الوحدات الصحية في المدارس سفنُ إنقاذ تحمل الطلبة والتلاميذ إلى بر الأمان الصحي

بغداد / علي غني

اندهشت أم التلميذة (سندس) عندما أخبرتها معلمتها في المدرسة بأنها تحاول الاقتراب من السبورة كثيراً لتستطيع تمييز الكتابة، وهذا أدى لضعف مستواها الدراسي. ومن حسن حظ التلميذة (سندس) أن الوحدات الصحية التي تم تشكيلها حديثاً (تعاون بين وزارتي الصحة والتربية)، وبدأت عملها في المدارس، تمكنت من اكتشاف إصابتها بخلل في نظرها عند زيارتها لمدرستها. ومثل سندس الكثير، فهل تسهم هذه الخطوة بتعزيز مفهوم الصحة المدرسية؟ وبماذا تختلف عن الخطوات الصحية الخجولة السابقة؟ وهل يثمر هذا التعاون في إنقاذ الطلبة والتلاميذ من أمراض خفية عن عائلاتهم وإدارات المدارس؟ وهل يشمل كل مدارس العراق؟

 

مبادرة أخرى
بعد مبادرة السلامة التي تحفظ التلاميذ والطلبة من حوادث السير بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تأتي مبادرة مستشارهِ لشؤون التربية والتعليم الدكتور عدنان السراج (الصحية)، إذ وافق وزير الصحة على فتح وحدات صحية داخل المدارس، وهو تطور كبير في هذا المجال. فما الهدف من هذا الأجراء، وكيف استعدت وزارة الصحة لهذه المبادرة، وممن يتكون الفريق الصحي؟ كل هذه الأمور تصدت لها الدكتورة أروى عبد الخالق علي، مديرة شعبة الصحة المدرسية في وزارة الصحة، لتقول لنا: إن “هذه المبادرة تأتي لغرض تحسين خدمات الصحة المدرسية، ومتابعة عمل المنسق الصحي في المدرسة “.
وتابعت الدكتورة (أروى) بالقول: “نوفر المواد والمستلزمات، منها فحص البصر، و (في حال توفر طبيب أسنان) Disposable أدوات فحص الأسنان، وميزان، وشريط الطول القياسي، وفي حال توفر حقيبة متنقلة لطبيب الأسنان للعلاج يجب أن يتم طلب موافقة ولي الأمر للعلاج”.
معاون طبي
واسترسلت الدكتورة في حديثها قائلة: “مسؤول الوحدة من ذوي المهن الطبية أو الصحية، معاون طبي، صحة مجتمع، أو تقني صحة مجتمع عدد/1، ومهمته فحص الأسنان، وإحالة الطلبة الذين يحتاجون لعلاج إلى المركز الصحي في حال كان مسؤول الوحدة طبيب أسنان”.
وبينت: “فحص البصر من الصف الثاني إلى السادس والأول المتوسط، وإحالة الطلبة الذين يحتاجون نظارات إلى ورش النظارات. وإلى جانب ذلك، يقوم الفريق بالفحص التغذوي للأول المتوسط، وإحالة الطلبة الذين يحتاجون لمشورة أو علاج إلى المستشفيات”.
كما أن الوحدة الصحية (والكلام للدكتورة أروى): “تقوم أيضاً بمتابعة الحالات المرضية والأمراض المزمنة والحالات النفسية، وإحالة الحالات التي تحتاج لإحالة إلى المستشفيات بالتعاون مع المنسق الصحي “.
ونوهت مديرة شعبة الصحة المدرسية أنه تم فتح وتجهيز ١٨٧ وحدة صحية في بغداد والمحافظات لغاية الآن كمرحلة أولى، إذ قامت وزارة التربية بتزويدنا بالغرف في المدارس وقامت وزارة الصحة بتجهيز هذه الغرف بالمستلزمات والأجهزة وتوفير الملاكات الصحية، وبودي أن اخبرك أنه “من المقرر أن يصل عدد الوحدات الصحية إلى (500) وحدة، وللعلم باشرت ملاكاتنا بالتنسيب إلى هذه الوحدات حال تجهيزها خدمة للطلبة.”
وزارة التربية
وجهة نظر وزارة التربية بتوفير وحدات صحية داخل المدرسة، بالتعاون مع وزارة الصحة، عبّر عنها بوضوح وزير التربية الدكتور إبراهيم نامس الجبوري: أن “الستراتيجية الجديدة تركز على توفير بيئة صحية في المدارس لوقاية الطلبة من الأمراض، وتعد جزءاً أساسياً من التنمية المستدامة.”
وبيّن: أن الستراتيجية تسعى إلى دعم إطار عمل شامل لتغطية مجالات أساسية متكاملة للصحة النفسية والنشاط المدني والوقاية من الأمراض الانتقالية بين الأطفال، بالتعاون مع المعلمين وأسر الطلبة .
وكشف وزير التربية في أحدث تصريح له أنه “سيتم افتتاح (2000) وحدة صحية لتعزيز ملف الصحة المدرسية، كما شرعنا بالتعاون مع وزارة الصحة بافتتاح (150) وحدة صحية مدرسية داخل المؤسسات التربوية كمرحلة أولى، مدعومة بأطباء ومنسقين صحيين يقومون بمعالجة وتشخيص الحالات المرضية بنحو مباشر.”
طبيب اختصاص
وامتدح العديد من إدارات المدارس وملاكاتها التعليمية والتدريسية وجود الوحدات الصحية في المدارس، فقد وصفتها مديرة ثانوية الكرادة الأهلية، إيمان ياسين بأنها “خطوة شديدة الأهمية، كونها تكتشف العديد من الأمراض غير المتوقعة لدى الطالبات، قد تكون خافية عن الأسرة وإدارة المدرسة، ما يرشد الملاكات التدريسية إلى التعامل الصحيح مع الطالبات حفاظاً على سلامتهم. ”
بينما رأت المعلمة الجامعية يسرى شنشول: أن “إضافة طبيب اختصاص عام إلى فريق العمل الصحي سيجعل من المنظومة الصحية داخل المدرسة متكاملة طبياً وتحقق الغرض المنشود.”