ترجمة: آلاء فائق /
تصاعدت مؤخراً حدة المطالب الداعمة للطاقة المتجددة حول العالم وخفض استخدام مصادر الطاقة الأحفورية كالفحم والنفط والغاز الطبيعي. وأشار تقرير نشرته مجلة “”(فوربس)” إلى ارتفاع المطالب بإنهاء إنتاج الوقود الأحفوري، والتوجه نحو عدم زيادة البنية التحتية المرتبطة بالأمر، رغم الأضرار التي ستلحق بالشركات المنتجة للفحم والنفط والغاز.
يهتم نشطاء الحفاظ على البيئة بمواضيع تتعلق بالتغير الجذري الحاصل في قطاع الطاقة العالمي وكيفية التحول إلى مصادر متجددة تقلل من الانبعاثات الضارة ودور التكنولوجيا في تطوير مصادر الطاقة والتحديات التي تواجهها.
أحد القطاعات التي تعتمد على هذا التحول هو قطاع الكهرباء الذي بدأ يخفف اعتماده على الوقود لصالح الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، فالتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة يتواصل، لا بل ازداد قوة مع الابتكارات التكنولوجية وانخفاض تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة وتحسن خيارات التخزين، إلى جانب تبني الدول سياسات تهدف إلى الحفاظ على البيئة والتخفيف من الانبعاثات الضارة. لكن إذا كانت الطاقة النظيفة مفيدة للغاية، فلماذا لا نتحول جميعاً إلى مصادر الطاقة المتجددة؟ ولماذا لا نستخدم المزيد من هذه الطاقة؟ هيا نكتشف.
سبب عدم استخدام الطاقة المتجددة أكثر
عندما يتعلق الأمر بمصادر الطاقة المتجددة، أصبح من المعروف على نطاق واسع أنها أفضل بكثير للبيئة من نواح كثيرة من نظيرتها غير المتجددة، كالوقود الأحفوري. إذ أنها لا تتطلب نفس مستوى الاستخراج الذي يخضع له الوقود الأحفوري، هذا إن وجد، وبعضها يعتبر “نظيفاً”، ما يعني في الأساس أن تأثيرها ضئيل أو معدوم على الكوكب لدى تحويلها إلى كهرباء.
لماذا لا نستخدم المزيد من مصادر الطاقة المتجددة؟
بقدر ما يتعلق الأمر بالدول وقرارتها الفردية، فإن التحول من مصدر طاقة إلى آخر سيستغرق بلا شك بعض الوقت مع إدخال محطات طاقة وبنية تحتية جديدة.
ببساطة.. لا يعني التحول إلى الطاقة المتجددة أن مجموعة من الأفراد تختار طريقة جديدة لتزويد منازلهم بالطاقة، بل يعني أن شركات بأكملها بحاجة لإعادة تقييم كيفية جني الأموال وأين مصدر طاقتهم. سيتطلب الأمر ملايين المنازل والمدارس والشركات والمباني العامة ومراكز النقل لتعديل كيفية إدارتها، وهذا لا يحدث طبعاً بين عشية وضحاها.
في الوقت الحالي، تمثل مصادر الطاقة المتجددة نحو 8 بالمئة فقط من استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة، ونحو 14 بالمئة من احتياجات الطاقة في العالم. هذا في المقام الأول، لأن التكنولوجيا استغرقت وقتاً لتطويرها لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة النظيفة، وقد جرى تطوير معظم المحركات.
لماذا لا يمكننا استخدام الطاقة الشمسية بشكل أفضل؟
قد تكون الطاقة الشمسية أكثر صحة لسكان الأرض، لكن هذا لا يعني أنه بالإمكان الاعتماد عليها تماماً. وبينما يبدو ضرباً من ضروب الخيال أن تشرق الشمس يومياً، فكلنا نعلم أن الألواح الشمسية التي نعتمد عليها في توليد الكهرباء، لا يمكن لها العمل إلا عندما يكون الجو صافياً ومشمساً.
إنتاج الطاقة في الأيام الغائمة
كي تعتمد طاقة المنزل أو المعمل كلياً على الطاقة الشمسية، سيحتاج الناس إلى العيش في مناطق مشمسة، مع استخدام البطاريات لتخزين الطاقة الزائدة للأيام الغائمة والممطرة. بينما تتقدم التكنولوجيا بسرعة ويحقق بعض العلماء نجاحاً مع الألواح التي يمكن أن تولد الطاقة حتى في الأيام الملبدة بالغيوم، لكن الواضح هو أن هذا ليس مستداماً بما يكفي لتغذية حاجة أي بلد تماماً.
يعد تركيب الألواح الشمسية على منازلنا، وفي أي مكان آخر أيضاً، عملية مكلفة، في حين أننا سنشهد على الأرجح المزيد من المباني الجديدة مع الألواح الشمسية على أسطحها، إذ سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يكون هناك ما يكفي للمساهمة بشكل كبير في شبكة الكهرباء.
لكن ما يمكننا فعله في الوقت الحالي هو إلقاء نظرة فاحصة على الجهود الفردية، إذ تلتزم شركات كثيرة بإنشاء عالم مدعوم بالطاقة المتجددة وجعل التبديل أسهل ما يمكن. فالكثير من شركات الطاقة المتجددة تكرس كل جهودها لتوفير الطاقة النظيفة في المنازل.
من أين تأتي معظم أشكال الطاقة المتجددة؟
عادة ما يجري اشتقاق مصادر الطاقة المتجددة من الموارد الطبيعية التي لا تنضب بمرور الوقت. إذ أنها توفر خياراً أكثر استدامة، ولكنها أحدث وأغلى من الوقود الأحفوري كالفحم والغاز والنفط. وتأتي مصادر الطاقة المتجددة، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والمد والجزر، من الرياح والشمس والبحر على التوالي.
كما تستخدم مصادر متجددة أخرى أقل خضرة، كوقود للكتلة الحيوية. يكون ذلك عن طريق زراعة المنتجات الثانوية والمواد الطبيعية التي نتخلص منها. في حين أن حرقها لا يزال ينتج غازات ضارة، فالحصول عليها أمر سهل وسيظل هناك المزيد منها دائماً.
مزايا استخدام الطاقة المتجددة
على الرغم من صعوبة توليدها في منازلنا بمفردنا، ولاسيما إذا كنا نعيش في منطقة حضرية، فإن الطاقة المتجددة لها عدد كبير من المزايا لنا جميعا، فهي تحمي البيئة، إذ أن استخدام الطاقة من مصادر كالرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية يساعد في تقليل كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي، ما يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
عن موقع /
أنسيبار كلين إنرجي