD) من المملكة الهولندية.
بطلة من بلادي
أما لاعبة الجمناستك (نور حيدر) فقد بدأت قصة نجاحها الأولى حينما تحدت الموت، الذي توقعه الأطباء، حين أخبروا ذويها بأنها قد تفارق الحياة في عمر الثالثة عشرة، بسبب إعاقتها الولادية، لكنها -منذ الطفولة- أصرت على المقاومة والتنافس وممارسة حياتها. ومع أنها كانت تحلم منذ الطفولة بممارسة رقص الباليه، لكنها لم تتمكن من تحقيق حلمها، وعلى الرغم من ذلك استطاعت أن تلتحق بفريق الجمناستك، لتكون لاعبة محترفة، إذ لم تقف الإعاقة حائلاً أمام أحلامها.
الانفجار الذي غير حياة نجلة
لم تكن (نجلة عماد) تدرك أنها حينما خرجت لاستقبال والدها عند عودته من العمل، سيحصل انفجار عبوة ناسفة في سيارته بمدينة بعقوبة، لتتعرض نجلة إلى إصابات بالغة أدت إلى بتر ساقَيها الاثنتين وذراعها اليمنى، لكن فقداتها لساقيها وذراعها، حفزها على أن تكمل حياتها بما تهوى، فبدأت التدرب على تنس الطاولة بذراع واحدة، وبشجاعتها استطاعت المشاركة في بطولات محلية ودولية، وأحرزت المراكز الأولى، ثم تمكنت من المشاركة في أولمبياد طوكيو للألعاب البارالمبية، حيث كانت ضمن أصغر اللاعبين، واستطاعت أن تحرز مراكز متقدمة في البطولة.
دعم النساء
كانت الطبيبة (نغم نوزت) تعمل في أحد مستشفيات بعشيقة، عندما سقطت منطقتها بيد تنظيم داعش الإرهابي، فهربت هي وعائلتها نحو مدينة دهوك. لكنها علمت أن أبناء مجتمعها كانوا يتعرضون للقتل على أيدي مجرمي التنظيم، بعد بضعة أشهر، علمت نغم بوصول امرأتين إيزيديتين إلى دهوك بعد فرارهما من محتجزيهما من الدواعش، فكرست حياتها العملية لمساعدة النساء على التعافي من محنهن الجسدية والنفسية، وساعدت أكثر من ألف ناجية إيزيدية، كما أنشأت منظمة غير حكومية خاصة بها تحمل اسم Hope Makers for Women (صانعو الأمل للنساء)، التي توفر الدعم الطبي والنفسي للناجيات اللاتي يعشن في مخيمات أقيمت لإيواء النازحين الإيزيديين.