#خليك_بالبيت
يوسف المحمداوي /
خطب أحد القادة العسكريين في جيشه قائلا: “لا أراهن على نفاد الخبز أو الماء أو الوقود عند العدو، بل أراهن على نفاد الصبر” ، واليوم ونحن نواجه فايروس كورونا هذا الوحش المتغطرس والمخفي علينا التحلي بأعلى درجات الصبر، ولا نعطي لهذا العدو أي فرصة تمكنّه من خرق سواتر صبرنا وصمودنا بعد أن برهنا للعالم في الكثير من عاديات الزمن بأننا الشعب الذي لا ينكسر ومهما تكالبت عليه النائبات نراه في النهايات مرتديا زي المنتصر.
حظر التجوال لم تقرره الحكومة عن بطر أو من أجل معاقبة المواطن، بل اتّخذته في سبيل التخلص والقضاء على هذا الوباء الذي حصد الآلاف من الارواح في جميع دول العالم، وللأسف أن بعضا من المواطنين قد استخف بقدرات هذا العدو وكسر حظر التجوال غير مبال بالنتائج التي تترتب على هذا الفعل ومتجاهلا مصيره ومصير عائلته وأهله وجاره وعشيرته، وهو يكون بفعله هذا ممثلا شرعيا لهذا العدو ضد أبناء شعبه ليرتدي دون قصد ثياب الخائن لبلده وشعبه لا سيما أن مراجعنا الدينية قد جرمّت وبصورة جلية كل من لا يلتزم بتوجيهات كوادرنا الطبية لكي لا نعطي لعدونا هذا فرصة الانتصار على إرادة الشعب، وعلى جميع من استهانوا بقدرة هذا الوباء أن ينظروا بعين العقل إلى دول كبرى في عالمنا هذا مثل أميركا، ايطاليا، اسبانيا، بريطانيا، دول الاتحاد الأوروبي، وماذا فعل بها هذا الفايروس بسبب الاستهانة به وعدم استعدادها المبكر لمواجهته، وعلى الرغم من امتلاكها لبنى تحتية طبية وعلمية بأعلى درجات التطور لكنها دفعت نتيجة تقاعسها آلاف الضحايا من شعوبها، ونحن لا نملك جزء الجزء مما يمتلكون من قدرات وامكانيات المواجهة، ولننظر إلى جارتنا جمهورية إيران الاسلامية وما يحدث بها من مجازر بشرية تحت سطوة هذا الداء وتسلطه على شعبها المسلم الذي نتمنى له السلامة، ولنستلهم من معاناة إيران التي تجاورنا على امتداد 1400كم العبر لكون نسبة ضحايانا قبالة أعداد ضحاياها لا تساوي شيئا، وهذا الأمر الرباني والتوفيق الآلهي دفع الكثير من ممثلي الصحة العالمية إلى تكذيب الارقام التي تعلنها وزارة الصحة، لكون أسئلة المنظمة التعجبية تقول لماذا هذه الارقام المهولة من الضحايا في إيران والارقام البسيطة عند جارها العراق؟
للجميع نقولها وبالتحديد من لا يبالي بنفسه وأهله وقومه؛ لا تحرمونا من هذا اللطف الرباني الذي أنعم الله فيه على شعبنا المظلوم لنزوة او ملل او إهمال يصيب البعض منكم، وتذكروا دائما حظر التجوال الذي فرضته علينا الحكومة ليلا قبل أعوام قريبة وكنا ننفذه بكل حذافيره، غير مبالين بفراق ليلنا الجميل على الرغم من أن العدو كان معروف الهوية ومرئيا، أما اليوم فالعدو غير مرئي ويتفنن بطرق قتله لنا، ولنتذكر أيضا الطاغية صدام حين كان يحرمنا من زيارات أهل البيت (ع) وكنا نلتزم مجبرين خشية على أنفسنا من بطشه، نتمنى من الجميع الالتزام …الالتزام بحظر التجوال لننال ما نشتهي أن ننال من دون قتال، ولتصيبنا وتصبرّنا القناعة التي تقول إن الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر من أول خطوات الشفاء.
النسخة الألكترونية من العدد 356
“أون لآين -1-”