تشجير المدن حملات تطوع بدعم حكومي

ريا محمود – تصوير/ علي الغرباوي

حملات تشجير واسعة شهدتها بغداد والعديد من المدن والمحافظات، أسهم فيها متطوعون من طلبة الجامعات والمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، إضافة إلى موظفي الدوائر الحكومية ومنتسبي دوائر البلديات. بدعم وتشجيع حكومي، من خلال الايعاز إلى الدوائر بتجهيز البلديات كافة بشتلات لزراعتها في الأماكن العامة والمؤسسات.

جاء هذا الدعم عبر تجهيزهم بالعُدد والمواد اللازمة لتشجير شوارع بغداد وبقية المدن في المحافظات، وتسهيل حركة سير المتطوعين.
وعي بيئي
هذه الحملات، حظيت بمشاركة مجتمعية واسعة من المواطنين، وهو ما عزز الوعي البيئي وأهميته في الحفاظ على البيئة. لكن لماذا جرى اختيار تشرين الأول والأشهر الثلاثة التالية موعداً لانطلاق الحملات؟ هذا السؤال توجهنا به إلى د. ائتلاف عبد الوهاب، الأستاذة في جامعة بغداد – كلية الزراعة، المساهمة في حملة (ازرع شجرة)، التي قالت: “يُكثر التشجير في شهر تشرين لأسباب تتعلق بالمناخ والتربة، هذا الوقت من السنة يمتاز بدرجات حرارة معتدلة في غالبية المناطق، ما يجعل الظروف مناسبة لغرس الأشجار.”
أضافت: “الطقس في تشرين يكون أقل حرارة مقارنةً بفصل الصيف، ما يقلل من التبخر ويساعد النباتات على التأقلم والنمو دون التعرض للحرارة العالية، كما أن الأمطار تبدأ بالهطول خلال الخريف، ما يساعد في توفير المياه اللازمة للأشجار الجديدة ويعزز من فرص نجاحها في التربة.”
الحزام الأخضر
من الحملات التي انطلقت في شهر تشرين الجاري، حملة (الحزام الأخضر) في الديوانية، وهي على غرار حملات الأحزمة الخضر في كربلاء والنجف، اللتين تعتبران من أوليات المحافظات التي اهتمت بالتشجير ونالت استحسان الزائرين، إذ شكلت المساحات الخضر جزءاً مهماً ومتنامياً في هذه المدن، بعد أن كانت مهددة بالتصحر، وقد ضربت محافظة كربلاء مثلاً كبيراً يحتذى به، عندما حولت العتبة العباسية آلاف الهكتارات الصحراوية إلى مزارع خضر تنتج العديد من المحاصيل الزراعية، وباتت تعتبر من أفضل المدن العراقية بوجود الحزام الأخضر الذي يحيطها.
لذلك حذا حذوها العديد من المدن التي نظمت حملات من أجل زراعة أحزمة خضر حولها، وعلى الطرق الخارجية، للتخفيف من العواصف الترابية التي ضربت البلاد في العقد الأخير.
مبادرة
أما حملة (الجيش الأخضر العراقي للتنمية المستدامة)، فقد أطلقت مبادرة في يوم 27 أيلول لتوزيع البذور والشتلات بدون مقابل، وقدمت طرقاً تعليمية في متابعة وتنمية الزراعة، عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوزيع ألف مغلف لبذور مختلفة عديدة لتحسين وتنويع نوعيات الأشجار والزهور للمساهمة في تطوير بيئة التربة.
أنواع الأشجار
البصرة الفيحاء هي الأخرى كانت من المحافظات التي أسهمت في التعريف بأنواع الأشجار التي تقاوم التصحر والتربة الجافة والعطش، وزرعت خلال الأربعة أعوام الماضية، العديد من شتلات (الألبيزيا) المقاومة للعطش والجفاف، كذلك قامت مجموعة من أصحاب المشاتل، وأساتذة جامعيون زراعيون متقاعدون بتأسيس مجموعة تدعى بـ (غابات الأثل)، إذ نشطوا في زراعة وشتل العديد من الاشجار التي تقاوم الحرارة وتستطيع العيش في أرض شديدة الملوحة، مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي كـ (الفيسبوك) وتطبيق (واتس أب) لإيصال العديد من الدايات والشتلات إلى جميع المحافظات، وبأسعار رمزية.
كما قام تجمع (مشاتل العراق) بالإسهام في توعية المواطنين، ومحبي التشجير والزراعة، بنشر وسائل توضيحية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتمكين المزارعين والناس من شتل الشجيرات، وإدامة إحيائها، وكيفية علاجها وسقيها، واستخدام مواد منزلية عضوية بسيطة لتكون سماداً حيوياً لا يضر بالبيئة.