ريا عاصي – تصوير/ حسين طالب
عندما تتحدث بغداد، تُصغي الأزمنة. عاصمة المجد والحكايات، مدينة ألف ليلة وليلة، استُنهضت لتتوشح من جديد بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2025. إنه اختيار يحمل في طياته عبق الماضي، وصدى الأنهار التي همست لأجيال من الشعراء والعلماء. بغداد، المدينة التي قاومت الغبار والأوجاع، تبعث برسالة مفادها أن السحر ما زال يزهر بين أنقاض الزمن.
بغداد… حكاية مجد
تحكى من جديد
أعلنت المنظمة العربية للسياحة اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وذلك خلال الدورة الخامسة والثلاثين لاجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة الذي عُقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
ويأتي هذا الاختيار تقديرًا لالتزام بغداد بالمعايير الأساسية لعواصم السياحة العربية، التي تشمل الإدارة السياحية الفعالة، وتوافر البنية التحتية، وثراء الموارد السياحية، وتنوع الأنشطة الثقافية والترفيهية، إضافة إلى معايير الحفاظ على البيئة، والسلامة الصحية، والأمن والاستقرار السياحي.
ورحب المجلس الوزاري العربي للسياحة بهذا القرار الذي يُعد خطوة مهمة في تعزيز مكانة بغداد على الخريطة السياحية العربية والعالمية. وعبّر الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، عن تهانيه للرئيس عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والحكومة العراقية، مشيرًا إلى أن هذا الاختيار يعكس مكانة بغداد الثقافية والتاريخية ويهدف إلى تعزيز السياحة البينية العربية وإبراز خصوصية المدينة الفريدة.
وأكد آل فهيد أن المنظمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، ستنظم احتفالية كبرى لتدشين فعاليات اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية مع بداية عام 2025، إلى جانب إطلاق سلسلة من الفعاليات والبرامج السياحية لتعزيز دور العراق في المشهد السياحي الإقليمي والدولي.
يُذكر أن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهود مشتركة لمكتب رئيس مجلس الوزراء ووزارة الخارجية من خلال بعثتها في القاهرة، ووزارة الثقافة، إلى جانب العديد من الجهات الساندة التي ساهمت في تحقيق هذا التكريم لمدينة بغداد.
بغداد الجسد
في قلب العراق النابض، تقع بغداد مثل درة تلمع بين أطلال العصور، حاملة إرثها الثقافي إلى المستقبل. تأسست هذه المدينة العريقة عام 762م على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، لتكون جوهرة في تاج الحضارة الإسلامية. لقرون، كانت بغداد موطنًا للعلم والفنون والشعراء، وحاضنة لأعظم المكتبات والمعارف الإنسانية. واليوم، يقف شارع المتنبي كجسر بين ماضٍ مهيب وحاضر يُعيد اكتشاف نفسه، حيث تتردد أصداء الكتب بين جنباته كل يوم جمعة.
المدينة التي تراهن على أحلامها
أن تصبح بغداد عاصمة للسياحة العربية يعني أن تعيد الحياة إلى شرايينها السياحية. بجهود تتحدى الصعاب، تعمل الحكومة العراقية بالتعاون مع القطاع الخاص على تجديد البنية التحتية واستثمار جغرافيا المدينة التي يعانقها نهر دجلة.
أبرز المشاريع
• تطوير كورنيش نهر دجلة: تحويل ضفاف النهر إلى وجهة سياحية تضم متنزهات ومطاعم ومرافق ترفيهية.
• إعادة تأهيل منطقة شارع الرشيد: ترميم المباني التراثية وتحويل المنطقة إلى مركز ثقافي وسياحي.
• مشروع بغداد الجديدة للمتاحف: إنشاء متحف حديث يعرض التراث العراقي بطريقة تفاعلية.
• تحسين شبكة النقل العام: تعزيز الربط بين المعالم السياحية عبر وسائل نقل حديثة ومريحة.
يشهد مطار بغداد الدولي حالياً سلسلة من مشاريع التجديد والتوسعة بهدف تحسين خدماته وزيادة طاقته الاستيعابية. في تموز 2024، أعلنت وزارة النقل العراقية عن بدء المرحلة الأولى من تأهيل المطار، التي تشمل تجديد السقوف والأرضيات، تحديث أنظمة الإضاءة، وصيانة الجدران.
بالإضافة إلى ذلك، تم طرح مناقصة لاختيار شريك من القطاع الخاص لتجديد وتوسيع وتمويل وتشغيل وصيانة المطار بموجب اتفاقية شراكة طويلة الأجل بين القطاعين العام والخاص. تهدف هذه الجهود إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار إلى تسعة ملايين مسافر سنويًا، من خلال بناء صالة ركاب جديدة وتحديث البنية التحتية الحالية.
تسعى هذه المشاريع إلى رفع مستوى المطار ليتماشى مع المعايير الدولية، ما يعزز من قدرته على استقبال عدد أكبر من المسافرين وتقديم خدمات أفضل، خاصة مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025.
كما أطلقت الحكومة مشروع تطوير منطقة معسكر الرشيد في بغداد، الذي يمتد على مساحة تزيد على 5000 دونم. يهدف المشروع إلى خلق بيئة سياحية جديدة في العاصمة، من خلال إنشاء مرافق ترفيهية وثقافية تسهم في جذب السياح وتحفيز الاقتصاد المحلي.
وفقًا لهيئة السياحة العراقية، تضم بغداد حوالي 500 فندق بمستويات مختلفة، بالإضافة إلى ما يقرب من 500 مطعم ومقهى، ما يجعل إجمالي المرافق السياحية حوالي 1000 مرفق.
تسعى بغداد، كعاصمة للسياحة العربية لعام 2025، إلى تعزيز وتطوير هذه المرافق لتلبية احتياجات الزوار وتقديم تجربة سياحية مميزة تعكس تاريخها وثقافتها العريقة.
السياحة بين الماضي والمستقبل
بغداد ليست مجرد مدينة؛ إنها فسيفساء من التاريخ والثقافة. من أبرز معالمها: المدرسة المستنصرية: إحدى أقدم الجامعات في العالم الإسلامي، والقصر العباسي، أو المدرسة الشرابية، الذي يعتبر تحفة في المعمار العباسي، يضم قاعات للطلبة وباحة تضم نافورة من المرمر الأحمر، والباب الوسطاني، أو باب الطلسم، هو أحد الأبواب التاريخية القديمة في بغداد، وهو جزء من الأسوار التي كانت تحيط بالمدينة في العهد العباسي. يقع باب الطلسم في الجهة الغربية من بغداد، ويُعد من الأبواب الرئيسة التي كانت تؤدي إلى المدينة في تلك الفترة.
أما شارع المتنبي: القلب النابض للثقافة العراقية، حيث يتجمع عشاق الكتب والأدب، ويضم العديد من المقاهي التراثية والثقافية البغدادية، وأشهرها مقهى الشابندر ومقهى حسن عجمي ومقهى الزهاوي. وشارع المتنبي يعد شاهدًا على إرث بغداد العباسي والعثماني ومن ثم الملكي، إذ تمتد على جانبيه القشلة ودور الخلافة والمكتبات. وقد تم تجديده وترميمه مؤخرًا ليكون قبلة لكل زوار بغداد.
هذه المعالم عند زيارتها ستمر بأقدم شارع بغدادي، وهو شارع الرشيد، الذي بلغ عمره اليوم 104 سنوات، الذي يضم العديد من الأسواق والخانات القديمة التي تتميز بالعمران البغدادي الخاص.
شارع أبي نوّاس يعد مكانًا محوريًا للأنشطة التجارية والثقافية والترفيهية في بغداد، وله دور بارز في تحسين صورة المدينة ورفع مستوى الحياة في المنطقة. تم العمل على تطوير الواجهة النهرية للشارع، بما في ذلك تحسين الأرصفة وتوفير مساحات للتنزه وأماكن للجلوس على ضفاف نهر دجلة.
بغداد، كونها مدينة ذات تاريخ طويل ومتعدد الثقافات، تضم العديد من المراقد الدينية والكنائس التي تشهد على التنوع الديني والثقافي في العراق. من أبرز هذه المراقد والكنائس: مسجد الكاظمين والإمام أبو حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الكيلاني وكنيسة مار يوسف والطاهرة وكنيسة أم الأحزان.
كما تضم العديد من مراقد الصوفية مثل الحلاج وجنيد البغدادي والسهروردي، وغيرها من المواقع والمراكز الدينية.
كما تضم بغداد معالم ورموزًا وصروحًا حديثة تشهد على فن العمارة العراقية، مثل ساحة التحرير ونصب الحرية، ونصب الجندي المجهول، ونصب الشهيد، ونصب كهرمانة وشهرزاد وشهريار، وغيرها العديد.
كما تضم في قلبها المتحف العراقي والمتحف البغدادي ودار المخطوطات ومتحفي الجواهري والوائلي.
التحديات التي تصنع الأمل
ليس من السهل تحويل الحلم إلى حقيقة في مدينة أنهكتها الحروب، لكن بغداد اختارت ألا تنحني أمام الرياح. رغم تحديات الأمن والبنية التحتية، يشق التفاؤل طريقه. مشاريع الترميم والتطوير تسير بخطى واثقة، والمستثمرون المحليون والدوليون يتطلعون إلى فرص جديدة تشرق مع كل فجر جديد.
ما يميز بغداد هو روحها التي لا تقهر. إنها مدينة ولدت من الرماد مرارًا وتكرارًا. إن كان اختيارها عاصمة للسياحة يحمل تحديات، فهو يحمل أيضًا أملًا في مستقبل يُصنع بإرادة شعبها وعشقه للحياة.
إن اختيار بغداد ليس مجرد اعتراف بجمالها الثقافي، بل هو دعوة إلى العالم للوقوف على أطلال حضارة ما زالت نابضة بالحياة. إنها فرصة لاستثمار السياحة الثقافية التي تُعد من أثمن موارد العراق. فالمتاحف والمساجد والأسواق القديمة ليست مجرد أماكن، بل هي روايات مفتوحة تنتظر من يقرأها.
في أزقة بغداد، حيث يتشابك التاريخ مع الحياة اليومية، يولد السحر الحقيقي. السياحة ليست فقط صناعة اقتصادية، بل هي جسر للتواصل الإنساني وفهم الآخر. بغداد، التي كانت ملتقى الحضارات، تعود لتفتح أبوابها أمام العالم، حاملة رسالة حب وسلام.
ختام الحكاية وبداية الأحلام
أن تكون بغداد عاصمة للسياحة العربية يعني أن العالم سيكتشف مدينة تنبض بالحكايات. إنه زمن جديد يُشرق، حيث يلتقي دجلة مع الأمل، وحيث تُعيد الشوارع القديمة سرد قصصها للزائرين. إنها فرصة لإحياء التراث، وتنشيط الاقتصاد، وتعزيز الروح الإنسانية التي طالما كانت جوهر بغداد.
بغداد تستفيق، والأحلام تبدأ، والمستقبل يُنسج بخيوط من ذهب الماضي. بغداد عاصمة للسياحة العربية
2025
عندما يستيقـــظ التاريـــخ علـــى وقـــــع أحلام المستقبل
ريا عاصي – تصوير/ حسين طالب
عندما تتحدث بغداد، تُصغي الأزمنة. عاصمة المجد والحكايات، مدينة ألف ليلة وليلة، استُنهضت لتتوشح من جديد بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2025. إنه اختيار يحمل في طياته عبق الماضي، وصدى الأنهار التي همست لأجيال من الشعراء والعلماء. بغداد، المدينة التي قاومت الغبار والأوجاع، تبعث برسالة مفادها أن السحر ما زال يزهر بين أنقاض الزمن.
بغداد… حكاية مجد
تحكى من جديد
أعلنت المنظمة العربية للسياحة اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وذلك خلال الدورة الخامسة والثلاثين لاجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة الذي عُقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
ويأتي هذا الاختيار تقديرًا لالتزام بغداد بالمعايير الأساسية لعواصم السياحة العربية، التي تشمل الإدارة السياحية الفعالة، وتوافر البنية التحتية، وثراء الموارد السياحية، وتنوع الأنشطة الثقافية والترفيهية، إضافة إلى معايير الحفاظ على البيئة، والسلامة الصحية، والأمن والاستقرار السياحي.
ورحب المجلس الوزاري العربي للسياحة بهذا القرار الذي يُعد خطوة مهمة في تعزيز مكانة بغداد على الخريطة السياحية العربية والعالمية. وعبّر الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، عن تهانيه للرئيس عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والحكومة العراقية، مشيرًا إلى أن هذا الاختيار يعكس مكانة بغداد الثقافية والتاريخية ويهدف إلى تعزيز السياحة البينية العربية وإبراز خصوصية المدينة الفريدة.
وأكد آل فهيد أن المنظمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، ستنظم احتفالية كبرى لتدشين فعاليات اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية مع بداية عام 2025، إلى جانب إطلاق سلسلة من الفعاليات والبرامج السياحية لتعزيز دور العراق في المشهد السياحي الإقليمي والدولي.
يُذكر أن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهود مشتركة لمكتب رئيس مجلس الوزراء ووزارة الخارجية من خلال بعثتها في القاهرة، ووزارة الثقافة، إلى جانب العديد من الجهات الساندة التي ساهمت في تحقيق هذا التكريم لمدينة بغداد.
بغداد الجسد
في قلب العراق النابض، تقع بغداد مثل درة تلمع بين أطلال العصور، حاملة إرثها الثقافي إلى المستقبل. تأسست هذه المدينة العريقة عام 762م على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، لتكون جوهرة في تاج الحضارة الإسلامية. لقرون، كانت بغداد موطنًا للعلم والفنون والشعراء، وحاضنة لأعظم المكتبات والمعارف الإنسانية. واليوم، يقف شارع المتنبي كجسر بين ماضٍ مهيب وحاضر يُعيد اكتشاف نفسه، حيث تتردد أصداء الكتب بين جنباته كل يوم جمعة.
المدينة التي تراهن على أحلامها
أن تصبح بغداد عاصمة للسياحة العربية يعني أن تعيد الحياة إلى شرايينها السياحية. بجهود تتحدى الصعاب، تعمل الحكومة العراقية بالتعاون مع القطاع الخاص على تجديد البنية التحتية واستثمار جغرافيا المدينة التي يعانقها نهر دجلة.
أبرز المشاريع
• تطوير كورنيش نهر دجلة: تحويل ضفاف النهر إلى وجهة سياحية تضم متنزهات ومطاعم ومرافق ترفيهية.
• إعادة تأهيل منطقة شارع الرشيد: ترميم المباني التراثية وتحويل المنطقة إلى مركز ثقافي وسياحي.
• مشروع بغداد الجديدة للمتاحف: إنشاء متحف حديث يعرض التراث العراقي بطريقة تفاعلية.
• تحسين شبكة النقل العام: تعزيز الربط بين المعالم السياحية عبر وسائل نقل حديثة ومريحة.
يشهد مطار بغداد الدولي حالياً سلسلة من مشاريع التجديد والتوسعة بهدف تحسين خدماته وزيادة طاقته الاستيعابية. في تموز 2024، أعلنت وزارة النقل العراقية عن بدء المرحلة الأولى من تأهيل المطار، التي تشمل تجديد السقوف والأرضيات، تحديث أنظمة الإضاءة، وصيانة الجدران.
بالإضافة إلى ذلك، تم طرح مناقصة لاختيار شريك من القطاع الخاص لتجديد وتوسيع وتمويل وتشغيل وصيانة المطار بموجب اتفاقية شراكة طويلة الأجل بين القطاعين العام والخاص. تهدف هذه الجهود إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار إلى تسعة ملايين مسافر سنويًا، من خلال بناء صالة ركاب جديدة وتحديث البنية التحتية الحالية.
تسعى هذه المشاريع إلى رفع مستوى المطار ليتماشى مع المعايير الدولية، ما يعزز من قدرته على استقبال عدد أكبر من المسافرين وتقديم خدمات أفضل، خاصة مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025.
كما أطلقت الحكومة مشروع تطوير منطقة معسكر الرشيد في بغداد، الذي يمتد على مساحة تزيد على 5000 دونم. يهدف المشروع إلى خلق بيئة سياحية جديدة في العاصمة، من خلال إنشاء مرافق ترفيهية وثقافية تسهم في جذب السياح وتحفيز الاقتصاد المحلي.
وفقًا لهيئة السياحة العراقية، تضم بغداد حوالي 500 فندق بمستويات مختلفة، بالإضافة إلى ما يقرب من 500 مطعم ومقهى، ما يجعل إجمالي المرافق السياحية حوالي 1000 مرفق.
تسعى بغداد، كعاصمة للسياحة العربية لعام 2025، إلى تعزيز وتطوير هذه المرافق لتلبية احتياجات الزوار وتقديم تجربة سياحية مميزة تعكس تاريخها وثقافتها العريقة.
السياحة بين الماضي والمستقبل
بغداد ليست مجرد مدينة؛ إنها فسيفساء من التاريخ والثقافة. من أبرز معالمها: المدرسة المستنصرية: إحدى أقدم الجامعات في العالم الإسلامي، والقصر العباسي، أو المدرسة الشرابية، الذي يعتبر تحفة في المعمار العباسي، يضم قاعات للطلبة وباحة تضم نافورة من المرمر الأحمر، والباب الوسطاني، أو باب الطلسم، هو أحد الأبواب التاريخية القديمة في بغداد، وهو جزء من الأسوار التي كانت تحيط بالمدينة في العهد العباسي. يقع باب الطلسم في الجهة الغربية من بغداد، ويُعد من الأبواب الرئيسة التي كانت تؤدي إلى المدينة في تلك الفترة.
أما شارع المتنبي: القلب النابض للثقافة العراقية، حيث يتجمع عشاق الكتب والأدب، ويضم العديد من المقاهي التراثية والثقافية البغدادية، وأشهرها مقهى الشابندر ومقهى حسن عجمي ومقهى الزهاوي. وشارع المتنبي يعد شاهدًا على إرث بغداد العباسي والعثماني ومن ثم الملكي، إذ تمتد على جانبيه القشلة ودور الخلافة والمكتبات. وقد تم تجديده وترميمه مؤخرًا ليكون قبلة لكل زوار بغداد.
هذه المعالم عند زيارتها ستمر بأقدم شارع بغدادي، وهو شارع الرشيد، الذي بلغ عمره اليوم 104 سنوات، الذي يضم العديد من الأسواق والخانات القديمة التي تتميز بالعمران البغدادي الخاص.
شارع أبي نوّاس يعد مكانًا محوريًا للأنشطة التجارية والثقافية والترفيهية في بغداد، وله دور بارز في تحسين صورة المدينة ورفع مستوى الحياة في المنطقة. تم العمل على تطوير الواجهة النهرية للشارع، بما في ذلك تحسين الأرصفة وتوفير مساحات للتنزه وأماكن للجلوس على ضفاف نهر دجلة.
بغداد، كونها مدينة ذات تاريخ طويل ومتعدد الثقافات، تضم العديد من المراقد الدينية والكنائس التي تشهد على التنوع الديني والثقافي في العراق. من أبرز هذه المراقد والكنائس: مسجد الكاظمين والإمام أبو حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الكيلاني وكنيسة مار يوسف والطاهرة وكنيسة أم الأحزان.
كما تضم العديد من مراقد الصوفية مثل الحلاج وجنيد البغدادي والسهروردي، وغيرها من المواقع والمراكز الدينية.
كما تضم بغداد معالم ورموزًا وصروحًا حديثة تشهد على فن العمارة العراقية، مثل ساحة التحرير ونصب الحرية، ونصب الجندي المجهول، ونصب الشهيد، ونصب كهرمانة وشهرزاد وشهريار، وغيرها العديد.
كما تضم في قلبها المتحف العراقي والمتحف البغدادي ودار المخطوطات ومتحفي الجواهري والوائلي.
التحديات التي تصنع الأمل
ليس من السهل تحويل الحلم إلى حقيقة في مدينة أنهكتها الحروب، لكن بغداد اختارت ألا تنحني أمام الرياح. رغم تحديات الأمن والبنية التحتية، يشق التفاؤل طريقه. مشاريع الترميم والتطوير تسير بخطى واثقة، والمستثمرون المحليون والدوليون يتطلعون إلى فرص جديدة تشرق مع كل فجر جديد.
ما يميز بغداد هو روحها التي لا تقهر. إنها مدينة ولدت من الرماد مرارًا وتكرارًا. إن كان اختيارها عاصمة للسياحة يحمل تحديات، فهو يحمل أيضًا أملًا في مستقبل يُصنع بإرادة شعبها وعشقه للحياة.
إن اختيار بغداد ليس مجرد اعتراف بجمالها الثقافي، بل هو دعوة إلى العالم للوقوف على أطلال حضارة ما زالت نابضة بالحياة. إنها فرصة لاستثمار السياحة الثقافية التي تُعد من أثمن موارد العراق. فالمتاحف والمساجد والأسواق القديمة ليست مجرد أماكن، بل هي روايات مفتوحة تنتظر من يقرأها.
في أزقة بغداد، حيث يتشابك التاريخ مع الحياة اليومية، يولد السحر الحقيقي. السياحة ليست فقط صناعة اقتصادية، بل هي جسر للتواصل الإنساني وفهم الآخر. بغداد، التي كانت ملتقى الحضارات، تعود لتفتح أبوابها أمام العالم، حاملة رسالة حب وسلام.
ختام الحكاية وبداية الأحلام
أن تكون بغداد عاصمة للسياحة العربية يعني أن العالم سيكتشف مدينة تنبض بالحكايات. إنه زمن جديد يُشرق، حيث يلتقي دجلة مع الأمل، وحيث تُعيد الشوارع القديمة سرد قصصها للزائرين. إنها فرصة لإحياء التراث، وتنشيط الاقتصاد، وتعزيز الروح الإنسانية التي طالما كانت جوهر بغداد.
بغداد تستفيق، والأحلام تبدأ، والمستقبل يُنسج بخيوط من ذهب الماضي.