عمليات بغداد : خطة لرفع السيطرات وفتح الطرق

طه الحسني /

بات منظر طوابير السيارات الطويلة جزءاً من مظاهر شوارع بغداد، وروتيناً يومياً يعاني منه المواطنون بسبب الاختناقات والازدحامات المرورية ، إذ أصبح قطع مسافة الطريق الواصلة من منطقة إلى أخرى يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.
علامات التذمر وعدم الرضا المختلطة بعلامات التعب والإعياء مرتسمة على وجوه سائقي المركبات وراكبيها الراغبين في الوصول إلى وجهاتهم المقصودة بأسرع وقت ممكن. وعلى الرغم من أن هذه المعاناة باتت تشكل عائقاً لدى غالبية المواطنين، إلا أنهم يأملون من الجهات المسؤولة إيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلة المتجذرة، ولاسيما أن هنالك توجهات حكومية جادة للوصول إلى حلول حقيقية تسهم في أن يرى سالك الطريق النور في نهاية النفق.
معاناة نفسية
المواطن (صلاح هادي فرحان) أوضح في حديث إلى “مجلة الشبكة” أن “الازدحامات المرورية تسببت له بمعاناة وأضرار نفسية ومعنوية ومادية، ولاسيما أن مهنته كسائق سيارة أجرة تتطلب منه العمل متجولاً في شوارع العاصمة بغداد ذهاباً وإياباً لإيصال الراكب إلى وجهته المطلوبة.” وبيّن أن عمله هذا جعل لديه خبرة كافية في تجنب الشوارع المزدحمة، إضافة إلى معرفته بأوقات الذروة التي يكون الازدحام فيها قاتلاً، والأوقات الأخرى التي تكون فيها الطرق سالكة وأكثر انسيابية، لذا فإن سائق سيارات الأجرة يكون مضطراً في أكثر الأحيان إلى رفض التوجه إلى الأماكن المزدحمة، خوفاً من ضياع ساعات عديدة للصول اليها.
تغيير واضح
المواطن (نجاح حمزة عناد) أشاد في حديثه إلى “مجلة الشبكة” بالجهود التي بذلتها الجهات الحكومية المعنية بفتح الطرق الرئيسة والفرعية التي كانت مغلقة منذ ما يقارب العشرين عاماً لأسباب عديدة، إضافة إلى حملات الصيانة وإعادة تأهيل وتوسيع عدد من الطرق المهمة في مدينة بغداد، ما أسهم أيضاً في التقليل من الازدحامات والاختناقات في عدد من مناطق مدينة بغداد، إلا أن هذه المشكلة بحاجة إلى حلول جذرية تتمثل بشق وإنشاء طرق جديدة، وتقليل أعداد المركبات التي تتحرك داخل مدينة بغداد، من خلال تشجيع آلية النقل الجماعي، والشروع بتنفيذ مشروع مترو بغداد الدائري، الذي سوف يسهم بشكل فاعل في امتصاص وتقليص الزخم المروري الحاصل في معظم مناطق مركز العاصمة.
فتح الشوارع المغلقة
قائد عمليات بغداد (الفريق الركن أحمد سليم بهجت) أكد في حديث إلى (مجلة الشبكة) أن “قيادة عمليات بغداد، تنفيذاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، قررت فتح جميع الشوارع المغلقة في العاصمة بغداد.” مشيراً إلى أن “قيادة عمليات بغداد قامت بتشكيل لجنتين في جانبي الكرخ والرصافة لدراسة ووضع الخطط التي تتطلبها حماية الأماكن الحساسة التي سيتم فتح الطرق المؤدية إليها، لكي لا تكون هنالك أية مشكلات أو خروقات أمنية أو حصول حوادث مؤسفة، لا سمح الله.” ونبه إلى أن “قيادة عمليات بغداد مازالت تمارس السيطرة على جميع القطاعات الموجودة في العاصمة، وأنه لم تصدر الأوامر حتى الآن بشأن تسليم الملف الأمني بالكامل إلى وزارة الداخلية، على الرغم من تطبيق هذا الأمر في بعض المحافظات.”
رفع 35 سيطرة
أضاف الفريق بهجت أن “قيادة عمليات بغداد قامت أيضاً برفع عدد كبير من السيطرات في جانبي الكرخ والرصافة من مدينة بغداد، وأن الهدف من رفع تلك السيطرات هو تقليل الازدحامات، والتخفيف عن كاهل المواطنين.” مشيراً إلى أنه “في قاطع الرصافة بالتحديد، رفعت سيطرتا الجادرية والجسر ذي الطابقين من جهة الدورة، وكذلك سيطرة شارع أبي نؤاس، وسيطرة مدخل شقق زيونة، وسيطرة الفراشة في بغداد الجديدة، وسيطرة الأقواس قرب المدائن، وسيطرة جسر ديالى، كما جرى رفع سيطرتين رئيستين في جانب الكرخ، الأولى سيطرة المرور في منطقة الطوبجي وسيطرة أم الطبول.” مشددا على أن “رفع السيطرات تسبقه خطط موضوعة لتغطية المناطق بالجهد الاستخباري، إذ أن هناك أجهزة ووكالات استخبارية تعمل على تغطية المناطق من أجل الاستغناء عن السيطرات، وأن ما تبقى سيرفع في المستقبل القريب.”
فتح بوابات المنطقة الخضراء
كذلك أشار قائد عمليات بغداد إلى أن “القوات الأمنية قامت بفتح جميع بوابات المنطقة الخضراء أمام حركة المواطنين، بهدف تخفيف الزخم المروري ورفع العبء عن كاهلهم، وتقليل معاناتهم، إذ شرعنا بتفكيك المنطقة الخضراء، مقر الرئاسات والسفارات الأجنبية وسط بغداد، وفتح جميع بواباتها وأنفاقها لتسهيل سير المركبات، وألغيت سيطرات أمنية عدة فيها.” معلناً عن “إعادة فتح عدة طرق وأربعة أنفاق عنكبوتية في تلك المنطقة، والسماح للسيارات الصغيرة (الصالون) فقط بالمرور، إذ بلغ مجمل الشوارع المفتوحة داخل المنطقة الخضراء عشرين طريقاً، بحسب المعلومات، وسيكون فتح الشوارع من الساعة الخامسة فجراً وحتى السابعة مساء (أوقات الزخم) في المنطقة الخضراء كمرحلة تجريبية.” لافتاً إلى أن “مناشدات عديدة ترد من المواطنين بشأن رفع السيطرات أو فتح الطرق عبر الخط الساخن، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، تكون الاستجابة لها مباشرة عبر تشكيل لجنة لتقييم المكان والحراك بشأنه.”