طه حسين – تصوير: حسين طالب /
تسعى غالبية دول العالم، وبشكل جدي، للتمسك بكل مظاهر التطور وإبرازها إلى العلن بصورة تعكس مدى الوعي الحضاري الذي وصلت إليه، كالتطور الصناعي والزراعي والعمراني، إلا أن مسألة تخطيط المدن وتعبيد الشوارع والاهتمام بتأثيثها وتجهيزها بأحدث التقنيات تعد الأبرز والأهم من بينها، ولاسيما أنها تعمل على ضمان قيادة آمنة ومريحة لمستخدمي تلك الطرق، والتقليل من عدد الحوادث المرورية التي تحدث نتيجة عدم توفير المستلزمات الأساسية للسلامة والأمان في تلك الطرق.
إن التهاون في تطبيق الأنظمة والقوانين ضد المخالفين تسبب بحدوث فوضى في الشوارع والطرق في عموم البلاد، وهذا الأمر يبدو واضحاً وجلياً من خلال السماح لعجلات التكتك والستوتات باستخدام الطرق العامة والرئيسة، ما يتسبب في حوادث مفجعة يومية، وهي واحدة من أهم الظواهر الخطرة التي يجب الوقوف عندها والتصدي لها بشتى الأشكال.
قيادة متهورة
المواطن (نهاد ردام السعيدي) أكد في حديث لـ “مجلة الشبكة” أن “القيادة في شوارع مدينة بغداد في ظل الانتشار الواسع لعجلات التكتك والستوتات والدراجات النارية بكل أنواعها وأحجامها أصبحت عملية غير سهلة وتتسم بالخطورة، وذلك بسبب تعمد سائقيها القيادة بطريقة متهورة وخطرة جداً إذ أنهم لا يلتزمون بأبسط شروط القيادة الآمنة في الطرق العامة او الفرعية، ولذلك صارت سبباً رئيساً في حصول عشرات الحوادث الخطرة والمميتة يومياً، لذا فنحن نطالب الجهات المختصة بالعمل على إصدار قوانين تحاسب بشدة جميع المخالفين.
تعليمات قانونية
المواطنة (داليا عبد الرحمن) دعت الى “إيجاد آلية لتنظيم عمل التكتك وطريقة استخدامه باعتباره وسيلة نقل سريعة الحركة وسهلة الاستخدام ورخيصة الثمن قياساً بمركبات الأجرة.” مبينة أن “غالبية النساء وكبار السن، وكذلك الاطفال، يفضلون التنقل بواسطة التكتك للوصول إلى الأماكن القريبة والأسواق داخل الأحياء السكنية، وذلك لصغر حجمها وسهولة تنقلها داخل تلك الأحياء، إضافة إلى رخص الأجرة التي يجري استيفاؤها من قبل أصحاب التكاتك، التي تتراوح ما بين الألف إلى الألفي دينار في معظم الأحيان.”
الطرق الرئيسة
مدير الشؤون القانونية في مديرية المرور العامة (العميد محمد الدوري) أكد، في حديث إلى “مجلة الشبكة” أن “مديرية المرور العامة، بتوجيه من مجلس الوزراء، تعتزم إصدار قانون يمنع سير عجلات التكتك والستوتات في الطرق الرئيسة والسريعة منعاً باتاً ويحاسب من يخالف هذا القرار بشدة، لأنه يعرض حياته وحياة المواطنين الى الخطر.” مشيراً الى أن “اتخاذ هذا القرار قد جاء بعد كثرة الحوادث الخطيرة التي كانت بسبب القيادة الخاطئة والإهمال وعدم الامتثال للتعليمات المتعلقة بالأنظمة المرورية من قبل سائقي هذا النوع من العجلات، إضافة الى استخدامها من قبل ضعاف النفوس في عمليات السرقة التي تعرض لها عدد كبير من المواطنين والمواطنات في عدد من شوارع العاصمة بغداد.”
تنظيم آلية السير والمرور
كما بيّن العميد الدوري أن “الهدف الأساسي من إصدار هذه التعليمات المتعلقة بمنع التكاتك والستوتات من استخدام الطرق السريعة وتحديد وقت لسيرها داخل المناطق، هو تنظيم عملية السير والمرور، للحد من الحوادث التي تحصل يومياً من جراء قيادة تلك العجلات من قبل صغار السن والمراهقين الذين لا يملكون أدنى المعلومات عن قوانين وأنظمة السير والمرور، ما يعرض حياة العديد من المواطنين إلى الخطر، وهذا ما نعمل من أجل منعه وعدم حدوثه من خلال هذه التعليمات.”
بدائل أفضل
المهندس (رائد الجنابي) بيّن، في حديث للمجلة، وجود بدائل أفضل من التكاتك والستوتات، وهي عبارة عن سيارات صغيرة الحجم بأربع عجلات تعمل بالطاقة الكهربائية النظيفة، لافتاً الى أن “استيراد مثل هذا النوع من العجلات أكثر نفعاً إذ تكون رخيصة الثمن قياساً بأسعار التكاتك التي تجاوزت أسعارها الستة ملايين دينار، فيما يصل سعر السيارة التي تعمل بالطاقة الكهربائية إلى أربعة ملايين دينار فقط، فضلاً عن المواصفات التي تميزها عن التكتك باعتبارها أكثر أماناً ويمكن تزويدها بلوحات مرورية وتسجيلها في الدوائر المرورية، شأنها شأن المركبات الأخرى.” داعياً الجهات المختصة في البلاد الى ضرورة تفعيل هذا المقترح ومساندة الشركات التي تعمل على استيراد هذا النوع من العجلات التي ستكون بديلاً شرعياً ناجحاً لعجلات التكتك.
توفير فرص عمل بديلة
المواطن سائق التكتك (مهدي كاظم) ناشد، من خلال مجلة الشبكة، مديرية المرور العامة السماح لهم بتسجيل عجلاتهم بصورة أصولية وفق القانون لدى مواقع المرور التابعة لها في بغداد والمحافظات، ولفت الى أن عدم توفر فرص العمل الحقيقية والعوز المادي دفعهم لشراء هذا النوع من العجلات والعمل عليها، مشيراً الى أن العمل بالتكتك أسهم في توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم وصار عوناً لهم في تجاوز محنتهم، وعدم الانجرار للعمل بأعمال مشبوهة او مخالفة للقانون، لافتاً الى أن استخدام هذا النوع من العجلات من قبل بعض المجرمين وضعاف النفوس أضر بالآخرين الذين يعملون من أجل كسب قوتهم اليومي.
منافسة قوية
سائق سيارة الأجرة (صلاح شاكر) يذكر، في حديث لـ “مجلة الشبكة” حجم المعاناة التي يعاني منها معظم سائقي مركبات الأجرة بسبب وجود التكاتك، مشيراً الى أن معظم المواطنين يرغبون في ركوب التكتك باعتباره وسيلة نقل صغيرة وسهلة وسريعة التنقل ورخيصة الثمن، قياساً بسيارات الأجرة، وأكد أن المنافسة بين التكتك وسيارة الأجرة معدومة ومحسومة لصالح التكتك، ما يصعب مهمة العاملين في هذه المهنة المتعبة جدا، ولاسيما في شوارع بغداد المزدحمة والمكتظة بمختلف المركبات والسيارات.