كذبة نيسان..كيف تحولت إلى تقليد سنوي؟

مجلة “الشبكة العراقية”/
هل هيأتَ كذبة في اليوم الأول من نيسان تخدع بها أصدقاءك؟ إذا لم تفعل ذلك فتأكد من أن هناك كثيرين يعدون أكاذيب يستمتعون بإطلاقها، إنها عادة تقليدية مستمرة منذ قرون طويلة، تبدأ في أول إبريل / نيسان من كل عام، اعتاد فيها الناس إطلاق الكذبة أو الشائعة وخداع بعضهم بعضاً.
أصل كذبة نيسان
هناك الكثير ممن حرصوا على إطلاق كذبة نيسان، التي مازالت مستمرة في معظم بلدان العالم بمختلف ثقافاتهم حتى يومنا هذا. أما عن أصل هذه الكذبة، في الرواية الأقرب للتصديق، أن الناس في القرن السادس عشر، كانوا يتباطأون في تبني تغيير التقويم الذي فرض عليهم، بسبب الانتقال من التقويم (اليولياني) إلى التقويم (الغريغوري)، لذلك أطلق على هذا اليوم اسم (كذبة إبريل)، ومنذ ذلك الحين بدأ إطلاق الحيل التي ترافق الأول من هذا الشهر كل عام، وفقا لموقع History.com.
يقول مؤرخون إن هذا هو التفسير الأكثر منطقية لبداية (كذبة إبريل)، لكن لا يوجد إجماع حقيقي حول منطلقها التاريخي. فبعد تغيير التقويم (اليولياني) إلى التقويم (الغريغوري)، تفاوتت البلدان في اعتماد التاريخ الجديد، فمنها من اعتمدت التقويم الغريغوري في وقت أبكر من غيرها، وبالتالي احتفلت بالعام الجديد في 1 يناير/ كانون الثاني بدلاً من 25 مارس/ آذار وفقاً للتقويم السابق. واستناداً الى التقويم القديم، تنتهي الاحتفالات برأس السنة في الأول من أبريل.
وتقول الرواية إن الأشخاص الأقل تحضراً في تلك الحقبة، ولاسيما في فرنسا، استمروا في الاحتفال اعتماداً على التقويم القديم، لذلك كانوا يتعرضون للسخرية. ويقول (جاك سانتينو)، المختص في تاريخ الفولكلور، إن (عيد الحمقى)، الذي يشبه الكرنفال، أقيم في الأصل في فرنسا وإنكلترا في العصور الوسطى في الأول من يناير/ كانون الثاني، لكن جرى حظره بحلول القرن الخامس عشر. يضيف سانتينو، الذي ألّف كتاب (في جميع أنحاء العام: الإجازات والاحتفالات في الحياة الأميركية)، إن تلك الاحتفالات استمرت لمئات السنين.
وبحلول القرن التاسع عشر، تبنت معظم الثقافات الاحتفال، بل أصبح يوم (كذبة إبريل) دعامة أساسية للثقافة الأميركية، إذ إن “الأول من إبريل هو اليوم الذي نتذكر فيه الـ 364 يوماً الأخرى في العام.” وفق ما ذكره (مارك توين)، في (موسوعة الفولكلور الأميركي).
خدع مستمرة
تستمر خدعة، أو كذبة نيسان، إذ تطورت ووصلت الى النشر عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونسج قصص خيالية مثيرة للعب بأعصاب الأصدقاء وأفراد العائلة، دون الشعور بالذنب، حتى وصل الأمر بعمل (هاشتاك) كذبة نيسان مرفق بأنواع الأكاذيب والإشاعات.
ضحايا كذبة نيسان
إلى جانب المواقف المضحكة، فإن هناك مآسي مبكية حدثت بسبب تلك الكذبة، فقد حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن، فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة، لكن أحداً لم يحضر لنجدة السيدة المسكينة، إذ كان ذلك اليوم صباح أول نيسان!
لكن من أطرف الأكاذيب وأشهرها، كمثال على هذه الكذبة، ما حدث في الخليج، والسعودية على وجه الخصوص، في نيسان 2009م بإشاعة خبر عن وجود مادة الزئبق الأحمر في ماكنات الخياطة من نوع سنجر (أبو الأسد) القديمة، وأصبح الجميع يبحثون عن هذه الماكنات في كل مكان لشرائها، حتى أن أسعارها وصلت في بعض المناطق بالسعودية الى ما يقارب المئة ألف ريال، وحتى منتصف نيسان كانت معظم مواقع الإنترنت تعرض ماكنات للبيع بأسعار خيالية لا تقل في أي حال من الأحوال عن خمسة وعشرين ألف ريال سعودي. هذا مثال عن كذبة نيسان التي راح ضحيتها كثيرون، وفي نفس الوقت اغتنى بسببها كثيرون.