بغداد ـ طه حسين/
نجح المزارع (عبد الكريم معروف) في استنباط صنف جديد من التمر يضاف الى أصناف التمور المحلية والعالمية، وقررت وزارعة الزراعة اعتماد تسمية (عبد الكريم) لهذا الصنف نسبة الى اسم صاحب البستان.
جرى إخضاع الصنف الجديد الى بحوث واختبارات ودراسات وجملة من المعايير قبل اعتماده دولياً كصنف جديد ليس له نظير في العالم، في التفاته قد تكون متأخرة من قبل المسؤولين عن إدارة ملف إعادة إحياء بساتين النخيل والنهوض بواقعها بعد تعرضها الى هجمة قوية وشرسة طالت غالبية تلك البساتين في بغداد وعدد من المحافظات وتحويل صنف تلك البساتين من أراضٍ زراعية الى سكنية لتشييد الدور السكنية وإقامة المجمعات السكنية على تلك الأراضي التي كانت جناناً خضراً وبساتين غناء، على الرغم من المناشدات الكثيرة والقوانين والقرارات التي أصدرتها الحكومة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة باعتبارها الجهة المسؤولة عن هذا القطاع الحيوي المهم.
صنف جديد
عن طريق الصدفة، ومن خلال عملية إكثار النخيل باستخدام البذور (النوى) تمكن المزارع عبد الكريم معروف من اكتشاف صنف جديد من التمر يضاف الى أصناف التمور المحلية، جرى اعتماد تسميته بـ (عبد الكريم) بناء على اسم صاحب البستان، الذي قال إن النخلة الجديدة خضعت لبحوث ودراسات أكدت أن تمرها يعد صنفاً جديداً، وأن النخلة المكتشفة هي الوحيدة على مستوى العالم، وفقاً لمسؤولي الزراعة في محافظة صلاح الدين. لافتاً الى أن لتمور نخلة عبد الكريم مزايا عديدة، من بينها المقاومة في التخزين، إذ تتفوق على تمور (البرحي) الشهيرة بمدة الخزن، وإنه ينضج في شهر تشرين الثاني، إضافة الى عدم تأثره بالأجواء الباردة والحارة. ويحتوي هذا الصنف النادر على كمية معتدلة من السكر والقشرة الخفيفة، ويسعى العراق إلى تسجيل النخلة الجديدة عالمياً، بعد تسجيلها داخل البلاد.
دعم حكومي
وبيّن عبد الكريم أن اكتشافه لاقى ترحيباً واسعاً من قبل الجهات الحكومية المختصة، وتلقى وعوداً من هذه الجهات بضرورة دعمه والعمل معاً من أجل تطوير هذا الصنف وإكثاره، والاستفادة من هذا الاكتشاف المهم الذي سيعود بالتالي على الاقتصاد المحلي بالفائدة الكبيرة، ولاسيما أن التمور العراقية تلاقي رواجاً كبيراً في الأسواق العربية والعالمية بما تضمه من أصناف كثيرة تمتاز بالطعم الجيد والمذاق الطيب، كـ (البرحي والخستاوي والبربن والخضراوي والجسب والمكتوم والرطب والبريم والحلاوي والمندلاوي واسطى عمران) وغيرها من الأصناف التي ميزت التمور العراقية عن مثيلاتها المنتجة في بقية دول العالم.
ملف النخيل
الدكتور (هادي هاشم الياسري)، المدير العام لدائرة البستنة التابعة الى وزارة الزراعة أوضح أن دائرته هي الجهة المسؤولة عن إدارة ملفات قطاع النخيل وبساتين الفاكهة والحمضيات وشتول الزينة والزيتون من خلال محطاتها المنتشرة في عموم محافظات البلاد البالغ عددها 32 محطة. لافتاً الى أن الدائرة، تشجيعاً منها للمزارعين في إعادة إحياء بساتينهم، عملت على توزيع الشتول بين المزارعين بأسعار مدعومة وتوفير الدعم في الإرشاد وإدارة العمليات الزراعية وتنظيم العلاقة بين المزارع والجهات المعنية.
استحداث برامج جديدة
ولفت الياسري الى أن الدائرة استحدثت برامج جديدة، مثل (برنامج الخضر) الذي يعنى بتوفير بذور الخضراوات واستنباط الهجن لعدد من تلك المحاصيل، كالطماطم والباذنجان، التي تكون بذوراً تحمل مواصفات عالية ومقاومة للظروف المناخية الصعبة وذات إنتاج عالٍ، كذلك يشمل الأمر توفير فسائل النخيل التي يجري إكثارها بالطريقة النسيجية لضمان احتوائها على مواصفات عالية وخلوها من الأمراض الفيروسية وتقديمها للمزارعين بأسعار مدعومة لزيادة مساحات البساتين المزروعة بهدف القضاء على ظاهرة التصحر التي طالت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بسبب الجفاف وقلة الأمطار والتجاوزات المستمرة على الأراضي الزراعية من قبل ضعاف النفوس.
تعاون مشترك
أضاف الياسري أن الدائرة، وبمجرد أن وردت لها بعض المعلومات التي أفادت بقيام أحد المزارعين في محافظة صلاح الدين، وبالتحديد في قضاء بلد، باستنباط صنف جديد من محاصيل التمور، حرصت على التواصل مع المزارع عبد الكريم، صاحب التجربة الناجحة، الذي قام بتزويدنا بعدد من هذه الثمار للاطلاع عليها ودراسة التسلسل الجيني لهذا الصنف من خلال قسم البحوث الزراعية التابع الى دائرة البستنة للتعرف على هذا التسلسل وتسجيله كصنف جديد. مشيراً الى أن الدائرة ستقوم بالتواصل مع هذا المزارع للوقوف على حالة استنباط هذا الصنف ودعم تطويره ونشر زراعته في أرجاء البلاد إن شاء الله.