كردستان تداوى جرائم البعث الوحشية ببلسم الإعمار والازدهار

خالد إبراهيم – أربيل/
بعد عقود من الظلم والاضطهاد والجرائم الوحشية والإبادة الجماعية، تبذل في كردستان الجهود من أجل تطوير وبناء وإنشاء الجسور والأبنية والصروح الحديثة، لغسل جراح الماضي المرير.
خلال أكثر من عشرين عاماً، شهدت كردستان نهضة كبيرة على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات، وبحسب (وفاء محمد)، مستشار مؤسسة (الرؤى للدراسات والتوثيق)، فإن “الكرد بدأوا نضالهم ضد الدكتاتورية والطغيان منذ عام 1963 على يد الأب الروحي المرحوم الملا مصطفى البارزاني من أجل الوصول الى الحكم الذاتي. لكن الكرد تعرضوا الى جرائم عديدة لعل أقساها الأنفال والكيمياوي، وكل الظلم والجور الذي ارتكب بحق الشعب الكردي والمقابر الجماعية لذا فإنهم انتفضوا في عام 1991.”
جنة التعايش السلمي
تمتاز مدينة أربيل، على وجه التحديد، الى جانب بقية مدن ومحافظات إقليم كردستان بأنها مدينة التعايش الأخوي السلمي ما بين جميع المكونات والطوائف والأديان، الى جانب أنها تستقطب وتستقبل الجميع بكل حب وحفاوة ورحابة صدور وقلوب، عن هذا الجانب يستطرق محمد قائلاً:-
جرائم النظام المباد
“ارتكب النظام البعثي المقبور مجازر بحق الشعب العراقي بشكل عام، والشعب الكردي بشكل خاص، مجازر يندى لها جبين الإنسانية. منها جرائمه السيئة الصيت بحق الشعب الكردي في الأنفال والقصف بالأسلحة الكيمياوية. فقد قصفت مدنه وقراه واستبيحت أكثر من 17 مرة، راح ضحيتها 8000 بارزاني جرى إعدامهم، و١٨٢ ألفاً جرت أنفلتهم وقصفهم وتهديم 5000 قرية، والقصف الكيمياوي، والمقابر الجماعية لسكان حلبجة، التي ستظل شاهدة على جرائم الاضطهاد بحق الشعب الكردي.
جريمة حلبجة
وتشكل جريمة قصف النظام المباد مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي، الذي أسفر عن استشهاد خمسة آلاف مواطن من أهالي المدينة والقرى التابعة لها، واحدة من أكثر الجرائم الوحشية التي تعرض لها الكرد. إذ تسبب القصف الكيمياوي في الأشهر الأخيرة من الحرب الإيرانية ـ العراقية (1980 – 1988) بمقتل أكثر من 5 آلاف شخص من أهالي حلبجة، كما أصيب أكثر من 7 آلاف آخرين، ومات الآلاف من المدنيين في السنة التي تلت القصف نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب الخلقية، وما يزال الكثير من الضحايا مفقودين، حسب تقارير موثوقة.”
إن ‏جريمة قصف حلبجة بالأسلحة الكيمائية من قبل أكثر الأنظمة وحشية في العصر الحديث، ستبقى راسخة إلى الأبد في ذاكرة العراقيين. كما ستبقى وصمة خزي وعار على جباه المجرمين، وهي عالمياً هوية وشاهد على مظلومية شعب كردستان، ففي دقائق معدودات سلبت هذه الجريمة أرواح من أكثر من خمسة آلاف إنسان بريء، ونالت من الطبيعة وكل شيء حي، كما أصيب آلاف آخرون وتشردوا، لكن هذه الجريمة عجزت عن سلب شعب كردستان تطلعه الى الحرية.
في هذا الجانب يضيف وفاء قائلاً:-
“إن النظام المباد ارتكب مجازر بحق الشعب الكردي وعمليات (الجينوسايد)، الإبادة الجماعية، التي لا توصف لبشاعتها، التي استمرت ضد إقليم كردستان منذ الستينيات، وبالأخص ضد قرية بارزان التي قصفت أكثر من 17 مرة.”
وأشار وفاء الى أن “هنالك مناطق منكوبة في إقليم كردستان، مثل حلبجة ومناطق كرميان وبارزان، ونأمل من المجتمع الدولي أن تصنف هذه الجرائم كجرائم (جينوسايد)، إبادة جماعية، وأيضاً أن يفي المجتمع الدولي والحكومة العراقية بالتزاماتهما الإنسانية تجاه الشعب الكردي.”