عدته مشروعاً واعداً .. الصحة تعتمد (الديلزة البريتونية) لعلاج مرضى الفشل الكلوي

طه حسين/

بين الحين والآخر، يفاجئنا العلماء باكتشاف نوع جديد من العقاقير التي قد تكون علاجاً ناجعاً لأحد الأمراض المستعصية، التي تعاني منها البشرية، وكانت سبباً في وفاة الملايين من البشر، كأمراض الحصبة والجدري والكوليرا، وما فايروس كورونا عنا ببعيد، وغيرها من الامراض التي حصدت العديد من الأرواح.

اكتشاف هذه العقاقير، أو الطرق العلاجية، لم يأت من فراغ، بل بعد إجراء العديد من الأبحاث والتجارب المضنية، وبعد التأكد من نجاحها يجري اعتمادها واستخدامها كأدوية بشرية. ومن هذه الطرق العلاجية التي أطلقتها وزارة الصحة مؤخراً مشروع (الغسل الكلوي البريتوني) الذي يمكن أن يحسّن جودة الحياة لدى مرضى الفشل الكلوي.

المواطن يحيى سلمان أوضح في حديثه مع مجلة “الشبكة العراقية” أنه عانى من الغسل الكلوي لمدة تجاوزت السنتين بعد أن أصيب بالفشل الكلوي نتيجة مضاعفات مرض السكري الذي أصيب به قبل أكثر من عشر سنوات، ما اضطره بعد فشل كل المحاولات لعلاج الفشل الكلوي بالأدوية والعقاقير الطبية واللجوء إلى غسل الكلى باستخدام طريقة  (الديلزة الدموية) للتخلص من السموم، إلا أن هذه العملية لم تستمر طويلاً، ليصل إلى مرحلة العجز الكلوي، وبالتالي الذهاب إلى الحل النهائي بإجراء عملية زراعة كلى جديدة من خلال إيجاد أحد المتبرعين بعد أن توقفت كليتاه عن الاستجابة للديلزة الدموية.

 

برامج متطورة

الدكتور سيف البدر، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، ذكر لمجلة “الشبكة العراقية” أن “الوزارة، من خلال الخطط التي أعدتها تعمل على إدخال أحدث البرامج والتقنيات العلمية المكتشفة والمستحدثة في المجال الطبي، ولاسيما في مجال الأدوية أو التقنيات الحديثة المستخدمة كطرق علاج، أو كأدوات طبية متطورة تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض ووضع الطرق العلاجية لها.” مؤكداً “حرص الوزارة على مواكبة التطور العلمي والتكنلوجي في المجال الطبي والصناعة الدوائية، سعياً منها لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.”

 

مشروع واعد

المدير العام لدائرة العيادات الطبية الشعبية في الوزارة، الدكتورة فاتن محمد جار الله، قالت في حديثها مع مجلة “الشبكة العراقية” إنّ “الوزارة، وضمن المشاريع الواعدة التي أعدتها الوزارة، أطلقت مشروع (الديلزة البريتونية)، تماشياً مع البرنامج الحكومي لتقييم الخدمات وتوطين الصناعة الدوائية.” مشيرة إلى أن “عقد الشراكة الذي أبرم بين مصنع الصحة الوطني التابع للدائرة وشركة (باكستر) العالمية الأميركية الرائدة في هذا المجال ينصّ على تدريب أكثر من 300 ممرض وممرضة لمساعدة المرضى بتلقي الخدمة في المنزل، إذ إن هذا المشروع من الخدمات الطبية التخصصية التي تحسّن جودة الحياة للمريض.”

 

وقت أطول

وبينت جار الله أن “(الديلزة البريتونية) تختلف في طريقة عملها عن (الديلزة الدموية)، ذلك أنها في الغسل البريتوني تكون عن طريق حقن محلول الغسل الكلوي البريتوني في الغشاء المبطن للبطن، وهو ما يسمى بالغشاء البريتوني، الذي سيعمل بدوره كمصفاة تزيل الفضلات من الدم، وبعد فترة زمنية محددة يتدفق السائل مع الفضلات التي جرت تصفيتها إلى خارج البطن للتخلص منها.” مشيرة إلى أن “عملية الغسل بهذه الطريقة تستغرق وقتاً أطول من عملية الغسل العادية، إذ يتراوح الوقت الذي تستغرقه ما بين 24 الى 48 ساعة، وخلال هذا الوقت يمكن للمريض ممارسة حياته الطبيعية بشكل عادي.”

 

مخاطر صحية

أضافت جار الله أن “هذه الطريقة على الرغم من الفائدة التي ستعود بها على المريض، إلا أن استخدامها لا يخلو من المخاطر، لذا لابد للمريض الذي يستخدم هذه الطريقة أن يدخل في دورات تدريبية بإشراف اطباء ومدربين مختصين في هذا المجال للحيلولة دون الوقوع في مشكلات أو أخطاء طبية قد يدفع المريض ثمنها باهظاً لا سمح الله، من بينها حالات العدوى التي قد تصيب البطانة الداخلية للبطن، وكذلك الزيادة في الوزن لاحتواء المادة المستخدمة على سكر يسمى  (دكستروز) في حال امتص جسم المريض كمية من هذا السائل، إضافة إلى احتمال حصول فتق، لأن احتباس السوائل في الجسم لفترات طويلة يسبب إجهاد عضلات البطن.”