علي السومري
رسوم / علاء كاظم
لم تكن حياتك سوى مشهد قصير في فيلم الحياة العصية عن الفهم هنا، حياة طالما تشابكت طرقها بين الجدّ والسخرية، وكنت فيها البطل الأوحد.
من يعرفك، يعلم جيداً أن ابتسامتك الدائمة كانت تخفي ألماً طويلاً أتقنت كتمانه بين محبيك خشية إشاعة الحزن.
(كمّولة)،هكذا كان يحب الأصدقاء تسميتك، كلما التقوا بك، أيها المهموم بالمسرح والحياة، يامن اعتدت إنجاز كل شيء قبل أوانه، حتى في وفاتك، التي لا يصدقها الجميع حتى اللحظة، أصدقاء يتهامسون كلما اجتمعوا بأن هذا الرحيل ربما كان أحد مشاهدك المؤجلة، وإلا كيف يمكن أن تغيب بهذه السرعة، تاركاً مشاريعك في السينما والتلفزيون والمسرح دون إنجازها؟!
قلما تجد فناناً تتجسد فيه صفات العراق أجمع، كنت طيباً ومتسامحاً ، كما البصرة التي ولدت فيها، وغيوراً مثل أي جنوبي، وشهماً تشبه سكان غربنا العراقي، وصلداً كجبل كردستاني، وقلبك، آه قلبك، كان يسع الجميع كبغداد الحبيبة.
أيها الصديق، يامن رددت في صلواتك: ” أبانا الذي في السماء.. أعطنا خبزنا، كفاف يومنا”، كنت خبز صحبك وكفاف يومهم.
كامل إبراهيم، أيها النقي النبيل، هل تعلم أن الأصدقاء مندهشون إلى الآن من غيابك الذي لم يعتادوا عليه، وكلما جاء ذكرك، ارتسمت ملامحك بملامحهم فتكون حاضراً مع الجمع بالجمع.
من يعرفك، يدرك أنك واجهت لحظاتك الأخيرة بقوة، لحظة كنت فيها مبتسماً لا خائفاً، فكيف يخاف من لم يزرع سوى الطيبة والمحبة في قلب كل من عرفه؟
ها هم صحبك الآن، يلوحون لك ويصفقون لك، يا من كنت إنساناً كبيراً، فناناً متألقاً، وصديقاً قل مثيله في حياة كانت ومازالت عصية عن الفهم!