جدل حول صياغة الأسئلة الوزارية!

بغداد / علي غني/

كثرت في السنوات الأخيرة الأخطاء في الكتب المنهجية والامتحانات الوزارية، من دون أن تجري معالجتها، بل الاكتفاء بإلقاء اللوم على مؤلفي المناهج وواضعي الأسئلة الوزارية. هذه المشكلات غالباً ما تؤدي إلى الإرباك في الامتحانات الوزارية وفقدان الثقة بالمناهج المقررة من الوزارة، فماذا يريد الطالب؟ ولماذا تتكرر الأخطاء في الأسئلة الوزارية كل عام؟

ولماذا تكتفي الوزارة بتعويض الطلبة بالدرجات عند حدوث تلك الأخطاء في الأسئلة الوزارية للمراحل كافة، متجاهلة القلق الذي تسببه للطلبة في وقت الامتحان.
أخطاء تتكرر
يقول المدرس (خالد عبد) إن “الأخطاء اللغوية الطباعية من الممكن تصحيحها عند مراجعتها بعد الانتهاء من طباعة المنهج، قبل توزيعه بين الطلبة، وإذا لم يجر تداركها فهي حتماً تؤثر سلباً على التلاميذ، ولاسيما لدى المدرس أو المعلم الذي ليست له خبرة بطبيعة المادة التي يشرحها، أو من الذين لا يهمهم من التعليم سوى قبض الراتب الشهري، أو ممن لا يمتلكون شعوراً دينياً أو وطنياً، أما إذا كانت الأخطاء اللغوية مقصودة وممنهجة وتتكرر في الامتحانات الوزارية، فهذه طامة كبرى تحتاج إلى تضافر جهود الخيرين لتداركها.”
وتابع: “بعض الأخطاء الطباعية ليست غريبة على مؤلفي الكتب المنهجية، لكن الغريب هو وجود أخطاء أساسية تتعلق ببنية المنهج التعليمي، وعلى الرغم من الجهد الواضح الذي تبذله وزارة التربية في اختيار لجان التأليف، لكنها تفاجأ بأخطاء أساسية تتعلق بمواضيع عديدة تحتاج إلى توضيح آخر يطلق عليه (الملحق)، وهذا الملحق قد يصل الى المدارس، لكنه أحياناً يختفي بقدرة قادر، بحيث لا يعثر عليه حتى نهاية السنة الدراسية، وهذا يحدث حينما يكون البريد المدرسي غير فاعل، ولاسيما في العديد من المدارس الريفية أو الواقعة في الأطراف، لذا فإن الاخطاء التي توجد في المناهج قد تقود إلى أخطاء في الأسئلة الوزارية.”
درجة النجاح
اما مدرس اللغة الإنكليزية في إعدادية الزهراء للبنات (ستار عبد) فيقول: “مناهج اللغة الإنكليزية قد تخلو من الأخطاء المطبعية، لكن المشكلة هي أن المادة مكثفة وكثيرة المواضيع، بحيث لا تكفي الحصص لإكمال المنهج، ما يضع المدرسين بين تقديم مادة مفيدة وعملية للطالب، أو الإسراع بتكملة المنهج حسبما يطلب منه. لذا، في معظم الحالات، يضحي المدرس بكثير من المواضيع، ولاسيما ما يخص المحادثة، لكي يتمكن من إنهاء المقرر في نهاية العام الدراسي، وبذلك يفقد الطلبة قابلية المحادثة، ويكون التركيز على الأجوبة التحريرية فقط، أو أنهم يقتنون (الملزمة) التي تحد من قدرة الطالب على التفكير وإبراز قدراته العقلية.”
ضغوط نفسية
فيما يرى مدير مدرسة ابن الأرقم الابتدائية (مثنى عدنان أحمد) أن “الأخطاء اللغوية، سواء أكانت طباعية أم في الأسئلة الوزارية، فإن لها تأثيراً كبيراً على العملية التعليمية، والحقيقة أن طباعة المناهج مازالت تعاني من مشكلات الأخطاء اللغوية او المطبعية، لذلك نتمنى وجود متابعة وتدقيق للكتاب المنهجي، سواء من ناحية الطباعة، أو بمراجعة الأخطاء من أجل أن نتخلص من الهدر في الأموال التي تصرف على الطباعة والتأليف.”
إلى ذلك، يقول الأستاذ (حيدر الحاج) إن “كثرة الأخطاء في المناهج الدراسية تعني أمرين: إما عدم كفاءة مؤلفي الكتب المدرسية والمشرفين عليها، أو تعمد الخطأ في عدد من كتب المنهج من أجل إعادة طباعتها لغرض التصحيح والإفادة منها في حال إعادة الطباعة.”
ويرى(الحاج) أن “الموقف الامتحاني، ولاسيما في الامتحانات الوزارية، بحد ذاته يسبب القلق والتوتر والخوف لدى الطالب، وذلك بسبب الضغوط النفسية التي يمر بها قبل فترة الامتحانات وأثنائها، التي قد تكون بسبب كثرة أو صعوبة المادة الامتحانية، أيضاً بسبب إصرار الأهل وضغطهم على الطالب في مسألة الحصول على معدل عال يؤهله للقبول في الكليات الهندسية والطبية.”
وتابع: “هذا النوع من القلق الامتحاني يمر به جميع الطلبة بمستوياتهم المختلفة، سواء الذي يملك التحصيل الجيد أو الضعيف، وذلك نتيجة إدراكه انه في موقف تقييم، فما بالك لو حدث خطأ في صياغة أحد الأسئلة الامتحانية، مهما كانت المرحلة الدراسية، فإن ذلك سوف يزيد حالة القلق والتوتر لدى الطالب، وهذا بدوره قد يؤثر على مستوى أدائه وتحصيله في الامتحان.”
الدعم النفسي!
ولكي نعالج مثل هذه الحالات (الكلام للمدرس المساعد نصيف جاسم / معاون شؤون الطلبة في إعدادية العامل للحاسبات وتقنية المعلومات) ينبغي المحافظة على هدوء الأجواء الامتحانية، وكذلك محاولة التخفيف من خوف وقلق الطلبة من خلال منحهم الدعم النفسي وتشجيعهم على اجتياز الامتحان بنجاح بعد إجراء التعديل وتصحيح الخطأ فوراً إن وجد.”
بينما يقترح المدرس (حسن محمود) “زيادة التدقيق من قبل الجهات المسؤولة عن وضع الأسئلة الوزارية، واختيار أكثر من لجنه من أصحاب الخبرة، متخصصة في وضع الأسئلة، والتأكد من حل تلك الأسئلة، ولاسيما المواد العلمية (الرياضيات والفيزياء والكيمياء) من قبل اللجنة قبل عرضها على الطلبة في يوم الامتحان.” كما ننصح الطلبة (كما يقول الدكتور عدنان حسين) بـ “عدم الاعتماد على الملازم الدراسية، ولاسيما في الامتحانات الوزارية لأنها قد تربك الطالب، كما أن الأسئلة الوزارية غالباً ما تكون من الكتاب المقرر من وزارة التربية.”