في دورة حملت اسم الراحل شفيق المهدي مهرجان بغداد الدولي للمسرح الـ 5 يشق الطريق نحو العالميـة

رجاء حسين

اختتمت مؤخراً فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح، الذي أطلق على دورته الخامسة اسم الدكتور الراحل شفيق المهدي تثميناً لدوره في مسيرة المسرح العراقي.جاءت العروض المسرحية المشاركة في المهرجان على ثلاثة مسارح هي (الوطني – الرشيد – المنصور)، وكانت العروض من تجارب المسرح الشعبي والرقص الدرامي والمسرح المستقل ومسرح الهواة، و(الريبرتوار)، وهي العروض التي تم تقديمها خلال هذه السنة على خشبة المسرح العراقي.

مساران.. محلي ودولي
ترأس المهرجان د. جبار جودي، نقيب الفنانين، المدير العام لدائرة السينما والمسرح، في حين كان مديره المخرج حاتم عودة، والأخير تحدث لمجلة “الشبكة العراقية” عن ما ميّز هذه الدورة قائلاً: “إن أبرز ما تميز به المهرجان هذا العام هو توجهه بمسارين للعروض، الأول العروض المحلية، والثاني العروض العربية والعالمية، وكذلك لجنة التحكيم كانت بمسارين، لجنة تحكيم محلية تكونت من الفنانات والفنانين علي عبد النبي الزيدي رئيساً للجنة، د. إقبال نعيم، ود. هشام زين الدين من لبنان، وهوشنك وزيري، وقاسم بياتلي. أما لجنة تحكيم المسار الدولي فكانت برئاسة الفنان عزيز خيون وعضوية عجاج سليم، ود. ليلى، ود. كريم عبود، والكاتب علاء الجابر.”
افتتح المهرجان رسمياً بتقديم أوبريت لمجموعة من الفنانات والفنانين، استلهم تاريخ العراق وحضارته وتصديه للمحن وإصراره على الصمود والنجاح والتقدم.
عروض مختلفة
الكاتب علي عبد النبي الزيدي تحدث لمجلة “الشبكة العراقية” عن أهمية المهرجان إذ قال: “شكّل المهرجان هذا العام إضافة نوعية للثقافة العراقية بعمومها، وللمسرح بشكل خاص، وهي فرصة لمشاهدة عروض مسرحية من شتى البلدان.” مشيراً الى أن العروض تباينت بين الجيد، والمهم، والآخر المتواضع، وهذا أمر طبيعي في كل مهرجانات العالم.
في حين قال المخرج منير راضي، الذي شارك في المهرجان بعمل (لير يحاكم القدر): “مشاركتنا كانت ضمن مسار العروض العراقية التي قدمت على مسرح الرشيد، وقد حصدت الجائزة الأولى في التأليف، وهي ذات الجائزة التي حصلت عليها مسرحية (عطيل وبعد) من تونس في المسار الدولي.”
بحر (الجعايبي)
بعد غياب 33 عاماً عن بغداد بعد آخر عرض كان له (العوادة)، عاد هذا العام المخرج التونسي العربي والعالمي فاضل الجعايبي بعمل شارك به كعرض شرفي هو (آخر البحر)، الذي سلط فيه الضوء على الصراع والفساد الاجتماعي والسياسي والقضائي، إضافة لقيامه بورشة عمل ومحاضرات لمدة 3 أيام على قاعة سينما بغداد في مبنى مسرح الرشيد، قدم فيها جوانب من خبرته الطويلة في أروقة المسارح.
صراع الرؤى
ابتدأ الافتتاح بعرض (الجدار) الجريء، الذي طرح فكرة المحظورات والمحرمات والاضطهاد الذي يصيب النساء، والمسكوت عنه في المجتمعات. فيما طرح عرض (سيرك)، الذي قدمه جواد الأسدي نصاً وإخراجاً، مجموعة رسائل مهمة موجهة للعالم في ظل الحروب، طارحاً قضية إنسانية تستلهم مآسي غزة ولبنان. في حين طرح عرض (وين رايحين) للمخرج حيدر منعثر قضية الحروب والحصار والإرهاب، وتأثيرها على المجتمعات التي تقود الشعوب في طريق مجهول. أما عن صراع الخير والشر، الصدق والكذب، فتجلى في عرض (لعنة بيضاء) للدكتور محمد حسين حبيب. فيما كانت تمثلات الأشياء مع عرض (تحولات الأحياء والأشياء) للمخرج منعم سعيد، الذي ناقش استحالة تعايش البشر بعضهم مع بعض في أغلب الظروف من خلال تقديم بصري وفضاءات متنوعة.
عروض استثنائية
العرض الإيطالي (أوفيليا) كان واحداً من أجمل الأعمال المقدمة في المهرجان، إذ قدم قصتها الشكسبيرية عبر لوحات راقصة تعبيرية نالت عليها تنويهاً من قبل لجنة التحكيم. وكذلك كان العرض العراقي (Grave) من عروض الرقص التعبيري للمخرج محمد كاظم الذي نال جائزة العمل الجماعي في المسار المحلي.
ونافس العمل المسرحي (قطار بصرة لندن) للمخرج الدكتور مناضل داود، الذي ناقش تأثير الحرب على عاشقين اثنين وتدمير حياتهما، على جوائز المهرجان ليقطف جائزة أفضل ممثل في المسار المحلي، حصل عليها الفنان محمد هاشم.
العرض الإيراني (حصان القتلة)، كان عرضاً استثنائياً بمعنى الكلمة، تمثيلاً وإخراجاً وسينوغرافيا، وحصل على تصفيق استمر طويلاً بعد نهايته، وتمكن من الحصول على جائزة السينوغرافيا ضمن المسار الدولي. ومن العروض المميزة كان (صمت) من الكويت، حيث تناول أحداث تفجير ميناء لبنان. ومن العروض المشاركة كان عمل (يا طالعين الجبل) من الأردن، و(اح وبردات) من المغرب، كما حصلت مسرحية (عزرائيل)، التي كتب نصها الدكتور مثال غازي وأخرجها أسامة السلطان، على جائزة أفضل ممثل في المسار المحلي ونالتها الفنانة بشرى اسماعيل.
جوائز وموسيقى
تم تصميم جائزة مهرجان المسرح الدولي بدورته الخامسة من قبل النحات المبدع أحمد البحراني، الذي أعرب عن شكره لهذه الثقة التي منحت له لتصميم هذه الجائزة، معلناً أن بغداد الجمال والمسارح والثقافة والفنون ستكون عاصمة العرب السياحية العام القادم.
وتوزعت الجوائز بين أغلب الأعمال المشاركة، ومنها جائزة أفضل ممثلة في المسار الدولي، حصلت عليها الفنانة شذى سالم عن دورها في مسرحية (سيرك)، التي نال مخرجها الفنان جواد الأسدي جائزة أفضل إخراج في ذات المسار.
وتوجت مسرحية (الجدار) للكاتب حيدر جمعة، وإخراج الفنان سنان العزاوي في المسار الدولي بجائزة أفضل عمل متكامل.
في حين حجبت اللجنة التحكيمية للمسار المحلي جائزة أفضل عمل متكامل، وهو ما أثار حفيظة الفنانين المشاركين في هذا المسار.
وشهد حفل الختام تقديم الموسيقار مصطفى زاير مع فرقته الموسيقية مقطوعات غنائية تراثية وموسيقية، بحضور جماهيري غفير، كان من ضمنهم وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد المبرقع، ومستشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور عارف الساعدي، والنائب حسين عرب، الذين قدموا الجوائز مع الدكتور جبار جودي للفائزين.