رجاء حسين
تصوير / علي الغرباوي
في عالم الاقتصاد والمال، ووجود شركات كبرى وأخرى ناشئة، ظهرت أساليب ومصطلحات اقتصادية كثيرة، منها مصطلح (الاستحواذ)، وهو أسلوب بمفهومين وتعاملين، إما عدائي أو ودي وإيجابي. فالاستحواذ العدائي معركة حقيقية بين الشركات، وذلك بهيمنة شركة ما على مجلس إدارة شركة أخرى، وعملية شراء دون إعلان أو نية بيع من الشركة المراد الاستحواذ عليها.
في حال رفض التعاون والاستحواذ تقوم الشركة الراغبة بالاستحواذ بكل الطرق للاستيلاء على الشركات الأخرى، كما فعل رجل الأعمال الامريكي (إيلون ماسك) عندما فشل في الوصول إلى اتفاق مع مجلس إدارة منصة (تويتر) عام 2022، ورفضهم التام التعاون والاستحواذ معه، فقام ماسك بالاستحواذ العدائي باللجوء إلى شراء أسهم المساهمين في تويتر بمعزل عن مجلس إدارتها والاستحواذ عليها. كذلك الحال مع مجلس إدارة شركة (آنهاوزر بوش)، عندما رفض الشراكة مع شركة (إنبيف) عام 2008، فما كان من إنبييف الا الاستحواذ العدائي بالتصويت بالوكالة لإقالة مجلس إدارة آنهاوزر بوش بأكمله والحصول عليها. وكذلك مع استحواذ (مايكروسوفت) العدائي على (أوبن أوباي)، والأمثلة كثيرة. ويمكن للشركات التي يجري الاستحواذ عليها بالعدائية والإجبار أن تلجأ أيضاً إلى أساليب كثيرة للتخلص، أو الانتقام من الشركة التي استحوذت عليها بالقوة. من هذه الأساليب (حبوب السم) و(دفاع جونستون)، التي تتعلق إما بمراوغة اقتصادية تخص الأسهم، أو إغراق الشركة بالديون لتخسر الشركة المستحوذة. وهو ما تفضله الشركة التي جرى الاستحواذ عليها، على أن تستسلم للاستحواذ عنوة، وغيرها من الأساليب التي لا يسعنا ذكرها في هذا الموضع الان.
الاستحواذ الودي
أما شراكة الاستحواذ الودي، فهي مختلفة تماماً، لأن الاستحواذ فيها يمضي باندماج هدفه التكامل ما بين شركتين، وتقديم الأفضل للزبون. ومحلياً لدينا ثلاث شركات مهمة في العراق قامت بعمليات الاستحواذ الودي والتعاون فيما بينها، هي شركات (كي كارد) و(مسواك) و (پيور پلاتفورم). إذ قامت كي كارد بالاستحواذ على كل من مسواك و پيور پلاتفورم. وقدمت كي كارد خلال عملية الاستحواذ هذه حلولاً تجارية إلكترونية لتمكن الزبائن من التجار والعامة من قبول تسهيل الدفع من أي مكان في العالم عبر بوابة الدفع الإلكتروني.
عن مبدأ الاستحواذ الودي تحدث علي منعم، الرئيس التنفيذي لشركة كي كارد (Qi كي)، بقوله: “هدفنا هو التكامل مع الشركات أكثر مما هو استحواذ، وأن نكّون نظاماً متكاملاً يقدم قيمة إضافية للزبائن، وإضافة أي لاعب جديد، أو شركة جديدة، هو أساس هذا التكامل، لذا فإن وجود أكثر من استحواذ ودي هو سقف استثماري ناجح، لأنه يخلق منافسة لتقديم الأفضل.”
وأكد (منعم) على أن “طبيعة وسياسة شركة كي كارد في الشراكات والاستحواذ هي ترك الشريك الفعال والناجح وفريقه يعملون كما هم، برؤيتهم وإدارتهم وتطوير منتجاتهم، ونحن نوفر لهم الجانب القانوني وجانب المبيعات الآمنة، وتطبيق(سوبركي-SuperQi)سهّل أيضاً الكثير من التعاملات والشراكات التجارية.”
كي كارد ومسواك
(مسواك) منصة تجارة إلكترونية جنت من الاستثمارات ما يفوق 3 ملايين دولار من مستثمرين أجانب ومحليين، وقد وفر استحواذ كي كارد لمسواك خدمة توصيل البضائع والدفع الإلكتروني.
“التكامل مهم مع كي كارد والرؤيا كانت موحدة.” هكذا بدأ عمار أمين، مؤسس تطبيق (مسواك)، حديثه، ليؤكد أن “التغيير فيما بعد الاستحواذ كان ضمن تغيير طريقة تفكيرنا والعمل بشكل مختلف. سابقاً، أي قبل الاستحواذ، كنا نفكر في مسواك كيف نتسوق من خارج العراق؟ بعد الاستحواذ سهلت كثيراً عملية التسوق بسبب خبرات وموارد وتعاملات كي كارد التي ساعدتنا، كذلك قبل الاستحواذ كنا أمام تحد صعب، هو كيفية البيع بالأقساط، بعد الاستحواذ استطعنا فعل ذلك عبر تطبيق (أقساط مول)، الذي أضاف قيمة جديدة لشراكتنا معاً، ونحن الآن نحقق عشرات أضعاف المبيعات والإيرادات بعد الشراكة والاستحواذ.”
يضيف أمين: “كذلك أصبح لدينا تطبيق (بيتا) مع مجموعة من التجار، ونسبة الدفع الإلكتروني العام الماضي كانت 2 % لكن بعد الاستحواذ أصبحت 50 %، فسابقاً كانت خدمة التوصيل المحلي بالدفع النقدي (الكاش)، الآن يقوم المندوب بتوصيل المنتج دون الدفع (الكاش). وكذلك تطبيق (باي مسواك) الذي يقوم خلال ثوان بإثبات عملية توصيل المنتج للزبون وهو يحمي الزبون والشركة والتاجر.”
كي كارد و پيور پلاتفورم
(پيور پلاتفورم) هي شركة تجارية للتسوق الإلكتروني، تتيح الشراء من المنتجين ومصانعهم في مختلف دول العالم بشكل مباشر، وبسعر صرف الدولار الرسمي. إذ تعمل على ربط الزبون مع أكثر من 11400 مصنع منتج في الصين بشكل مباشر، دون الحاجة للمرور بسلسلة تحويلات وتجار كواسطة، بل إنها توفر وقتاً أقصر وضماناً أكثر وسعراً منخفضاً، لأن التعامل مباشر مع المصنع في أي بلد.
يتحدث محمد الخفاجي، المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة Pure Platform، عن الاستحواذ الناجح بقوله: “من المهم عند الدمج والاستحواذ بين الشركتين الأخذ بالاعتبار السلبيات والإيجابيات للطرفين، والمضي نحو تفعيل أدوات نجاح كل منهما مع الأخرى، فأنا عملت في استحواذات كثيرة قبل (كي كارد)، لكن أسوأ الاستحواذات حين تغير في أفكار وفريق ورؤيا شركتك وإلغاء مساحتك وإبداعك، وكي كارد كانت عكس ذلك تماماً، فهي مع كل أفكارنا وأسلوبنا وفريقنا وطريقة عملنا، دون هيمنة وتغيير.”
مضيفاً: “وبسبب الشراكات مع (علي بابا كروب) و(علي إكسبريس)، أصبحت إمكانية الشراء من الأسواق الصينية مثل تاوباو وتي مول من خلال منصتنا بسعر زهيد جداً. فالتكنلوجيا والمنصة وفرتا الكثير للمستثمر والشركات، حتى الشركات البسيطة الناشئة منها، فالتاجر الذي لديه مبلغ بسيط ويصنع بضاعة، نقوم نحن بتسويقها له إلكترونيا بربطه مباشرة بمعامل الصين أو تركيا أو أميركا.
سابقاً كنا نعاني في المنصة من كيفية التسديد والدفع بالأقساط والدفع الإلكتروني والإيداعات، لكن كي كارد وفرت ذلك بمنتهى السهولة. بالتالي لم يعد هناك وسيط وتاجر نتعامل معه عبر سلسلة طويلة دون ضمانات واستنفاد وقت وأموال أكثر، إذ إن الاستحواذ بيننا وبين كي كارد ألغى ذلك التعامل الذي أصبح قديماً.
تجدر الإشارة إلى إمكانية التسوق من خلال منصة (پيور پلاتفورم – Pure Platform) من داخل تطبيق (سوبركي – SuperQi).”