بغداد/ طه الحسني/
مع الاقتراب من إنجاز معظم المشاريع التي جرى البدء بها منتصف العام الماضي، التي وصفت بأنها حلول جذرية لمشكلة الاختناقات التي تشهدها بغداد، نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد المركبات، التي تجاوزت الحد الأعلى لما تستوعبه شوارع العاصمة بعشرات المرات، ولاسيما أن الطاقة الاستيعابية التصميمية لها محددة لمرور ما بين “200 ـ 400” ألف مركبة فقط، بينما توجد أكثر من أربعة ملايين مركبة تجول شوارع بغداد الآن، نرى الآن بوضوح نجاح تلك المشاريع وإسهامها في فك الاختناقات والتقليل من الزحامات المرورية التي باتت ترهق المواطن.
آثار واضحة
المواطن (صلاح هادي) أكد في حديث لمجلة “الشبكة العراقية” إن “مشاريع فك الاختناقات التي أنجزتها الحكومة كانت لها آثار واضحة في التقليل من الزخم المروري في شوارع العاصمة، ونخص بالذكر طريق اليوسفية السريع الذي شكل نقطة تحول إيجابية كبيرة، ولاسيما للسيارات الواصلة من المحافظات الجنوبية والوسطى الى العاصمة بغداد وبالعكس، إضافة الى مجسّري قرطبة وكلية الفنون الجميلة اللذين أسهما في التقليل من الاختناقات التي كانت تعاني منها تلك التقاطعات المرورية ونأمل ان تسهم بقية المشاريع التي هي قيد الإنجاز في الحد من تلك الزحامات.”
النقل الجماعي
مفوض المرور (باسم كريم الكعبي)، أشار الى “ضرورة دعم هذه المشاريع بخطوات أخرى، من اهمها تشجيع النقل الجماعي وإعادة العمل به للموظفين، الذي توقف معظمه بسبب تفشي فايروس كورونا في العراق والعالم وحتى الآن، إذ إن النقل الجماعي سيقلل بشكل كبير من أعداد المركبات التي تتحرك في شوارع العصمة بغداد، وبالأخص في وقت الذروة مع بداية ونهاية الدوام الرسمي في الدوائر المدارس والكليات، وبالتالي الإسهام في تقليل المشكلات المرورية الخانقة التي تشهدها العاصمة بغداد.”
قرارات إيجابية
مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة (العميد زياد القيسي) أوضح في حديثه مع مجلة “الشبكة العراقية” أن “الخطوات والقرارات التي اتخذها مجلس الوزراء، التي قسم بموجبها الدوام في دوائر الدولة والمدارس والكليات وجعلها بأوقات مختلفة، أسهمت في التقليل -بشكل واضح- من كم الزحامات المرورية، ولاسيما في ساعات الصباح الأولى، التي كانت تشهد دفقاً مرورياً شديداً يستمر ساعات عدة، كذلك ينطبق الأمر حين خروج الموظفين من دوائرهم. إن هذه القرارات التي تزامنت مع إنجاز وافتتاح عدد من مشاريع فك الاختناقات، حققت الهدف والغرض الأساسي من اتخاذها وإنجازها.”
عام المشاريع والبناء
المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، أبدى في حديث مع مجلة “الشبكة العراقية” ارتياحه لسير عمليات تنفيذ المشاريع وفق الخطط والآليات التي حددت لها، إذ إن معظم المشاريع التي أنجزت جرى تنفيذها في أوقات قياسية أقل من المدة التي حددت لها، وهذا دليل واضح على الهمة والروح العالية التي يتمتع بها فريق العمل وحرصه على إنجاز تلك المشاريع المهمة في فترات قياسية.” مشيراً الى أن “الفترة القليلة المقبلة ستشهد إنجاز حزمة أخرى من هذه المشاريع التي سوف تسهم -بشكل أو بآخر- في تقليل الزخم المروري الحاصل في بغداد والمحافظات.
البناء خارج مراكز المدن
وأضاف أن “الحكومة قررت بناء اكثر من 15 مجمعاً سكنياً جديداً في عموم المحافظات، عدا محافظات الإقليم، للتقليل من ازمة السكن والعمل على نقل مشاريع البناء من مراكز المدن الى خارجها، ما سوف يسهم بشكل ملحوظ في التقليل أيضاً من الزحامات الحاصلة أثناء ساعات الدوام الرسمي، ولاسيما في حال بناء مجمعات سكنية للموظفين بالقرب من دوائرهم، ما يسهل عملية الذهاب والمجيء الى الدوام بالنسبة للموظفين والعاملين في تلك الدوائر، كما أن الفترة المقبلة ستشهد المباشرة بتنفيذ مشاريع جديدة ستؤدي الى تغيير نمط الحياة في البلاد وتحسين نوعية الخدمات التي يتلقاها المواطن العراقي لتكون بالصورة التي تليق به وبالبلد.”