البصرة – محمد العبودي/
على الرغم من تجربته الصغيرة وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهته فإن مشروع معمل (عبر الشرق) للمواد اللاصقة أصبح حقيقة قائمة لأصحابه وأصحاب فكرة نقل تجربة المانية مهمة نجحت في بعض دول العالم، لكنّها لم تنجح في بلدان الشرق والبلاد العربية.
نجاحان لحلم واحد، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، الاول تمثّل بنقل هذه التجربة الى داخل العراق والثاني نجاحها بالعمل بالروبوت.
عن هذا المعمل وكيفية نشأته وعمله كانت لنا وقفة مع السيد سيف رياض مدير إدارة المصنع الذي قال:
اطلعنا على التجربتين الالمانية والاسبانية وتمكّنا من نقلهما الى العراق والبصرة تحديداً عند أطراف ناحية سفوان الحدودية؛ فانطلق المعمل بالإنتاج التجريبي في شهر تشرين الاول من العام 2022 الى هذه المرحلة ونحن بانتظار الافتتاح الرسمي له عند بداية الشهر المقبل، بعد إنجاز ومراقبة مستوى الإنتاج وجودته.
وأهم ما تميّزت به هذه التجربة أنّها كانت الأولى في العراق والشرق الاوسط كما أنّها الاولى على الصعيد العربي. وما جعلها مهمة الاستعانة بالروبوت إذ يخلو المعمل وخطوط الإنتاج من أي إنسان عدا (الروبوت) لأنّه يحلّ محلّ الموظف الذي نحاول أن نحميه من المواد الكيميائية والمواد الممنوعة ولأنه غير قادر على تحمل هذه الخطورة، ثم إن الروبوت يمكنه أن يعمل بأقصى طاقة قد تصل الى أضعاف طاقة الموظف وهو ما جربنا ونجحنا فيه.
إنتاج بمواصفات عالمية
أما عن الإنتاج وتوزيعه بالاسواق وجودته بالنسبة للمعامل والمصانع الاخرى فقال مدير المعمل: الطاقة الإنتاجية تصل الى 1200 طن باليوم الواحد ويعبّأ بأكياس يصل وزن الكيس الواحد الى 25 كيلو غراما. ومن ثم تأشير جودته من خلال مختبرات جامعة البصرة وعدد من المختبرات الخاصة وللاسف ليس هناك مختبر حكومي يمكنه قياس جودة وفاعلية المنتج، المتكوّن من 16 مادة تخلط بمواصفات عالمية ونطمح الى وصولها الى 30 مادة تخلط لتحقيق أفضل النتائج.
وناشدنا الجهات الحكومية أن تستحدث مختبراً لقياس وفحص المواد الداخلة عبر الحدود لنتمكّن من تحديد صلاحيتها وفائدتها بالعمل والبناء.
ونحن بدورنا حرصنا على أن يكون الإنتاج بأفضل حال وينافس المنتج الاجنبي وأكثر ما أفرحنا أن أكياس المواد صار يكتب عليها (صنع في العراق)، في حين أن هناك جهات وأطرافاً عديدة حاولت تأخير المشروع او منع إقامته لكن بعون الله تم افتتاح المعمل بمرحلته الجديدة وسنحتفل بافتتاحه رسمياً قريباً وبحضور حكومي وشعبي كبير.