طه الحسني/
من حرب مدمرة الى حرب أكثر تدميراً، خرج الجيش العراق منكسراً بعد العام 2003، بعد أن أنفق عليه النظام المباد أموالاً باهظة، تحولت الى أنقاض ملأت الصحراء وخسائر كبرى قدرت بأكثر من مليون شهيد وجريح.
ومع ذلك، فقد أعيد بناء الجيش من الصفر، ونجح بأداء دور عظيم خلال السنوات التي تلت سقوط النظام المباد في عام 2003.
مع ثقل المسؤوليات وجسامة التحديات التي واجهها الجيش والقوات الأمنية -بشكل عام- فقد تمكن من الحفاظ على وحدة الأرض والشعب، التي باتت على حافة الهاوية بسبب دخول التيارات المتطرفة الإرهابية الى البلاد التي أصبحت حدودها مشرعة أمام كل من هب ودب،قبل إعادة هيكلة القوات الأمنية واستعادة السيطرة على الملف الأمني بشكل جزئي، ومن ثم بشكل كامل، وتسلمه من قوات التحالف الدولية. القيادة العامة للقوات المسلحة وضعت خططاً طموحة من أجل العمل على تزويد القوات الأمنية بالأسلحة الحديثة ورفدها بأحدث الأجهزة والمعدات العسكرية، والعمل على إدخال عناصر تلك القوات في دورات أمنية مكثفة لتعلم كيفية استخدام تلك المعدات والأجهزة العسكرية والإسهام في تطوير قدراتهم القتالية.
قدرات متزايدة
العميد (خالد محمد محل) أشار، في حديثه مع “مجلة الشبكة”، الى “التطور الحاصل في قدرات القوات الأمنية من خلال الخبرة التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية، وتمكنها من القضاء على أعتى قوة إرهابية شهدتها المنطقة، فعلى الرغم من تمكن تلك العصابات الإجرامية من السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، وحين كان أكثر المتفائلين لا يتوقع إمكانية طرد تلك المنظمات الإرهابية الى خارج العراق في مدة لا تقل عن خمسة عشر الى عشرين عاماً، لكن قواتنا الأمنية تمكنت، بفضل من الله، من استعادة كامل الأراضي التي كانت محتلة من قبل تلك العصابات الإجرامية في فترة قياسية لم تتعدّ الثلاث الى أربع سنوات فقط.”
قوات متسلحة بالعقيدة
مدير الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية العميد (نبراس محمد علي)، ذكر في حديثه مع “مجلة الشبكة” أن من “أهم ما يميز قدرات القوات الأمنية العراقية، من جيش وشرطة وحشد شعبي، هي القوة المتسلحة بالعقيدة والرغبة في بذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على سلامة وأمن البلاد والعباد، وقطع الأيدي التي تحاول العبث بأمنه ومقدراته خدمة لمصالح جهات تعمل على تقسيم العراق لإضعاف دوره الريادي في قيادة المنطقة الى بر الأمان والحفاظ على استقرارها، ولاسيما بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة وعانت من آثارها الكارثية التي لم يسلم منها أحد.”
تسليح عالي المستوى
المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء الطيار (تحسين الخفاجي) قال إن “التطور الحاصل في أداء القوات الأمنية لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة الجهد الذي بذلته القيادات العامة للقوات المسلحة المتعاقبة، وحرصها على تزويد وتجهيز القوات الأمنية بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية الأكثر تطوراً على مستوى العالم، من حيث العدة والعتاد من خلال الاتجاه للتعاقد مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأسلحة، المتمثلة، بالشركات الأميركية والفرنسية والرومانية والكرواتية والكورية والصينية وغيرها من الشركات.” مشيراً الى “حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تزويد الجيش العراقي بأحدث الطائرات المقاتلة والرادارات وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة التي تسهم في حماية الأجواء المحلية للبلاد من أي خطر محتمل.”
وحدات قتالية متمرسة
الخفاجي بين أن “الظروف الاستثنائية التي عاشتها القوات الأمنية أسهمت في بروز وحدات قتالية متمرسة في الأداء والقوة القتالية، فضلاً عن امتلاكها تجهيزات عسكرية على مستوى وخبرة ميدانية اكتسبتها من خلال العمليات العسكرية التي خاضتها ضد قوى الشر المتمثلة بتنظيمات داعش الإجرامية، ولعل من أهم تلك القوات “الفرقة الذهبية، وجهاز مكافحة الإرهاب ، وقوات الرد السريع” التي باتت تحتل تصنيفات عالمية متقدمة بين القوات العسكرية العالمية ذات القدرة القتالية العالية، بما يمكنها من حسم المعارك في فترات قياسية بأبسط التكاليف وأقل الخسائر.”