خلدون الصعب: فرحتي لا توصف بتقديمي الإغاثة للمتضررين من الحوادث

أربيل/ الشبكة العراقية/

خلدون مصطفى، المعروف باسم (خلدون الصعب)، شاب من بغداد (31 سنة)، يمارس عملاً إدارياً ضمن واحدة من الشركات الأهلية، لكن شغفه بالعمل التطوعي واهتمامه به دفعه، وبجهود ذاتية، إلى ممارسته في فترات الاستراحة والفراغ.

كانت بداية الصعب في هذا المجال التطوعي عام 2015، حين أسس مجموعة (إغاثة) عام 2018 داخل العراق، بعد أن أكمل دراسة كورسات الطوارئ خارج العراق.
كثرة حالات الغرق بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين ما بين تركيا واليونان في سنة 2014 وما تلتها من سنين، كانت السبب الرئيس لتأسيس مجموعة (إغاثة)، يقول (الصعب): “ولذلك أسست مجموعتي التي كانت من أوائل المنسقين مع خفر السواحل في تركيا واليونان من أجل إنقاذ المهاجرين من الغرق في البحر.”
إسعاف فوري
في عام 2018، رغب (الصعب) ببناء نظام داخل العراق ليكون مساهماً في العمل التطوعي، لكنه لم يعرف كيفية المشاركة بشكل مميز لتحسين الوضع في هذا المجال، مضيفاً: “صادفني حادث سير، وكنت أمتلك شهادة في الإسعافات الأولية، ومارست هذه الإسعافات في هذا الحادث، ومن بعدها تطور الموضوع عندي.” مشيراً إلى أنه بصدد تطوير مشروع الطوارئ بشكل كامل في العراق بكل مميزاته، الذي لن يقتصر على الإسعافات الأولية، بل سيشمل الإسعاف الفوري لتقليل الخسائر في أوقات الكوارث، وتشكيل فرق خاصة تلبي النداء في حالات الطوارئ وتمد يد العون لمساندة الدفاع المدني والإسعاف الفوري والنجدة.”
زي خاص
لدى (الصعب) دراجة نارية، تشبه إلى حد ما لوحة إعلانات، ينشر من خلالها بعض الشعارات والصور التي لها علاقة بعمله التطوعي، يسير بها في الشوارع وهو يرتدي زيه الخاص بالطوارئ.
وعن معرفته بأماكن حوادث السير التي يصلها، يقول إن عمله يجري بالتنسيق المشترك مع النجدة والمرور، إذ يتوجه مباشرة إلى مكان الحادث ليسهم في إنقاذ المصابين، وهي الغاية الأولى لمشروعه، الإنقاذ السريع.
تنسيق مشترك
يوضح خلدون أن التعاون بينه وبين الجهات الخاصة بالإسعافات، من الدفاع المدني والمرور والنجدة، مستمر، موضحاً أن معظم طلبات النجدة والطوارئ يكون أثناء الليل، وهو وقت استراحته، لذلك يذهب إلى النجدة للتنسيق معهم ومساعدة من يمكن مساعدته. مبيّناً أن هذا هو جهده الحالي، أما مخططه المقبل فهو عمل مشروع طوارئ بالتنسيق مع الحكومة التي ينتظر دعمها.
صناعة الأمل
من النشاطات الأخرى التي شارك بها (الصعب) حضوره كمتطوع مع مجموعة مسعفين مهمتهم التوجه إلى اي طارئ وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فضلاً عن وجوده في خليجي 25 بالبصرة والمشاركة في مواجهة الحوادث التي تحدث في العر اق. يضيف: “شاركت طوعياً في إنقاذ ضحايا زلزال تركيا، وبجهدي الشخصي، إذ بعت دراجتي. كما سافرت إلى الهند على حسابي الشخصي، ودرست كورسات للطوارئ، وهو جهد ذاتي، ثم قمت بشراء دراجة نارية أخرى لتكون دراجة إنقاذ جديدة.” مبيّناً أنه سعيد بمساهمته في إنقاذ مئات الأرواح في حوادث طارئة عديدة، منذ فترة كورونا إلى التظاهرات وحتى حوادث السير المستمرة.
مضيفاً: “أصبح حلمي الوحيد توسيع هذا المشروع المجاني الذي يخدم المواطن ويدعم المؤسسات الحكومية، وفرحتي لا توصف عند تقديمي الإغاثة للمتضررين من الحوادث، كما أنني أحد المنضمين إلى جماعة (صناع الأمل)، وأشجع كل المبادرات الذاتية من هذا القبيل.”