بغداد – هند الصفار/
يبدأ العام الدراسي وتمتلئ الأسواق بمستلزمات المدرسة مابين ملابس وحقائب وأحذية وقرطاسية. أبو مصطفى لديه 3 أطفال في المدرسة، اضطر الى الاستدانة ليوفر مستلزمات أولاده، إذ يقول: “فوجئت بأسعار السوق؛ فصاحب الدخل المحدود مثلي لا يستطيع تأمين احتياجات أبنائه للمدرسة، ومعدل ما يحتاجه كل طفل من أطفالي بحدود 50 – 75 الف دينار.
هذا في البداية لتعقبها بعد شهر او شهرين ملابس الشتاء للمدرسة وللبيت وغيرها لأنَّ الاطفال يكبرون بسرعة ويتلفون ملابسهم أيضا”.
وأم لينا موظفة لديها ابنتان في مرحلتي الابتدائية والثانوية، تقول: “لا أعلم ماذا أقول سعر المستلزمات غالٍ وأي شخص يود شراء شيء مميز او ذي نوعية جيدة عليه أن يخصّص ميزانية منفصلة للشراء، صداري البنات تتراوح بين 20 – 50 الف اذا أردت نوعية الى حد ما جيدة والقميص لا يقل عن ذلك ولكم أن تحسبوا المجموع مع بقية الأغراض”.
توريث الملابس القديمة
أم محبة لديها ولدان وبنت تقول: “أحاول أن أعطي بعض ملابس الكبير للصغير لا سيما تلك التي ما زالت محتفظة بجودتها كي أوفر بعض المصاريف للمستلزمات الدراسية الاخرى؛ فأسعار السوق مرتفعة”.
وكذلك تفعل أم سجاد (أم لخمسة أطفال) كي تستطيع تأمين مستلزمات أولادها من ملابس وأحذية وحقائب وقرطاسية رغم أنّها تعاني من رفض أولادها لذلك، لأنّهم يرغبون باقتناء كل شيء جديد يتباهون به أمام أصحابهم.
حقائب لكلّ المستويات
يتحدّث صاحب مكتبة في بغداد وهو يعرض حقائب مدرسية تتراوح أسعارها بين 11 – 600 الف دينار عن تقدير مكتبته للفوارق الطبقية، قائلاً: “نحن نوفر كل شيء ولكل المستويات، فهناك المستورد وضد الكسر بماركات عالمية موديل سحب او حمل على الظهر وأغلى قطعة متوفرة تصل الى سعر (600) الف دينار وهناك تدرج في الأسعار يصل الى 11 الف دينار فقط للحقيبة الواحدة”.
أما صاحب مجمع آخر في بغداد فيقول إنه يختار بضاعة مناسبة للجميع وتتراوح أسعار حقائبه ما بين 8 – 20 الف دينار فقط والاحذية تتراوح بين 5 – 15 الف دينار.
أما الملابس فأغلب الأهالي يفضّلون الذهاب الى أسواق معروفة التي فيها اختيارات متعددة كالكاظمية والاعظمية وبغداد الجديدة وغيرها، والبعض الآخر يفضّل المولات المنتشرة في كل مكان.
التسوق الالكتروني
يخوّل سلوان زوجته بالشراء عبر صفحات التواصل الاجتماعي اختصارا للوقت والجهد على حدّ قوله، ويضيف: “إنّها تعرف اختيار كل شيء عبر الانترنت بدل بذل ساعات من أجل الشراء في الأسواق إضافة الى التعب والجو الحار جدّاً، أما القرطاسية فإني أخصّص يوما لشرائها من المتنبي”.
البالة حلٌّ بديل
تلجأ أم ملاك الى البالة ولا تجدّ حلاً ينسجم مع دخل زوجها المتواضع غير الملابس المستعملة، تقول: “زوجي يشتغل عاملا بأجر يومي وأنا كي أوفر لجميع أولادي كل ما يحتاجونه فإني اضطر الى البحث في محال البالة او صفحاتها على وسائل التواصل لأسعارها الرخيصة، ولكنّها أصبحت غالية بحجة أنّها ماركة جديدة او تصفية مولات”.
أسعار المواد المعروضة في صفحات بيع البالة تتراوح بين 5 – 20 الف بالنسبة للحقائب وهو مشابه لما موجود في السوق من الجديد.
ليلى صاحبة مشروع بيع بالة تقول: “إن بضاعتنا هي تصفية مولات وأغلبها يحمل ليبل المصنع وغير مستخدم إضافة الى أنها ماركة وذات جودة عالية وحتى المستخدم النظيف يكون ممتازاً وهذا ما يجعل الزبائن يفضلونها عما موجود في السوق”.
عزوف عن الشراء
وبسبب ضيق الحال يضطر حيدر وهو أب لولد وبنت الى عدم شراء أي شيء جديد لأطفاله لأنَّه كما يقول حائر بتدبير “المعيشة” بسبب محدودية مورده المالي وسكنه في بيت إيجار، ويضيف: “لا بد أن يدبروا حالهم بما لديهم وأحيانا الجيران او الأقارب يعطونهم أشياء جديدة كهدية او مما يملكون أو حتى مستعملة مناسبة لهم، رغم أن قلبي يتقطّع عليهم لكن الجود يبقى من الموجود”.