ضرغام محمد علي/
يشكل عنصر الزمن عاملاً حيوياً مؤثراً في تحديد الجدوى الاقتصادية للمشاريع، إذ تحتاج بعض المشاريع الى فترات زمنية قصيرة لجني الأرباح، مثل البيع والشراء اليوميين، كالمخابز ومحال المواد الغذائية والخضار والسلع اليومية.
فيما تحتاج مشاريع أخرى الى سنوات لجني الأرباح، مثل الاستثمارين السكني والعقاري، وأخرى الى فترات أطول، مثل المشاريع الصناعية والتكنلوجية الكبرى الدائمة التطوير.
تعريف دورة رأس المال
التعريف الأكثر شيوعاً لدورة رأس المال هو “الوقت الذي تستغرقه المؤسسة في تحويل صافي رأسمالها العامل إلى نقد.” أي المدة الزمنية بين شراء المواد اللازمة لتصنيع المنتجات وتوليد الإيرادات النقدية الناتجة عن بيع تلك المنتجات. وتعكس دورة رأس المال العامل قدرة وكفاءة المنظمة على إدارة السيولة على المدى القصير.
المشاريع المضمونة
إن معظم المشاريع التي تقدم خدمات استهلاكية للمجتمعات المستهلكة هي مشاريع شبه مضمونة لسرعة دورة رأس المال، مثل المرافق التجارية والترفيهية وشركات الاتصالات والمولات والمطاعم النشطة ومحال التجزئة، وهي نشاطات تقليدية مدرة للدخل تكون دورة رأس المال فيها سريعة.
دورة رأس المال المتوسطة
وهي مشاريع تأخذ فيها دورة رأس المال فترة أطول لجني الأرباح، مثل الاستثمارات السكنية والصناعية والزراعية المتعلقة بتربية الماشية والزراعة البستنية، إضافة الى الاستثمار العقاري وفي قطاعات النقل.
دورة رأس المال الطويلة
وهي غالباً ما تكون في المشاريع الستراتيجية التي تحتاج أوقاتاً طويلة لتنفيذها وتشغيلها، وبكلف عالية، مثل المشاريع الصناعية الكبرى والصناعات التحويلية والتكريرية والاستثمار في المدن السياحية وقطاع الفندقة، واستثمارات أخرى تكون دورة راس المال فيها قصيرة.
الميول الفردية
يميل استثمار الأفراد بشكل عام الى دورة رأس المال القصيرة لتوفير متطلبات الحياة، وعدم المجازفة بالتأثر بعوامل التضخم المالي وتغير قيمة الموجودات الثابتة بفعل عنصر الزمن، لذا فإن الميول نحو الدورة القصيرة لرأس المال توجه رؤوس الأموال المحلية نحو الاستثمار الاستهلاكي أكثر من تلك التي توجهه نحو الاستثمارين التنموي والستراتيجي، وهو ما يلقي على الدولة عبء هذا الدور المتمثل بتمويل الفعاليات الاقتصادية الكبرى والستراتيجية، مثل المنشآت الكبرى في قطاع النقل والطرق والجسور والبنية التحتية والتصفية والتكرير وقطاعات حيوية أخرى.
الاستثمار غير المباشر
تعد عملية شراء الأسهم والتداول بها استثماراً غير مباشر يتيح إدارة دورة رأس المال بسرعة كبيرة عبر بيع وشراء أسهم في الشركات الكبرى عبر البورصات الرسمية، وتكون حيازة الأسهم على نوعين: الاستثمار الطويل، وهو اقتناء أسهم في شركة وانتظار ارتفاع قيمتها على المدى الطويل والأرباح السنوية لها. والنوع الثاني هو المضاربة عبر سرعة بيع وشراء الأسهم والاحتفاظ بها لآجال قصيرة بهدف جني أرباح بشكل أسرع من المتغيرات السعرية اليومية أو الأسبوعية.
دراسات الجدوى
لذا تعد دراسات الجدوى العلمية لأي نشاط تجاري بأنها العنصر الحاسم في تحديد توجهات رأس المال نحو نوعية المشاريع وسرعة دوران رأس المال فيها، والربحية المتوقعة في توجيه الأموال نحو المشاريع المستهدفة من قبل المستثمرين والمشغلين.