نصير الشيخ – ارشيف: عامر الساعدي /
تكمن اهمية الكتاب في بناء الفرد والمجتمع على حد سواء، وبما تنعكس افكاره على البنية المجتمعية في رسم مسارها الحضاري باعتماد الثقافة والمعرفة كأساسين للانطلاق في ترميم تصدعات الحروب والفقر الثقافي..ناهيك عن وجود المواقع الإلكترونية وحضور السوشيل ميديا كروافد تضخ كل ما هو جديد ومبتكر…ومبادرة (أنا عراقي…أنا أقرأ) التي اقامها عدد من الناشطين المدنيين وشركاء مساهمين رفدوا هذه المبادرة بالكتب مجاناً لتوزيعها بين الحضور، اقيمت على أروقة الرصيف المعرفي في مدينة العمارة…
كرنفال
المنسق الرئيس للمبادرة وصاحب المكتبة المتنقلة في ميسان الناشط والكتبي حسنين محمد تحدث عن هذه الفعالية الثقافية الكبيرة “على حدائق وأروقة الرصيف المعرفي في مدينة العمارة وفي التاسع من ايلول 2018، اقيم كرنفال بهي تضمن مبادرة (أنا عراقي…أنا أقرأ)، والتي تزامن انطلاقها في ثلاث محافظات عراقية بالتزامن هي (الموصل، بغداد، ميسان)، وعلى ضفاف دجلة.”
ضم الكرنفال فعاليات عدة منها توزيع أكثر من عشرة الآف كتاب مجاناً، وعرضاً لهواة الطوابع والعملات، ومعرضاً للرسم، مع عزف موسيقي، ومعرضاً للأعمال اليدوية… كما شهد الكرنفال حضوراً منقطع النظير، في اشارة لأهمية الكتاب في حياة المواطن العراقي، في رسالة الى الجهات المسؤولة بضرورة دعم الكتاب وطباعته ليتسنى الحصول عليه بيسر، وبما يقابله من غلاء الكتب في المعارض والمكتبات.
ــ يرى الإعلامي حيدر الحسني “ان تظاهرات ثقافية كهذه يجب أن تأتي قبل هذا الوقت، ذلك لأن ميسان تتواجد فيها مقومات إقامة مثل هذه التظاهرة، ونشاهد جميعا ان الشعوب والمجتمعات واحدة من ركائز نهوضها هي الثقافة.. واعتقد ان هذا الحضور الشبابي في فعالية (انا عراقي… انا اقرأ) يبشر بالخير من حيث التجمع النوعي والإقبال من قبل رواد الكتاب ومتابعي الشأن الثقافي، وان بناء الأنسان هو اسمى غاية لتعافي المجتمعات الحديثة.”
خارطة جديدة
في حين تؤكد الكاتبة (رسل جواد) “ان فعاليات كهذه تعتبر خطوة متقدمة لوضع مسار جديد لخطى الشباب نحو الأصلح، وموضوع الكتاب وتواجده مجتمعياً يشكل اهمية كبيرة باتجاه إعادة هيبة الكتاب وقرائه، وبمواجهة حاسمة مع السوشيل ميديا،
من هنا فأن فعالية (انا عراقي..انا أقرأ) هي مبادرة للتعريف بقيمة الكتاب، وما توزيعه من قبل الناشطين والمعنيين بالمبادرة مجانا هو رسم خارطة جديدة للتواصل الثقافي والمجتمعي.”
وتشكل هذه المبادرة فعالية جديدة للتفاعل المجتمعي مع الكتاب كمصدر للعلوم والمعارف والثقافات، ويبقى لها الدور في استنهاض الوعي الجمعي، ومن ثم ترسيخ ملامح جديدة للثقافة العراقية ودورها المتميز وسط قطاعات الشباب.
من هنا يرى الرسام محمد علي محيي الذي شارك بلوحاته على رواق المعرض، “ان هذه المبادرة كان يمكن ان تكون على وفق منهاج ثابت، وان يكون هذا المكان (الرصيف المعرفي) هو مكان ثابت لإقامة هذه الفعالية دورياً، واتمنى على القائمين على المبادرة إنشاء مكتبة ثابته ليتسنى لطلاب العلم والقراء استعارة مايشاءون من الكتب.”
لوحة الوطن
يظل البحث عن فضاءات للثقافة والفن مطلباً إنسانياً وجماهيرياً بل وحتى فردياً، هكذا يرى الفنان والناشط المدني صباح شغيت هذه الفعالية الثقافية “ان مبادرات كهذه من شأنها تنشيط الحراك الثقافي وسط التجمعات الشبابية خاصة، والتي يعقد عليها العزم في مسيرة البناء والتقدم، كي نرسم جميعا لوحة الوطن الأغلى.”
فيما ترى الشاعرة الشابة فرح ان: “مبادرة أنا عراقي.. أنا أقرأ..فعالية رائعة وتبدو جديدة بالنسبة للجمهور الميساني، ولأننا بحاجة الى اجواء كهذه تنعش الجو الثقافي للمدينة. كما انها تعطي حافزاً للتعريف بدور القراءة وأهمية الكتاب في حياتنا، وتسلط الضوء لأهمية الكتاب للذين لم يتعاطوا كتاباً.. وما توزيع الكتب بالمجان في هذه المبادرة الا دعوة للدخول الى عالم القراءة وبالتالي الرهان على اتساع القاعدة الجماهيرية للقراء ومتذوقي الثقافة..لذا نتمنى المزيد من هذه المبادرات.”
من هنا ياتي دور الكتاب وأهميته في بناء الفرد والمجتمع على حد سواء، وتنعكس أفكاره على البنية المجتمعية في رسم مسارها الحضاري باعتماد الثقافة والمعرفة كأساس للانطلاق في ترميم تصدعات الحروب والفقر الثقافي..ناهيك عن وجود المواقع الإلكترونية وحضور السوشيل ميديا كروافد تضخ كل ما هو جديد ومبتكر…
فهل أصابت الميديا الجدار الثقافي والبنيوي لقطاعات الشباب، وتركت عليه تصدعات من الصعب محوها، من هنا كان رأي الصحفي مخلص الذهبي عبر قوله “تشكل مبادرة أنا عراقي… أنا اقرأ، حراكاً يلامس الواقع وربما يعيد شيئا ما، لدور الكتاب واهمية القراءة في حياة الفرد، من هنا يأتي توزيع الكتاب مجانا في هذه المبادرة له انعكاساته على قطاعات الشباب واعادة برمجة أفكارهم وترتيب أوراقهم نحو أهمية الكتاب على مر الأزمنة، ناهيك عما يحسب للمنظمين للمبادرة والمشاركين فيها والمساهمين بإنجاحها على انها عراقية خالصة تشيع اهمية وجود الكتاب.”
هذه الفعاليات الثقافية هل ستأتي أُكلها في إعادة قطاعات الشباب أولاً والفرد العراقي ثانياً الى حاضرة الكتاب ودوره التثقيفي والأدبي والتربوي؟
مثلما نشأنا نحن أجيال السبعينات على حب القراءة ومعنى ان تقتني كتاباً، رغم تبدل الذائقة، هذا الكلام يتطابق تماماً مع وجهة نظر التربوي إياد النوري والذي خلص في كلامه الى “اننا نود ان لاتكون هذه المبادرة، هي فعالية تشكل ظاهرة عابرة يغلفها الحضور الإعلامي، من هنا يكون أملنا كبيراً بالشباب ان تكون مبادرة أنا عراقي…أنا اقرأ..دليلاً لخطواتهم المستقبلية.