“تمن ” العنبر.. طرق ري حديثة وبذور مقاومة للحر

وكالات / الشبكة العراقية
على وقع الجفاف الذي أنهك البلاد طوال أربع سنوات، يعمل خبراء لدى وزارة الزراعة على تجارب يأملون من خلالها إنقاذ إنتاج الرز، وعلى رأسه العنبر الحاضر على كل مائدة عراقية.

يعمد هؤلاء الخبراء إلى تطوير بذور جديدة، بينها ما هو تركيبة وراثية من تمن العنبر، وزراعته عبر استخدام المرشات بدلاً من طريقة الغمر التقليدية التي تتطلب أن يبقى الرز مغموراً بالمياه على مدى خمسة أشهر.
المزارع منتظر الجوفي، وبعد سنوات شهد خلالها تآكل أرضه تدريجياً، واجه الجفاف وشح المياه في العراق عبر زراعة الرز بطرق ري حديثة وبذور مقاومة للحر.
يقول الجوفي إنها “المرة الأولى التي بدأنا فيها الزراعة بالطرق الحديثة عبر (الري) بالمرشات”. ويضيف الرجل الذي يعمل في الزراعة منذ 15 عاماً بأن “الفرق كبير جداً” مقارنة بالغمر.
ولم يتمكن الجوفي العام الماضي من زراعة أرضه تماماً بسبب شح المياه، لكنه اليوم يتنقل بين المرشات للتأكد من أنها تعمل بالشكل الصحيح غير آبه بالشمس. ويعد العراق الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، وفقا للأمم المتحدة.
وتسبب الجفاف بخفض انتاج الرز بشكل هائل في العراق. فبعدما كانت مساحات الرز تتخطى 300 ألف دونم، بمعدل انتاج 300 ألف طن، لم تررع في عام 2023 سوى خمسة آلاف دونم فقط، وفق خبراء في وزارة الزراعة.
شح المياه
وبعدما سئم مزارعو الرز من رؤية حقولهم وقد باتت أشبه بالصحراء، كان لا بد من ايجاد طرق للتأقلم مع الظروف القاسية المفروضة عليهم.
يقول المسؤول في برنامج إكثار بذور الرز لدى وزارة الزراعة عبد الكاظم جواد موسى”جراء الجفاف وشح المياه، كان لا بد لنا من استخدام تقنيات ري حديثة وبذور بتركيبات وراثية جديدة”.
ويضيف “الأمر الأهم هو استخدام التقنيات الحديثة في زراعة الرز لمقاومة شح المياه”، مشيراً إلى أن فريق الخبراء يسعى إلى ايجاد المزيج الأفضل بين طرق الري والبذور.
ويوضح موسى بأنه وفريقه يريدون “اختبار التراكيب الوراثية (لتحديد) أي من هذه الأصناف يتحمل عملية الري بالمرشات” بدلاً من الغمر.
صعوبات
أرغم الجفاف الكثيرين من المزارعين على هجرة الزراعة والنزوح بعيداً عن أراضيهم، كما عمدت السلطات إلى تقنين استخدام المياه وتقليص الأراضي الزراعية لتوفير مياه الاستخدام اليومي للسكان، لا سيما خلال الصيف.
أحد المزارعين الذي يدعى فائز الياسري وكان قد هرع لزراعة جزء من أرضه، يقول: إن “2020 كانت آخر سنوات الوفرة ومن بعدها الجفاف”. مؤكداً أنه سيقوم بحراثة الأرض وتعديلها قبل غمر بذور الرز معتمداً الطريقة التقليدية، داعياً إلى تزويد الفلاحين بالمبيدات والكهرباء في بلد يعاني من أزمة طاقة مزمنة.
وبرغم اعتقاده أن “الربح ليس بكثير” هذه المرة، يقول الياسري “نتحمل من أجل إعادة بذور العنبر والياسمين”.
وبعكس الياسري، فقد ابن عمه “باسم” الأمل بعودة زراعة الرز فهو يرى أن المعوقات كبيرة وبات يصعب التغلب عليها.