كورونا الأسئلة الوزارية.. أزمة في الأفق

#خليك_بالبيت

علي غني /

يواجه مئات الآلاف من طلبة هذا العام الدراسي (2019-2020) مشكلة كبرى اسمها (كورونا) الأسئلة الوزارية، وذلك نتيجة لما استجد من معطيات جديدة تقضي بحذف فصول من المناهج الدراسية، بعد أن كان تقسيم الدرجات على الفصول الدراسية بحسب خصائص كل فصل دراسي وأهميته. وهذا التحقيق هو رسالة واضحة لواضعي الأسئلة الوزارية بمراعاة الطلبة، وعدم تجاوز الخطوط الحمر.
عدالة في التوزيع..
غالباً ما تختار وزارة التربية خيرة الخبراء والمدرسين والمشرفين، ومن أصحاب الكفاءة العلمية لوضع الأسئلة الوزارية، وتراعي عدالة توزيع الدرجات على الفصول الدراسية، لأنها تعد المقياس الحقيقي لعبور الطلبة إلى المراحل الأخرى. كما أنها تخضع لرقابة دقيقة من أعلى سلطة في الدولة، وأذكر أنني في أحد التحقيقات الصحفية في مجلة (ألف باء) وكان عنوانه (واضعو الأسئلة الوزارية تجاوزوا الخطوط الحمر)، كنت قد عرّضت أحد وزراء التربية في النظام السابق إلى تحقيق كاد أن يقوده إلى المقصلة، لولا الظروف التي مرت بالبلاد في وقتها، بسبب قيام واضعي الأسئلة بتضمين الأسئلة الوزارية سؤالاً من خارج المنهج المقرر لمادة الفيزياء في السادس العلمي، وبعد التمعن والدراسة ظهر أن السؤال من منهج كلية التربية في إحدى الجامعات العراقية.
كما شهدت سنوات ما بعد 2003 كثيراً من الأخطاء الفادحة في الأسئلة الوزارية للسادس الإعدادي والمراحل الأخرى، أربكت حال الطلبة في الامتحانات الوزارية، ولاسيما أن المراقبين في الامتحانات ليست لديهم صلاحية في التوضيح لخشيتهم من حدوث فوضى بين الطلبة. الحقيقة أن الغرض من سرد هذه المواقف هو لأن الوضع الجديد في زمن كورونا يتطلب دقة عالية جداً بقدر الحذر من المرض نفسه عند وضع الأسئلة الوزارية لمرحلتي الثالث المتوسط، والسادس الإعدادي بفروعه كافة، فضلاً عن كثير من الشكاوى من الطلبة على نوع الأسئلة التي غالباً ما تأتي من بين السطور والتي تحتاج إلى قراءة مركزة.

ملزمة بشكل أسئلة..!
الطالب أحمد الهاشمي من طلبة الصف السادس التطبيقي في إعدادية ذو الفقار، يقول: إن الوزارة قد حذفت بعض الفصول من المنهج المقرر، وهذا شيء يحسب لها، لكن نود أن نقترح عليها أن تكون هذه الفصول التي حددتها الوزارة على شكل ملزمة تحتوي على أسئلة محددة من الفصل لتكون بديلاً عن الكتاب المدرسي، ففي الحقيقة هناك فصول في المنهج لم ندرسها في المدرسة، إما بسبب المظاهرات أو من جرّاء تداعيات مرض كورونا، وذلك ما زاد من صعوبة الامتحان حتى لو اعتمدنا على أنفسنا في مذاكرتها.
بينما يقول الطالب مشتاق حسون في المرحلة ذاتها: إن الامتحان سيجري في شهر آب وهو شهرٌ مشهود له بارتفاع درجة الحرارة في العراق إذ تقترب من نصف درجة الغليان، ونحن لا ندري إن كنا سنؤدي الامتحانات في المدارس أم في الجامعات، فتصوروا حال الطالب في العراق، لذلك أؤيد ما قاله زميلي بأن تحوَّل المادة التي اعتمدتها الوزارة إلى ملازم في جميع المواد تحتوي أسئلة مقررة من الوزارة ليؤدي فيها الطالب الامتحانات.
كيف هي الاسئلة؟
ثمة حزمة من الأسئلة تواجه الطالب عند خروجه من قاعات الامتحان: كيف هي الأسئلة؛ أهي صعبة، متوسطة، سهلة، غامضة، من المنهج المقرر، من خارج المنهج، فيها أسئلة ذكاء؟ هذا ما أكده لي مدير متوسطة زين العابدين علاء عبد الحميد من تربية الكرخ الثانية، مضيفاً أن الأسئلة في هذا العام يجب أن تراعي الظروف التي مر بها الطالب والمدرس جرّاء مرض كورونا، لأن بعض الفصول لم نستطع إكمالها للأسباب التي ذكرتها، وسيواجه الطلبة صعوبة في فهمها، ولاسيما الفصول الأخيرة، فهذا يتطلب أن تكون الأسئلة واضحة جداً ليس فيها لبس.
في حين يرى الدكتور منصور السوداني، الأستاذ في الجامعة العراقية، أن وزارة التربية بإمكانها أن تزود الطالب بملزمة تشتمل على أهم الأسئلة في كل مادة، تساعد الطالب في المذاكرة وتلزم الوزارة نفسها بأن الأسئلة التي تتضمنها الملزمة يأتي نصفها على الأقل في الامتحانات الوزارية، لمساعدة الطالب، ولاسيما في الفصول الأخيرة التي لم يدرسها الطالب في المدرسة.

أسئلة تراعي الظروف
من جهتها، أكدت وزارة التربية أن الأسئلة الوزارية للمراحل المنتهية للعام الدراسي 2019-2020 ستكون شاملة وواضحة مراعاة للوضع الحالي الذي تمر به البلاد، هذا ما بينه الدكتور هيثم العزاوي مدير العلاقات والإعلام في الوزارة قائلاً: إن الوزارة حريصة على أن تكون أسئلة الامتحانات الوزارية النهائية للمراحل المنتهية -الدور الأول- للعام الدراسي الحالي واضحة وشاملة للمنهج الذي تقرر إدخاله في الامتحانات بعد عمليات الحذف والتشذيب الخاصة بمناهج السادس الإعدادي والثالث المتوسط والسادس الابتدائي.
أردف العزاوي: وجهت الوزارة اللجان الخاصة بإعداد الأسئلة الوزارية كلاً حسب تخصصه، بأن تكون الأسئلة سلسة وغير غامضة وبما يمكن الطلبة من حلها، مضيفاً: أن الإجراء جاء لأن العام الدراسي تأثر بظروف عديدة خارجة عن إرادة الوزارة، ما أثر سلباً في سير العملية التربوية في البلاد، والتي كان آخرها انتشار جائحة كورونا وما أعقبها من فرض حظر التجوال الوقائي وتعطيل الدوام في المدارس كما حصل في أغلب دول العالم.