بعد أن حولها (داعش) إلى خرائب.. كنائس الموصل تقرع أجراسها من جديد

أربيل/ خالد إبراهيم
تشهد محافظة نينوى عملية إعادة إعمار كبيرة يشاد بها، بعد نسبة الدمار الذي لحق بها إبان سيطرة عصابات داعش الآثمة عليها. وضمن العمل الحثيث لإعمار جميع الكنائس والأماكن التراثية القديمة في مدينة الموصل القديمة، بإشراف مباشر من قبل مفتشية آثار وتراث نينوى، جرت إعادة إعمار وبناء عدد كبير من الكنائس والمواقع الأثرية التي تشكل أيقونات مهمة لدى المواطن الموصلي خصوصاً والمواطن العراقي بشكل عام.

دعم كبير
لتسليط الضوء على حملة الإعمار هذه كان لـ “الشبكة العراقية” لقاء مع السيد (محمد جاسم الكاكائي)، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، الذي تحدث قائلاً:
“حركة الإعمار مستمرة في محافظة نينوى، وهناك متابعة كبيرة لإنجاز المشاريع المتلكئة، إذ لم يتبق إلا نحو 10 إلى 15 بالمئة من تلك المشاريع، إذ تحظى محافظة نينوى بدعم كبير من لدن رئيس مجلس الوزراء لإعادة إعمارها، ومن ضمن الأماكن الكثيرة التي أعيد إعمارها: فندق الأوبروي وعدد من المستشفيات. وبالنسبة إلى الكنائس فإن إعادة إعمارها ينبغي أن تتناسب مع قدم طرازها، أي أن يجري البناء بشكل حديث، مع الاحتفاظ بطرازها وتراثها، وذلك للحفاظ على هوية الإخوة المسيحيين في محافظة نينوى، لأنهم جزء ومكون أساس منها، علماً أن هناك الكثير من الأماكن التي أعيد إعمارها، والعمل جار في توسيع وتطوير الكثير من المناطق.”
روح الموصل
للمزيد من التفاصيل تحدثنا مع السيد (أنس زياد)، مسؤول إعمار كنيسة الطاهرة، من منظمة اليونسكو، الذي قال: إن “مشروع إعمار كنيسة الطاهرة هو من تمويل دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تبرعت بمبلغ خمسين مليون دولار، ويشمل هذا المشروع كنيستين هما كنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة، كما يشمل المشروع أيضاً إعمار جامع النوري والمنارة الحدباء، وذلك ضمن مبادرة إحياء روح الموصل. وفي ما يخص كنيسة الساعة، فقد انتهى العمل فيها وجرى تسليمها الى الآباء الدومنيكان، كذلك الحال مع كنيسة الطاهرة إذ جرى إنجاز العمل فيها مؤخراً، وسوف تسلم في قادم الأيام إلى (الأب رائد)، مسؤول كنائس السريان الكاثوليك في الموصل.” مضيفاً أن “اليونسكو هي الجهة المشرفة مع مفتشية آثار وتراث نينوى، لكن التنفيذ يجري من قبل إحدى الشركات المحلية في الموصل، التي لديها خبرة في أعمال الترميم، بدأت الأعمال بتنظيف المكان وإزالة المخلفات الحربية، وتوفير قطع الفرش، كانت الأعمدة المركزية بالكامل متضررة، وكان السقف منهاراً كلياً، وأجزاء من الجدران الخارجية كانت أيضا متصدعة، لذا أعدنا تصميمها من خلال شركة إيطالية، وكنا حريصين في العمل على الحفاظ على ما تبقى من أجزاء الكنيسة وإعادة بناء الأجزاء المتبقية، ولم يكن العمل سهلاً بل كان معقداً، لأنه تضمن ترميم القديم ودمجه مع بناء جديد مع الحفاظ على تراث وهوية المبنى، كما استطعنا إعادة بعض الأجزاء وفق التصميم القديم الذي بنيت عليه، الذي يعود الى عام 1862.”
يسترسل زياد: “جميع العاملين في الموقع من العمال والمهندسين والحرفيين والنحاتين والبنائين هم من أبناء الموصل، غالبيتهم مسلمون، وهذا ما نفتخر به، إذ كان هدفنا إرجاع هيبة الكنيسة كرمز ديني لإخواننا المسيحيين ومساعدتهم كي يعودوا إلى مناطقهم القديمة.”
إعمار الكنائس
السيد (خير الدين أحمد)، منقب آثار أول، تحدث إلى” الشبكة العراقية” قائلاً:
“بعد عمليات التحرير المباركة وتطهير المدينة، القديمة منها بالذات، شرعت كوادر مفتشية آثار وتراث نينوى برصد وتوثيق الأضرار، ولاسيما الكنائس، وجرت مفاتحة الجهات الرسمية بهذا الخصوص لغرض إعادة إعمار المباني التراثية والأثرية في عموم محافظة نينوى، كذلك مفاتحة المنظمات الدولية والجامعات العالمية الرصينة من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث ووزارة الثقافة، وتوصلنا إلى اتفاقية (إحياء روح الموصل) مع منظمة اليونسكو، بدعم من دولة الإمارات العربية، وجرى الاتفاق على إعمار كنيستي الساعة والطاهرة، بإشراف كوادر مفتشية آثار نينوى. لقد كنا مصرين في مفتشية آثار نينوى على إعادة جميع المواقع الأثرية، بغض النظر عن الطائفة والمكون، وسعينا بكل جهد إلى إعمار الكنائس، وكان الاهتمام بهذا الجانب لطمأنة وإعادة إخواننا وأهلنا المسيحيين إلى مناطقهم، وشملت الصيانة إعادة بناء وترميم أكثر من 120 داراً اثرية، ونأمل بإعادة إعمار جميع الجوامع والكنائس والأديرة، ويشمل ذلك بالتأكيد الرموز الإيزيدية.