بين الفائدة البيئية والاقتصادية السيارات الكهربائية و”الهجينة”.. هل تنجح في العراق؟

بغداد / علي كريم اذهيب/
التطورات في العراق منذ العام 2021 أخذت بالتسارع، ولاسيما مع التوجهات التي تبنتها الحكومة برئاسة محمد شياع السوادني، التي يسير أحد توجهاتها نحو زيادة الوعي والرغبة لدى الشعب العراقي بالذهاب نحو استخدام السيارات الكهربائية بدلاً من السيارات التقليدية العاملة بالمشتقات النفطية.
تسهيلات حكومية
أفاد قرار مجلس الوزراء العراقي رقم 415 لسنة 2019 بتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على المركبات الهجينة “هايبرد” بنسبة 100% للسنة الأولى، وبعدها 50%، استناداً إلى الصلاحيات المنصوص عليها في أحكام المادة 2/أولا من قانون التعرفة الجمركية من أجل تخفيض أسعار تلك المركبات، وذلك لتحفيز المواطنين على اقتنائها، لما في ذلك من فوائد كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية. كما أصدرت الحكومة قرارها المرقم 13 لسنة 2022، المتضمن إعفاء المركبات الكهربائية والهجينة من الرسوم المرورية، بالإضافة إلى إعفائها من رسوم لوحات التسجيل والأرقام المرورية.
أول مصنع في العراق
تدشن هيئة التصنيع الحربي، نهاية العام الحالي، أول مصنع من نوعه في البلاد لإنتاج السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، بمواصفات عالمية، إضافة إلى إنشاء محطات شحن خاصة بها مماثلة لمحطات الوقود، وفق المدير العام لشركة الصناعات الحربية (علي محسن)، الذي قال إن “نسب إنجاز المصنع الخاص بالسيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، وهو الأول من نوعه في البلاد، وصلت إلى 70 بالمئة، بما ينبئ بقرب افتتاحه في موعده المحدد بنهاية العام الحالي، ولاسيما بعد وصول خطوطه الإنتاجية مراحل متقدمة.” وأضاف أنه “سيجري تجهيز الأجهزة الأمنية بالسيارات التي تسير بسرعة تصل إلى 100 كم / ساعة بمنظومات إلكترونية خاصة بالشرطة، وكاميرات حديثة لرصد الحالات المشبوهة، وأخرى للمرور مزودة بأنظمة لرصد المخالفات والحوادث، كما ستقدم هدية واحدة لكل منهما كإنتاج تجريبي.” كاشفاً عن وجود طلب على إنتاج سيارات لتلك الأجهزة بحدود 1000 سيارة.
وأشار محسن إلى أن “فكرة تشييد المصنع جاءت عقب إقبال المواطنين على اقتناء (الستوتة) و(التك توك) لرخص أسعارها، برغم أنها غير حضارية، وهو ما حدا بالشركة إلى دراسة صناعة سيارة محلية بمواصفات عالمية مميزة وبأسعار زهيدة، تعمل بمحرك كهربائي، وفيها جهاز تكييف، وتتسع لأربعة أشخاص.” كاشفاً عن أنه “سيجري إنشاء محطات شحن خاصة بها مماثلة لمحطات الوقود، بالتنسيق مع وزارتي النقل والنفط.”
دور القطاع الخاص
جدير بالذكر أن القطاع الخاص في العراق يلعب دوراً كبيراً في مجال تجارة السيارات الهجينة والكهربائية، إذ يقول مدير الإعلام والعلاقات العامة لدى مجموعة شركات سردار لتجارة السيارات (صباح محمد الجنابي) إن” المجموعة تسلط الضوء على تعاون القطاع الحكومي مع الخاص عبر تعزيز دخول السيارات الهجينة والكهربائية عبر إزالة الحواجز الجمركية وتسهيل الإعفاءات الضريبية، ما يجعل تلك السيارات في متناول يد الجمهور لغرض اعتماد هذه السيارات الصديقة للبيئة على ناطق واسع، ما يدعم هدفنا الجمعي المتمثل في تحسين البيئة في العراق وتقليل الضوضاء.”
أضاف الجنابي في حديثه مع مجلة “الشبكة العراقية”: “حققنا مبيعات بالآلاف من السيارات الهجينة والكهربائية في جميع شركات المجموعة، التي أصبح كثير منها الآن جزءاً من أنظمة النقل لدى وزارات الدولة العراقية، إذ يؤكد هذا النجاح التزامنا الثابت بنشر ثقافة النقل المستدام بما يضمن تحقيق فوائد هذه التكنلوجيا على نطاق واسع.”
فوائد السيارات الكهربائية
هناك هدف أساسي ومهم جداً للسيارات الكهربائية يتزامن مع تصدر العراق قائمة التغيير المناخي، يتمثل في تقليل انبعاثات الغازات الضارة التي تطلقها محركات الوقود، التي تسبب الاحتباس الحراري والتلوث البيئي، فبما أن هذه السيارات لا تحتوي محركات تعمل بالبنزين، فإن هذا يعني أنه لن يوجد هناك احتراق، أي عدم وجود غازات ضارة تؤثر على البيئة، وعلينا كبشر أيضاً. إضافة لتلك المزايا، فإن هناك فوائد اقتصادية، بحسب خبير السيارات (عبد الرحمن الماجدي)، الذي قال إن “المحركات الكهربائية توفر عزم دوران فورياً، على عكس السيارات المزودة بمحرك البنزين، وهذا يؤدي إلى توليد تسارع قوي وفعال، إذ تعمل المحركات الكهربائية على أخذ طاقتها من البطارية وتغذية العجلات فوراً، ما يجعل السيارات الكهربائية بشكل عام أكثر فعالية من السيارات العادية المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي.”
يسترسل الماجدي في حديثه مع مجلة “الشبكة العراقية” أن “تكاليف التشغيل في السيارة الكهربائية منخفضة، فهي أقل بكثير من تكاليف تشغيل السيارة العادية ذات محرك البنزين، إذ إنها لا تحتاج إلى تغيير زيت المحرك، وفلتر زيت المحرك، وزيت ناقل الحركة، وشمعات الإشعال، وأحزمة المحرك والخراطيم، والعديد من الأجزاء الأخرى التي لا توجد في السيارات الكهربائية، كذلك فإن تكاليف الصيانة هي الأخرى منخفضة قياساً بمحركات القود الأخرى، وبما أن السيارات الكهربائية غير مزودة بمحركات تعمل على الوقود، فإن هذا يعني أنها تحتوي على عدد قطع أقل مقارنة بالسيارات العادية.”