ترجمة وإعداد: آلاء فائق /
تزدهر معظم الدول الإسلامية بطابع خاص ومميز خلال شهر رمضان المبارك، الذي يصادف الشهر التاسع في التقويم الهجري. فعلى الرغم من إغلاق العديد من المتاجر والمطاعم والحانات في هذا الشهر، لكن هناك الكثير من المزايا التي تميز هذا الوقت من العام. رمضان هو الوقت الذي يعبّر فيه الناس عن طقوسهم وعاداتهم الدينية من خلال الصوم من شروق الشمس حتى غروبها.
ومع أن الصيام يمكن أن يجعل الأيام مملة بعض الشيء، إلا أنه يعني أيضاً أن الليالي تنبض بالحياة مع الولائم والاحتفالات، حيث يتطلع الناس للاستفادة القصوى من تلك الأيام الرمضانية الثمينة.
ويحتفل بشهر رمضان نحو ملياري مسلم في جميع أنحاء العالم، وما يميز هذا الشهر الفضيل عالمياً هو التنوع الجميل للثقافات والممارسات والاحتفالات التي تشكل التجربة الإسلامية في رمضان.
أبرز الدول التي تنبض ليالها بالحياة خلال شهر رمضان
لعبة المحيبس في العراق
يجتمع العديد من الرجال في العراق لممارسة لعبة “المحيبس” التقليدية المحبوبة بعد الإفطار كل مساء، في تقليد يعود تاريخه إلى ماضي الزمان، حيث يشارك الكثير من الشباب كمجموعات كبيرة بعد الإفطار في لعبة مسلية، يجري فيها تمرير خاتم من تحت قطعة قماش وإيداعه بيد أحد اللاعبين، ويجب على الفريق المقابل تخمين مكان الخاتم، وذلك اعتماداً على لغة الجسد والفراسة.
وعلى الرغم من خوف محبي اللعبة من ضياعها بعد سنوات عديدة من الحروب التي مر بها العراق، غير أن لعبة “المحيبس” عادت في السنوات الأخيرة، إذ يحرص الكثير من العراقيين بنشاط للحفاظ على مثل هذه الألعاب الرمضانية التقليدية المحبوبة.
فوانيس رمضان في مصر
في معظم أنحاء مصر، تضاء الفوانيس الملونة احتفالاً بالشهر الفضيل، فقد أصبحت مصر واحدة من أكثر الدول التي تشع بالرمزية والألوان احتفالاً بهذا الشهر المميز، لذلك تشتهر ليالي القاهرة بالفوانيس النابضة بالحياة والمتألقة التي تضاء أثناء المساء والليل، والمعروفة بـ “فوانيس رمضان”.
ربما تعود أصول هذا التقليد إلى عصر الدولة الفاطمية حين جرى الترحيب بخلافة الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، بحمل الفوانيس الملونة لدى وصوله إلى القاهرة، وأصبحت اليوم واحدة من أكثر الممارسات حيوية ونبضاً بالألوان لإحياء شوارع القاهرة في رمضان.
“سيهيريوالاس” في الهند
يعتبر “سيهيريوالاس”، ويسمى كذلك zohridaars في نيودلهي، تقليداً محبوباً للغاية في الهند، ويعود تاريخه إلى العصر المغولي. حيث ينادي منادي الهند المسلمين بالصلاة وذكر أسماء الله والنبي محمد في قصيدة جميلة تحيي تقاليد رمضان، والتأكد أن كل من في الحي مستيقظ للسحور قبل صلاة الفجر.
“بادوسان” في إندونيسيا
ينخرط العديد من المسلمين الإندونيسيين في طقوس تطهير تسمى “بادوسان” للاحتفال ببداية شهر رمضان الفضيل، وذلك لتطهير أنفسهم روحياً وجسدياً قبل بداية شهر رمضان المبارك، حيث يشارك المسلمون الإندونيسيون من جزيرة جاوة في هذا التقليد. وتعني بادوسان “الاستحمام” باللهجة الجاوية، وفيه ينقع العديد من المسلمين أنفسهم في الينابيع الطبيعية، أو حتى البحيرات، رغم أن الكثيرين اليوم يمارسون طقس التطهير هذا في منازلهم، لكنه برغم ذلك يظل طقساً رمزياً للتطهير، ولإعداد أنفسهم عقلياً وجسدياً لواحد من أقدس شهور التقويم الإسلامي.
“النفر” في المغرب
منادون من كل المدن المغربية يؤدون صلاة الفجر كل صباح مع عائلات الأحياء المغربية، هؤلاء الرجال الذين يطلق عليهم “نفر”، الذين هم منادو البلدة، يسيرون في الأحياء عند صلاة الفجر لإيقاظ العائلات المغربية وإعلام الجميع بأن الصلاة ستبدأ قريباً، وعادة ما يكون ذلك باستخدام بوق موسيقي. يجمع هذا التقليد الجميل المجتمع المغربي في احتفالات خاصة بأجواء رمضان، ولاسيما عند صلاة الفجر.
“اللودرا” في ألبانيا
يؤدي المسلمون في ألبانيا قصائد خاصة للاحتفال ببداية ونهاية صيام كل يوم من أيام الشهر الفضيل، في تقليد فريد من نوعه في ألبانيا، إذ يبدأون يومهم الرمضاني بأغنيات خاصة برمضان، إلى جانب العزف على “اللودرا”، وهي عبارة عن طبلة تقليدية مغطاة بجلد الأغنام أو الماعز، من خلالها تدعى العائلات والأحباء لتناول الإفطار، ويترافق ذلك مع أغانيهم الدينية للاحتفال بإخلاصهم وإيمانهم خلال هذا الشهر الجميل.
فتح أبواب المنازل في الكاميرون
ينخرط مسلمو الكاميرون في تقليد فتح أبواب المنازل لاحتضان أي شخص للإفطار، في عبادة جميلة وعمل صالح، يجعل العديد من المسلمين في الكاميرون يفتحون أبواب منازلهم قبل وقت الإفطار مباشرة، لدعوة أي شخص من الخارج قد يحتاج إلى العثور على مكان للإفطار.
إذ أن من الشائع استقبال أي شخص لتناول الإفطار مع أهل البيت، في تقليد جميل يجعل من شهر رمضان أكثر خصوصية.
“الطبّال” في تركيا
في تركيا، يعلن الطبالون اقتراب موعد السحور في تقليد يعود إلى العصر العثماني، وهو تقليد محبوب للغاية، إذ أن لكل حي من أحياء تركيا طبال معين، ويلتزم هؤلاء الطبالون بارتداء الملابس العثمانية التقليدية، وواجبهم إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر.
“الرايفارو” في جزر المالديف
المسلمون في جزر المالديف اعتادوا تلاوة أشعار رمضانية جميلة بعنوان “الرايفارو”.
تتميز جزر المالديف بالجمال والحيوية خلال شهر رمضان، و”الرايفارو” هي إحدى طرق الاحتفال بشهر رمضان، وهي شكل من أشكال الشعر الديني المالديفي، مأخوذ من شكل قديم من الشعر مع إيقاع وأنماط مميزة، وبالنسبة للعديد من مسلمي جزر المالديف، أصبح رمضان أكثر خصوصية مع هذه الأشكال الجميلة من الشعر الذي تجري تلاوته في العبادة.
مراقبو الهلال في جنوب إفريقيا
يحتفل “مراقبو القمر”، باللغة الأفريكانية، بعيد الفطر في جنوب إفريقيا في تقليد فريد جميل من نوعه، إذ يقف هؤلاء المراقبون فوق تلال سيجنال أو شواطئ Point Promenade وخليج المرساة لإعلان موعد عيد الفطر بعد رؤية الهلال بأعينهم.
وقد جرى تعيين هذا التقليد الخاص مباشرة من قبل مجلس القضاء الإسلامي في جنوب إفريقيا، ويصادف نهاية شهر رمضان، حين يحتفل بتقليد رؤية الهلال بالعين المجردة.
عن موقع / كلتشر ترب – ألكسندر جوردن