حسين محمد الفيحان /
بعد أزمة الجفاف وشح المياه التي ضربت العراق وبالخصوص مناطقه الجنوبية والوسطى خلال العامين الماضيين, ورغم أن الأزمة كانت خارجةً عن كل الامكانيات والتوقعات, إلا أنها خرجت بحلول تعد فريدة وفقاً لامكانات البلاد بحسب مختصين.
من بين هذه الحلول مشروع ستراتيجي وحيوي مهم جدا, تبنته وزارة الموارد المائية, كأحد الاجراءات المهمة التي اقرت من خلال خلية الأزمة المركزية, بموافقة مجلس الوزراء, فكانت البداية حيث المرحلة الاولى من مشروع نصب مضخات عائمة وعمودية على بحيرة الثرثار (المحطة العائمة).
الخزين المائي
يهدف المشروع الى سحب الخزين الميت من البحيرة والذي يصل الى 40 مليار متر مكعب, عن طريق 21 مضخة, 10 منها تعمل بالديزل, و 11 مضخة تعمل بالطاقة الكهربائية, تقوم هذه المضخات بسحب المياه من البحيرة عبر ممرات, قامت الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل وهي الجهة المنفذة للمشروع بحفرها, لتوصل المياه الى ناظم الثرثار, ومن ثم الى ناظم التقسيم, والذي يقوم بتوزيع المياه على نهري دجلة و الفرات وتعزيز الاطلاقات المائية المجهزة للنهرين, ما ينعكس ايجابا على تنفيذ الخطط الزراعية وتأمين الحصص المائية لعموم محافظات القطر وبالأخص محافظات الذنائب (الجنوبية) ومنها البصرة وذي قار وميسان , التي تعد الاكثر تضررا من شحة المياه. اما المرحلة الثانية من المشروع فتتضمن انشاء محطات عمودية يعمل على وضعها مركز الدراسات والتصاميم التابع للهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل, تزيد من اهداف المشروع.
ووصلت نسبة الانجاز في المشروع الى 65%, بعد عمل دؤوب على قدم وساق من خلال لجان مختصة في وزارة الموارد المائية وبقدرات ذاتية عراقية تمثلت بالكوادر الفنية و الهندسية والحرفية للهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل بعد ان اثبتت جدارتها في العديد من انتاج العديد من المشاريع الناجحة.
تعويض مياه دجلة والفرات
_ وزير الموارد المائية جمال العادلي الذي زار المشروع قبل اسابيع قليلة, يقول لمجلة (الشبكة): ان هدف هذا المشروع هو تعويض نهري دجلة والفرات بالمياه من خزان العراق الرئيسي والاكبر (خزان الثرثار) عند حصول شحة مائية كما حصل في صيف العام الماضي والذي سبقه, مبيناً ان نسبة الانجاز حتى الان قد وصلت الى 65 % , مؤكدا أن التصريف الاجمالي للمحطة العائمة يقدر بـ 75 مترا مكعبا في الثانية الواحدة .
ثلاثة اشهر على بدء العمل بالمشروع ليصل الى مراحله المتقدمة الحالية, بمجموع مضخاته الـ 21 المختلفة التصاريف بعد تعويم 8 مضخات منها حتى الان, وبقاء 13 مضخة , منها 7 في مرحلة الجمع و 6 بانتظار التعويم كما يبين ذلك المهندس علي راضي المحمداوي مدير عام هيئة تشغيل مشاريع الري والبزل , الذي تحدث لمجلة (الشبكة) قائلاً: ان تنفيذ المشروع لم يخلُ من معوقات الا انها ذللت من قبل القطاعات العسكرية المسؤولة عن منطقة الثرثار بتسهيل الاجراءات وايصال كافة الآليات التخصصية وتوفير الحماية للكوادر العاملة قرب بحيرة الثرثار, اضافة الى ان الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري و البزل كان بمقدورها وبإمكانياتها ان تعلن دخول المشروع الى العمل في شهر كانون الثاني من العام 2019م, غير ان بعض المستلزمات الاستيرادية من خارج العراق التي تعاقدت عليها الهيئة مع وزارة الصناعة والمعادن تسببت في تأجيل ذلك حتى شهر اذار من العام 2019م.
المشروع اسوة ببقية المشاريع الناجحة تحوم عليه اشاعات التضليل, فقد اُتهم القائمون عليه بمحاولات لتجفيف بحيرة الثرثار, الا ان الواقع يقول عكس ذلك, فسحب الخزين الميت لن يضر بالبحيرة حسب المهندس علي راضي , الذي يوضح : ان الثرثار بحيرة لخزن المياه كما بحيرة الحبانية وبالتالي نحن نسعى للاستفادة من ذلك الخزين بعد الوفرة المائية التي تحققت بسبب الامطار والسيول والمنخفضات الجوية لتعزيز الخزين سواء في البحيرات او السدود .
مشروع عراقي
اما المهندس باسم عبد عطية رئيس لجنة الاعمال المدنية في المشروع, فيؤكد لـ( الشبكة): ان المشروع واحد من المشاريع الكبرى التي تعمل عليها وزارة الموارد المائية للاستفادة من خزين البحيرة الميت والمقدر من 40_45 مليار متر مكعب, لافتا الى أن انشاء المضخات وبكل مراحلها الكهربائية والميكانيكية بأيد عراقية من مهندسين وكوادر اخرى ,و التي سيكون دورها (المضخات) هو تعويض ما يكفي من المياه على حوضي دجلة و الفرات في حال نقصانها بسبب الشحة او الازمات المائية حتى لا يتكرر ما حدث في صيف العام الماضي من صعود اللسان الملحي من البحر الى شط العرب و تجاوز البصرة بمسافة بعيدة. ويضيف أن العمل متواصل وان كوادر الوزارة الفنية والهندسية هي التي قامت بكافة الاعمال باشتراك تشكيلين من تشكيلات الوزارة هما الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل, والتي كانت مسؤولة عن نصب المحطات الكهربائية و الديزل وكافة الاعمال الكهربائية والميكانيكية والمدنية ودائرة كري الانهر وكانت مسؤولة عن حفريات الحوض والقناة الناقلة وكذلك كري الذراع الناقل باتجاه ناظم الثرثار.
مولدات جهزت لتجهيز المضخات الكهربائية واخريات في طور العمل, اما خزانات الوقود فهي الاخرى جاهزة للعمل, والاعمال الترابية لا تكاد تقف, فبها يبدا العمل من خلال الحفر وبها ينتهي عن طريق طمر الأنابيب بكميات من الأتربة.