البصرة – محمد العبودي/
تسعى مدينة البصرة لافتتاح المزيد من المشافي والمراكز الصحية لتغطية النقص الهائل في الخدمات الصحية التي دفعت المرضى في المحافظة إلى طلب العلاج من مشافي دول الجوار وعدد من دول المنطقة، الأمر الذي يثقل كاهل المرضى بأعباء مالية كبيرة. ويعد الاستثمار في هذا القطاع العصب الرئيس لإنجاح المشاريع الاقتصادية الكبرى والمهمة، التي تسهم في النهوض بالواقع الصحي ووضع الأسس الحقيقة لبنائه بشكل متين.
ولما كان القطاع الصحي واحداً من القطاعات الضرورية التي لها مساس بحياة الناس والمواطنين، فإن دخول عامل الاستثمار كان محفزاً حقيقياً لمواكبة التطور العلمي الحديث على صعيد العلاج واكتشاف الأدوية وتشخيص الأمراض وتحديدها لمعالجتها بشكل سريع وفعال.
مشافٍ كبيرة
وقد شهدت البصرة خلال الأعوام العشرة الماضية تطوراً ملحوظاً في مجال استقطاب الإجازات الاستثمارية على صعيد القطاع الصحي، فقد افتتحت في المحافظة عشرات المشافي الصحية، التي تعد من أكبر المستشفيات في المناطق الجنوبية، التي شيدت بطريقة الاستثمار وتميزت بسعتها الكبيرة التي تجاوزت المئة سرير. ويؤكد المستثمرون أن لديهم الفرصة لتوسيع مستشفياتهم ومضاعفة قدراتها الاستيعابية.
يقول الدكتور (عبد الزهرة فليح) إن “حجم الاستثمار في المجال الصحي كبير.” موضحاً رصد نحو 20 مليون دينار لإنشاء مستشفى مميز في المحافظة يلبي حاجة المرضى. مؤكداً أن “المشافي الاستثمارية تعمل على إدخال أفضل التقنيات الصحية في عملها، إضافة إلى توفير منظومات وبنى تحتية متينة وحديثة، ناهيك عما توفره من فرص عمل.”
خطة متكاملة
من جهته، قال رئيس هيئة الاستثمار في البصرة علاء عبد الحسين إن “القطاع الصحي في البصرة شهد تطوراً كبيراً، كما تمكنا بالتعاون مع الأجهزة الصحية في المدينة من الحصول على ما يقرب من 19 إجازة استثمارية في مركز المدينة وأقضيتها، بلغت كلفتها ما يقرب من 200 مليون دولار أمريكي.”
وأضاف أن “لدينا خطة متكاملة لتطوير القطاع الصحي، وبالتالي الاهتمام بصحة الإنسان والمواطن الذي كان إلى مدة قصيرة يبحث عن العلاج والفحص في خارج البلاد، لكن هذه المشاريع مكنته من المراجعة داخل العراق، لتوفر الاختصاصات والكفاءات النادرة والمتمكنة.”
عبد الحسين أوضح أن “المشاريع تتضمن إنشاء مستشفيات استثمارية بشكل متكامل، إضافة إلى المراكز الصحية المتخصصة وأجهزة الفحص والمعاينة، ومنها مستشفيات (الفراهيدي والسياب ودار الشفاء والقرنة والمدينة والفاو).. وآخرها (النبأ العظيم).”
وأشار إلى أن “هناك خططاً معدة لتنفيذ جميع المشاريع الاستثمارية، وطموحنا أن نصل إلى تحقيق أعلى قدر من المستشفيات والمراكز التخصصية، بمواصفات عالمية تخضع لمؤشرات وتطورات الطب الحديث للتقليل من معاناة المواطن وتخفيف العبء عنه بدلاً من السفر للعلاج خارج البلاد. لذلك سوف نسعى إلى أن تحتفظ البصرة بموقعها الريادي في أن تكون واجهة للسياحة الطبية على مستوى البلاد.”