بغداد – الشبكة/
تهُزّ جسدها باحترافٍ غرائزيّ، وتتلوى بإثارةٍ على أرضيّة “الستيج” الفخمة في صالة تعجّ باللون الأحمر الصاخب وأنغام الضجيج المتبعثر من آلات الموسيقى الشعبية، مع صيحات الزبائن ورواد الملهى. وبعد انتهاء “النِّمرة”، أو وصلة الرقص المقررة لها.
تكتشف أنها عندما تغادر الملهى الليلي مجرد أسيرة رغبة وجارية في شقة مفروشة، وقطعاً ما خفي في حياة القاع تلك هو أكبر من الهزّ والدعارة وتجارة الرقيق، بل إن تلك الأمكنة أصبحت منفذاً لانتشار الأمراض الجنسية المعدية، “الإيدز” وغيره. فبحسبِ ما صرحت به وزارة الصحة في إقليم كردستان مؤخراً في خبرٍ مثير ومقلق حول تمدد انتشار فيروس نقص المناعة (الإيدز) ذي السُمعة السيئة، فقد ذكر بيانها الرسمي أن الوزارة سجلت 72 حالة إصابة جديدة بمرض الإيدز خلال العام الحالي، وأن العدد الأكبر منها لمواطنين أجانب، مشيراً الى اتخاذ الإجراءات بحقهم وإعادتهم الى بلدانهم.
مجمعات سكنية أم ماذا ؟
تساؤلات واتهامات كثيرة تثار حول تحول بعض المجمعات السكنية ذات الصفة السياحية الى أوكار للمتعة المحرمة باعتبارها مكاناً محميّاً ومحكماً لغالبية الفتيات اللواتي يعملن كراقصات ومغنيات داخل الملاهي الليلية. أما سلسلة حوادث الموت رمياً من أعلى بناية ما، فهي السمة الغالبة -كما يشاع- بحصول حوادث لفتيات أخر كن يرمن إنهاء حياتهن بنفس الطريقة، لكن جرى إنقاذ قسم منهن في اللحظات الاخيرة. في المقابل أعتبر البعض أن ما يشاع عن هكذا حوادث ومجمعات سياحية هو استهداف لمشاريع استثمارية ناجحة ومنافسة لا أكثر.
أسيرات في شقق مفروشة
الكاتب الصحافي (ثائر جياد)، عرج على حادثة ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي حول انتحار إحدى البلوگرات والراقصات، إذ قال:
“تابعت بدقة خبر (انتحار أو نحر) الفتاة التي قررت -بحسب الأخبار- إنهاء حياتها بالقفز من الطابق الحادي عشر لاحدى البنايات السياحية. ان من أكبر الخطايا عدم استيعاب من يحتاج مساعدة ارجاعه الى جادة الصواب وإيداع ضحايا شوارع الضياع والاستغلال والمخدرات والأمراض الجنسية، فحينما تصل “فتاة ما” الى مثل هذا القرار يعني أنها لا تمتلك في هذه الحياة إنساناً واحداً يستطيع أن يفهمها ويمكنه مساعدتها. الحقيقة أني أعرف جرائم عديدة لا تظهر الى العلن، يخبرنا بها أهل الاختصاص بحق فتيات قاصرات هربن من ذويهن طمعاً في السعادة والحرية الكاذبة، لكنهن اكتشفن بعد أيام أنهن قد وقعن أسيرات عصابات الاتجار بالبشر ، لتنتهي بعد ذلك جميع آمالهن بالعودة.”
منظمات مشبوهة للدعارة
الناشطة في مجال حقوق الإنسان (إيمان عبد الخالق) اعتبرت ملف قتل النساء “المُغيّب” تحت ذريعة الحرق والانتحار ملفاً مُرعباً، أكملت قائلة:
“أكبر مافيات الدعارة واستقطاب الهاربات من التعنيف، في باقي محافظات العراق كما في كل العالم موجودة، لا يقتصر الأمر على مكان معين، لأن القضية لها بعد آخر تغطيه بعض منظمات المجتمع المدني ممن تترأسها بعض المشبوهات.
شاطرها الرأي الباحث والكاتب (ليث شاكر)، معتبراً أن الملاهي أوكار لما ذكر، وأن طرح هذا “الموضوع نوع من انواع التابوهات المحرمة، مثل تجارة البنات والمراهقين الشواذ، وكذلك إدعاءات تصديرهم الى دول الجوار.
حيث نجد مغفلات يجري استدراجهن الى هذه “الظاهرة” شخصياً.. أعرف حالات لفتيات هربن من خلال گروبات في السوشيل ميديا، لكن للأسف لم يسلط الضوء على هذا الملف الخطر، ولعل أول الأسباب هن البلوكرات والفاشنستات اللواتي يصورن يومياتهن كل يوم، ومئات المراهقات يردن العيش مثلهن، أجزم أن أقول إننا إذا أردنا الأمن فعلينا أن نراقب السوشيل ميديا وننهي تأثيره كما فعلت عدد من الدول، وإذا أردنا عائلات كريمة وعدم تفكك أسري، والارتقاء بالمستوى العلمي، علينا مراقبة السوشيل ميديا لأن 80 % من مشكلات المراهقين والشباب بسببه.”