تحقيق : هند الصفار – كاريكاتير: عامر آل جازع/
تسلّم أحمد السماوي البطاقة الموحدة الخاصّة بابنته ليجد أن تاريخ نفادها قد حلّ قبل تسلّمها يقول: “قبل 6 أشهر قدمت الى محافظتي الأم لإكمال معاملة إصدار البطاقات الموحدة لعائلتي وأكملت المعلومات وأعطوني وصلا بتسلّمها بعد 6 أشهر، وعند تسلّمها اكتشفت أن تاريخ نفادها يوافق قبل تسلّمي البطاقة أصلا”.
واجه عاصم ذات المشكلة في دائرة أحوال محافظة أخرى شارحا موقفه: “لقد أخذت عائلتي الى أحوال محافظتي، كوني أسكن محافظة أخرى وقدمت معاملات في شهر شباط وأبلغوني أن التسلّم سيكون بحلول شهر آب، وعند تسلّمي البطاقات وجدت أن بطاقة إحدى بناتي غير نافذة لأنهم دوّنوا تاريخ النفاد قبل التسلّم حتى ولم يخبرني أحدٌ عن السبب”.
دائرة الجنسية ترفض الإصدار
أما ام ملاك فتقول إنّها ذهبت لإصدار بطاقة موحدة لعائلتها في إحدى دوائر العاصمة بغداد الا أنهم أبلغوها أن ابنتها التي تجاوزت 11 سنة ولم تكمل 12 سنة لا يمكن إصدار بطاقة لها الآن لأنّها ستتقاطع”. وتضيف أنّها عندما استعلمت عن السبب أبلغوها أن الطفل قبل 12 سنة لا تؤخذ منه بصمة الأصابع، أما بعد 12 سنة فيجب إصدار بطاقة جديدة مع بصمة الاصابع ولأن الموعد مجرد أشهر قليلة، فعلينا الانتظار حتى تكمل الثانية عشرة لإصدارها مرة واحدة.
وتشكو أم علا من أنّها اضطرت الى تقديم معاملة لابنتها للمدرسة المتوسطة باستنساخ بطاقة الأحوال القديمة وذلك كون بطاقة ابنتها الموحدة قد تسلّمتها بتاريخ انتهاء سابق للاستلام، وتضحك بتهكم: “يعني استلم بطاقة ساقطة ولازم أرجع من جديد أسوي وحدة؟”
صعوبة ومصاريف إضافية
ولأن ما حصل هو في محافظات أخرى غير بغداد فإن المواطنين الساكنين في العاصمة يشتكون من صعوبة الاجراءات والسفر لأكثر من مرة لغرض إصدار البطاقات الموحدة، فكيف اذا صدرت غير نافذة وعلينا إعادة المعاملة من جديد؟ هذا ما أكده محمد وهو عامل بسيط ويصعب عليه السفر وتحمل مصاريف أخرى.
إنّ فارق المدة بين تقديم المعاملة وتسلّم البطاقة الموحدة وبين الاجراءات المتّخذة تجعل المواطن يقف حائرا في مثل هكذا إخفاقات؛ سواء كانت مقصودة او غير مقصودة هذا ما أشارت اليه أم رشا وهي تتكلّم بألم إذ تقول:” الناس قد تعبت ولا تحتمل مصاريف إضافية للسفر والنقل ورسوم معاملات”.
توضيح دائرة الجنسية
ومن أجل الوقوف على أساس الاجراءات المتخذة للاعمار الحرجة تم اللقاء بالعقيد محمد عبد العزيز حسين مدير دائرة الجنسية في الاعظمية، الذي بدأ بأصل المشكلة قائلاً: “إن الطفل الذي يتعدى عمره 11 عاما نحاول تأجيل إصدار بطاقته الى ما بعد إكماله 12 عاما”. وعن سبب ذلك أضاف: “إن بصمة الانسان تكتمل بعد سن 12 وحيث إن الفترة قصيرة جداً فالأفضل الانتظار بدل إصدار بطاقتين في وقت متقارب لا سيما أن التأخير يكون في طبع البطاقات بسبب التجهيز المتتابع”، وعن المستمسكات المطلوبة عند تجديد البطاقة الموحدة أبلغنا العقيد أن المطلوب البطاقة الموحدة النافذة فقط وتقديم طلب للتجديد.
وقد خصّ مجلتنا بخبر أن جميع البطاقات الموحدة في بغداد لن يطول إصدارها أكثر من أسبوعين بعد اليوم وذلك لتصفير جميع البطاقات السابقة وقد طبعت كاملة.
وعن خبر عدم العمل بإصدار البطاقة في شهر أيلول الحالي، نفى العقيد محمد عبد العزيز هذه المعلومة جملة وتفصيلاً، وقال: “إن العمل مستمر وأسرع من السابق وعلى المواطنين عدم سماع أي إشاعة والتحقق من كل خبر لأنّ ذلك يؤثر سلبا في عملنا”.
أما في ما يخص الأعمار ما قبل 11 عاما فإن أهم مستمسك مطلوب هو إثبات شخصية في حال عدم وجود هوية تحتوي على صورة للطفل وبيان ولادة، في حال فقدان الهوية أيضا.
ومن مفارقات الأمر أنّني حاولت تسجيل ابنتي في مدرسة متوسطة وتحدّثت مع المعاونة عن تسلم الهوية او البطاقة الموحدة لأنه يجب إصدار بطاقة جديدة بعد العام الثاني عشر، فما كان من المعاونة الا أن تنتفض لتراجع بطاقة ابنتها التي هي في نفس العمر لتكتشف أنّها نفدت قبل أيام أيضا، فضحكت وقالت: “الحمد لله أنّك نبهتني، تصورت أنّها نافذة لمدة 10سنوات كما الحال مع بطاقاتنا نحن الكبار”. وأيدت والدة طالبة أخرى الموضوع وأكدت أنّها لم تصدر بطاقة موحدة لابنتها لأن دائرة الجنسية أبلغتها بوجوب إكمال 12 عاماً كي يتم إصدار بطاقة ببصمة ونافذة لـ10سنوات أخرى وليس لعدة أشهر فقط.