ترجمة: آلاء فائق/
لكل دولة في العالم ثقافتها وعاداتها الفريدة التي تميزها عن غيرها من بلدان العالم. الصين تمتلك واحدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض، ولها بعض العادات والتقاليد المثيرة للاهتمام.
تظل الصين واحدة من الوجهات الأكثر شعبية للرحالة والمستكشفين، الذين يتطلعون جميعاً إلى الانغماس في الثقافة الصينية القديمة الرائعة لهذه البلاد التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة، وتقاليد تعود إلى سالف الزمان، تتناغم مع مدن وتكنولوجيا حديثة.
الصين هي مهد حضارة مبكرة ومهمة لا تزال قوية حتى يومنا هذا، كما كانت في ذلك الوقت، كما أنها أيضاً المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان على وجه هذا الكوكب، فهي موطن لـ 1.4 مليار شخص يمارسون حياتهم اليومية بانتظام. إلى جانب هذا التاريخ الملون والمضطرب الذي يمتد إلى آلاف السنين، تعد الصين بوتقة تنصهر فيها العادات والتقاليد التي ستذهلك.
زفاف الموتى!
في الوقت الذي تُمارس فيه هذه العادة في جميع أنحاء العالم، إلا أن الصينيين شغوفون بها بشكل خاص. فهم فعلاً يسعون لتزويج الموتى العزاب! يمكن أن يرجع هذا لأسباب عدة، بما في ذلك عندما يموت شخص ما غير متزوج أو مرتبط، فإنهم يزوجونه في حفل يشبه الجمع بين حفلي الزفاف والجنازة. رحلة البحث عن جثة امرأة لتزويجها بالعازب الميت تجعل أسراً صينية تدفع ما يزيد على 14 ألف دولار في السوق السوداء فيما يعرف بطقس (زواج الأشباح)، وهو من الطقوس القديمة، لذلك لن تكون أشباحهم وحيدة في الحياة الآخرة.
عيدان تناول الطعام مائلة
سيكون من الصعب عليك العثور على سكين وشوكة في الصين، حيث تعد عيدان تناول الطعام هي الطريقة المفضلة على المستوى الوطني لاستهلاك الطعام. ومع ذلك، الويل لك إذا وضعت عيدان تناول الطعام بوضع مستقيم في الوعاء، حيث يعتبر ذلك حظاً سيئاً للغاية.
ارتداء الـ (فاسكينى)
الناس في الغرب قد يكونون مولعين بتسمير بشرتهم، والشغف بالجلوس تحت أشعة الشمس، لكن الصينيين ترعبهم هذه الفكرة! فهم يعتقدون أنه كلما كنت أكثر بياضاً كلما كنت أكثر جمالاً، ويبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على بشرتهم بعيداً عن أشعة الشمس الحارقة. لهذا تجدهم مهووسين بارتداء (الفاسكيني facekini)، وهو قناع مصمم للسباحين ومرتادي الشواطئ، يغطى الرأس ويكشف العينين والأنف والفم فقط، الذي يحظى بشعبية على شواطئ (تشينجداو)، إحدى مدن الصين، وكان الاستخدام الأصلي له لغرض حماية مرتادي الشواطئ من الأشعة فوق البنفسجية التي رصدت في المناطق الساحلية منذ عام 2004، ومن قناديل البحر والحشرات وغيرها. ففي الصين، كلما كانت بشرتك أفتح، كلما كان ذلك أفضل.
الاهتمام بوظائف الجسم
يبرز القول المأثور القديم الذي يقول “الخروج أفضل من الدخول” بشكل جدي في الصين، فالتجشؤ، والبصق، وإخراج الريح من البطن، كلها أعراف ثقافية مقبولة. يبدو أن الأعراف الصينية القديمة تعتقد أن ما نشعر به يجب أن يكون خارج أجسامنا. لا تشعر بالإهانة إذا ما بصق شخص واقف إلى جوارك في مترو الأنفاق، كما أن التجشؤ بعد تناول الوجبة هو علامة من علامات الامتنان والتشجيع للطاهي.
أطعمة غريبة
يعتقد الصينيون أن للطعام أهمية عظيمة في إيجاد التناغم والانسجام بين الأفراد، لذا لا بد من الاستمتاع به دائماً، قد يكون لديهم واحداً من أكثر الأطعمة الجاهزة شعبية في العالم، (ويرجع الفضل في ذلك إلى الأميركيين الصينيين الذين قاموا بتكييفها مع الأذواق الغربية)، لكن الصين لديها نصيبها العادل من خيارات الطهو المثيرة للاهتمام إلى حد ما، ففي المناطق الشرقية من البلاد، يعتبر أكل البيض المسلوق المغلي في بول الصبيات العذارى من الأطعمة الشهية! إذ إن سلق بيض الربيع ببول الأطفال هي عادة غريبة يستخدمها الصينيون منذ آلاف السنين للتخلص من الحمى، ومن ضربات الشمس، كما أنه يساعد في زيادة معدل التركيز، ويحسن الدورة الدموية. يذكر أن الطهاة الصينيين يشجعون العالم على تناول هذه الوصفة باعتبارها من أكثر الأطعمة المحببة لديهم. وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن بعض الشعوب يقومون بسلق البيض في عيد الفصح باستخدام بول الأطفال الذكور، إيماناً منهم بفائدته في تنشيط الذاكرة وتقوية النظر.
الشاي في الصين
قد يكون الشاي أعظم نبات زرعته البشرية على الإطلاق، والصينيون يقدسونه عملياً. فبإمكان أي شخص طلب الشاي في أية مؤسسة، لأنه سيجعله مرتاح البال. لذلك فإن تقديم الشاي يعد دلالة على الاحترام، إذ يغلب على تقاليد المجتمع الصيني تقديم الجيل الصغير كوباً من الشاي لمن هم أكبر سناً، دلالة على التقدير.
يوم كنس المقابر
اعتاد الصينيون القيام بنشاط يتمثل بكنس المقابر في الأيام من 3 – 5 من شهر نيسان كل عام، وذلك تعبيراً عن احترامهم لأسلافهم، كما جرت العادة على ارتداء أغصان نبات الصفصاف خلال هذه المناسبة، إضافةً إلى تقديم الطعام وحرق البخور والنقود هناك.