بين جبال ووديان كردستان رحلات مغامرة في أحضان الطبيعة

دهوك/ كولر غالب الداوودي
حب التسلية والمغامرة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة بين الوديان والجبال، والتعرف على الأماكن الجديدة خارج المدن، أصبح مطلب كثير من الناس، ولاسيما محبي المغامرات والتخييم، إذ تعد هذه الرحلات من أكثر الأنشطة متعة وإثراء للروح والجسد، فهي تتيح الفرص للهروب من ضغوط الحياة اليومية، فضلاً عن التعارف.
في كردستان العراق، الذي يمتاز بالتنوع الطبيعي في مناطق عدة خارج مدنه، ما يدفع كثيرين إلى السفر والتخييم في هذه المناطق، بحثاً عن الشعور بالراحة والاستمتاع بالطبيعة، ولاسيما في فصل الشتاء الذي يرافقه سقوط الثلوج بكثرة على مرتفعات الجبال، ما يجعلها على رأس الوجهات التي يمكن لمحبي المغامرات التخييم فيها.
جبلي كردستان
الشاب عمر عبد الرزاق قادر، الذي يمتهن الهندسة المعمارية، الملقب بـ (عمر الجبلي) من أربيل، استطاع أن يؤسس شركة لإقامة برامج رحلات لمحبي التخييم والمغامرة.
عن فكرة مشروعه يقول عمر: إن “حبي للسفر والتخييم يعود إلى الصغر عندما كان والدي يصطحبني في رحلاته المتعددة إلى أحضان الطبيعة. وعندما كبرت كنت دائم السفر مع أصدقائي إلى خارج المدينة، حيث الطبيعة الغنّاء، وكثيراّ ما عملت (كروبات) سفر خلال فترة الدراسة الجامعية، لهذا راودتني فكرة تأسيس شركة خاصة بي وعملت أول تجربة لمجموعة من المشاركين واصطحبتهم إلى هذه الأماكن، ولاحظت بعد هذه التجربة رغبة عند كثير من المصطافين إلى كردستان في خوض مثل هذه الرحلات مع شركتي، ولاسيما من محافظات الجنوب، فضلاً عن المحافظات الأخرى للتمتع بجمال الطبيعة بين الجبال والوديان، واستمررت في عمل مثل هذه الرحلات، وحققت مستوىً جيداً من التقدم في عمل الشركة.”
مستلزمات الرحلة
يسترسل عمر في حديثه بالقول إنه “يوفر في كل رحلة جميع المستلزمات الخاصة بها من الطعام والسيارة والاحتياجات الأخرى.” وعن جمال الطبيعة في هذه الأماكن يقول إن كثيراً من المصطافين لا يعلمون بوجود مثل هذه الأماكن الجميلة ولم يروها سابقاً، فعلاً أنها أماكن في غاية الجمال والروعة، لذلك نحن لا نحتاج للسفر إلى خارج العراق، فهذه الأماكن الخلابة توفر لنا الاستمتاع بالطبيعة وتشبع رغباتنا في التمتع بجمال الطبيعة.”
يضيف عمر أن “هناك نوعين من الرحلات، الأولى هي رحلات الذهاب والرجوع في اليوم نفسه، أما النوع الثاني فهو الذي يقام فيه تخييم لأكثر من يوم، حيث المواقع الجميلة التي لا تعد ولا تحصى، مثل منطقة (برزان)، التي تحتوي على أكثر من 40 موقعاً معروفاً بجمال طبيعته وهوائه النقي، كذلك منطقة (جومان) التي يوجد فيها ١٥-٢٠ موقعاً سياحياً، وأيضاً منطقة (برادوست)، كما تضم محافظتا دهوك والسليمانية كثيراً من هذه المناطق، يقع بعضها بعيداً عن مراكز المدن، وأحياناً يستغرق الوصول إليها بحدود الـ ٥ ساعات، غالبيتها قريبة من الحدود التركية والإيرانية.”
إقبال المصطافين
يبين عمر أن “إقبال الناس حالياً على هذه الرحلات، خاصة من محافظات الجنوب كبير جداً، وتحظى شركتي بإقبال المصطافين عليها، ولاسيما بعد مشاركة مشاهير العراق في كثير من رحلاتها، فضلاً عن ترويجي لهذه الرحلات عبر السوشيل ميديا، وأكثر ما يسعدني هو ملاحظة علامات الانبهار على وجوه الناس بطبيعة كردستان وإعجابهم الشديد بهذه المناطق.” مضيفاً أنه لا يدير شركته لوحده، ففي بعض الأحيان يساعده من ٣-٤ أشخاص، خصوصاً عندما يكون عدد المشاركين في الرحلة كبيراً، فيضطر إلى توزيعهم في عدة سيارات رباعية الدفع، وتكون هذه السيارات مزودة بمعدات الرحلة كاملة.
فعاليات الرحلة والتخييم
يذكر عمر أن “كثيراً من الفعاليات والنشاطات تقام في فترة التخييم، منها نشاط الرماية والسينما الخارجية، وفعالية الأسئلة والأجوبة، وفترة الشواء والمسابقات الرياضية. وفي فصل الصيف تقام فعاليتا التجديف والسباحة في المناطق التي تتوفر فيها المياه.”
يختتم عمر حديثه بالقول إنه “يخطط مستقبلاً لتوسيع شركته، والارتقاء بعملها إلى مرحلة استقدام السياح الأجانب والعرب من خارج العراق للمشاركة في هذه الرحلات، إذ إن أقليم كردستان غني بكل عناصر الطبيعة الجميلة، من الجبال والشلالات والكهوف والطبيعة الخضراء، وهذا ما يدفعني إلى التوسع في عملي واستقطاب المصطافين من الجنسيات العربية والأجنبية لتعريفهم بجمال بلدنا وما يضمه من أماكن سياحية وطبيعة خلابة.”