ملاذ الأمين/
تعطّل جميع مدارس العراق والجامعات الدوام في شهر حزيران ولغاية أيلول، لمدة ثلاثة أشهر، التي تعد حسب الخبراء كافية لتجديد الأفكار والاستعداد لموسم دراسي جديد، ما يتطلب من الأجهزة الحكومية توفير منتجعات او متنزهات ليتمكن الطلبة أن يقضوا أوقاتاً مناسبة وسعيدة لتغيير الأجواء والتهيئة لموسم دراسي جديد.
ألعاب وهوايات
السيد محمود سالم معلم في بغداد – الكرخ الاولى قال: إن “الطالب وخلال العام الدراسي يجتهد بالالتزام بالدوام وتحضير الواجبات والتهيؤ للامتحانات ما يجعله مشدودا في أغلب أيامه ومنجذبا نحو الدراسة لتحقيق درجات تؤهله للانتقال الى المرحلة المقبلة”.
وأضاف أن “الشدّ الذهني الذي مرّ به الطالب خلال الأشهر التسعة من الدراسة يجب أن تتبعه أشهر أخرى للراحة الفكرية والتوجه نحو أعمال بعيدة عن الدراسة تشعره بالسعادة والرفاهية وتمهد له التفكير بالدروس الجديدة للعام المقبل”.
أما السيدة رسل نبيل المدرسة في إحدى متوسطات الرصافة للبنات؛ فأكدت أن “الطالبات يستفدن من العطلة أكثر من الطلاب كونهن يعملن في العمل المنزلي لمساعدة أمهاتهن من تنظيف وغسيل ورعاية الصغار على عكس الطلاب الذكور الذين لن يكلّفوا بعمل إضافي الا ما ندر فتراهم يقضون أوقاتهم في العطلة بين الألعاب (كرة القدم، الشطرنج ….) والتسكّع في المقاهي والحدائق العامة، وأحيانا يستمر هواة الألعاب في ممارسة هواياتهم مع استمرار انتظام دوامهم بالمدرسة”.
وتضيف أن “التباين في الاستفادة من العطلة الصيفية يتأثر بوضع العائلة وموقعها الجغرافي، فالعائلة المترفة ماديا تتمكّن من قضاء الصيف في المصايف داخل او خارج البلاد، أما العائلات المتوسطة ماديا فتكتفي بقضاء أيام العطلة بزيارة الاقارب والتنزه في الحدائق ذات الاشجار العالية والكثيفة الظل والقريبة من شواطئ الانهار”.
هوايات ممتعة
إنّ تنمية الهوايات تحتاج الى وقت لتطويرها والاستمتاع بتنفيذها، إذ تختلف الهوايات من شخص لآخر، فالبعض يرغب بتسلق الجبال والسفر وغيرهم يفضّل المطالعة وقراءة الكتب او مشاهدة الافلام السينمائية وآخريات يفضّلن الخياطة وتحضير مختلف أنواع الطعام او الرسم والنحت والتصوير، ما يعني أن حب الشخص لهواية معينة يتطلب منه الاستمرار بها والسعي لتطويرها والاطلاع والتعرف على آخرين يشاركونه هوايته.
علي محمد من محافظة بابل، طالب في المرحلة الثانية كلية العلوم يقول: “أنا أهوى السفر وانتظر العطلة الصيفية كي استمتع مع أهلي وأصدقائي برؤية المناظر الجميلة في شمال العراق وأحيانا أشارك في جولات سياحية لشركات متخصّصة خارج البلاد”.
ويضيف أن “في السفر عدة فوائد؛ أهمها الاطلاع على ثقافات المناطق التي أزورها والاستمتاع بالمناظر والاجواء الجميلة وممارسة هواياتي في التسلق والمشي والسباحة”.
وأكد أنه “يترقّب قدوم العطلة لتجتمع عائلتي مع أعمامي وأخوالي في أحد البيوت لنقضي أوقاتاً ممتعة وممارسة الالعاب والاستماع الى القصص التاريخية المعبّرة التي يرويها لنا وبأسلوب شيّق عمي (شفيق المختار) إذ ننصت اليه ونستمتع بهذه العبر، ونتمنى أن لا تنتهي العطلة كي تستمر هذه الجلسات الطيبة”.
نصائح للاستفادة من العطلة
ويقدّم الخبراء نصائح تساعد الآباء على تقديم المساعدة لأبنائهم بشأن كيفيّة اغتنام الوقت بالطريقة الصحيحة أثناء العطلة الصيفية وتشجيع الأبناء على تنمية هواياتهم المختلفة وممارستها، مثل: الرياضة، وعزف الموسيقى، والمطالعة، والرسم، والكتابة، وغيرها. زيارة الأقارب برفقة الأبناء، لتشجيعهم على تنمية العلاقات الأسرية والاجتماعية. تشجيع الأبناء على مساعدة الأهل في الأعمال المنزلية المختلفة؛ لغرس روح التعاون لديهم، وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم. توفير أجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية، وتزويدها بالبرامج التعليمية المفيدة. كما يُنصَح الآباء بمشاركة أبنائهم أنشطتهم وأوقاتهم في العطلة الصيفية، واصطحاب الأبناء وتشجيعهم على زيارة المكتبات، واختيار الكتب التي يفضّلون قراءتها بأنفسهم. واصطحاب الأبناء في زيارات تعريفية وتعليمية إلى المناطق الأثرية في البلاد. والسفر خارج البلاد للترفيه عن الأبناء، مع الحفاظ على القيم الإسلامية، وحمايتهم من الفتن المحيطة بهم.