مبادرة المجلس الأعلى لشؤون المرأة هل تنقذ النساء العراقيات من عقدة الأمية؟

بغداد ـ علي غني /

لن تستطيع وزارة التربية وحدها القضاء على أمية النساء، ليس لأنهن يشكلن نصف المجتمع، بل إن ظروف المرأة في العراق تكاد تكون معقدة، لذلك قرر المجلس الأعلى لشؤون المرأة، الذي يترأسه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ألا يترك وزارة التربية وحدها في الساحة، ليقترح مبادرة (افتتاح مراكز محو الأمية للنساء في بغداد والمحافظات)، لتكون طرفاً فاعلاً في القضاء على الأمية النسائية، فهل تنجح في جذب النساء إلى هذه المراكز؟
تفوق نسائي
إحصائيات الأمية في العراق، كما تشير لها وزارة التخطيط العراقية، تقترب من 12.7 بالمائة في عموم العراق من أعمار 15 سنة فما فوق، وترتفع هذه النسبة بين الإناث 21 بالمائة أكثر من الذكور، التي تمثل12 بالمائة. هذه الإحصائيات قبل نتائج التعداد العام للسكان الجديد، وهي مؤشر صريح على ارتفاع أعداد النساء الأميات .
دعم المرأة
من جهته، أكد رئيس الجهاز التنفيذي لمحو الأمية الدكتور مزاحم جاسم السامرائي أن افتتاح هذه المراكز جاء بتوجيه من رئيس الوزراء لدعم المرأة، فضلاً عن إعطاء دروس لتعليم مهارات الحياة (الحلاقة، والحاسوب، والصناعات الغذائية، والخياطة) .
ونوه بأن “الجهاز أقام (138) ورشة لتعليم مهارات الحياة تخص الدراسات برعاية برنامج (تعافي)، وهي منظمة عالمية، ولدينا خطط لتطوير المرأة الريفية “.
لن نتوقف
ووصفت السيدة كفاح ناصر، ممثلة عن الدائرة الوطنية للمرأة العراقية قرار المجلس الأعلى لشؤون المرأة بافتتاح مراكز محو الامية في بغداد والمحافظات بأنه قضية اجتماعية كبيرة، يمكنها أن تخلق حافزاً من داخل المجتمع لمساعدة الحكومة والجهاز التنفيذي لمحو الأمية لنجاح هذا المشروع.
وأضافت: بدأنا بافتتاح (334) مركزاً في بغداد والمحافظات في وزارات الدولة للموظفات والموظفين ضمن المرحلة الأولى لبرنامج محو الأمية، ونحن مستمرون بافتتاح هذه المراكز، ولن نتوقف حتى تحقيق أهدافنا بالقضاء على الأمية. ”
وبودي أن أقول (والكلام للسيدة كفاح): إن “هذه المراكز ستوفر فرص عمل لخريجات الكليات من فئة الشابات لمن ترغب بالتدريس في مجال محو الأمية.”
تعليم المرأة
ورأت الدكتورة مثال عبد الله العزاوي، مديرة قسم البحوث والتوثيق في الجهاز التنفيذي لمحو الامية، أن “لهذه المراكز دوراً مهماً في تعليم المرأة وتأهيلها لمواصلة الدراسة وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً، إذ إنها تمنح الدارسة شهادة محو الأمية، التي تعادل شهادة الرابع الابتدائي، وتم فتح صفوف الخامس والسادس الابتدائيين في تلك المراكز، واجتياز الامتحان الوزاري والحصول على شهادة الدراسة الابتدائية التي تؤهل بإكمال دراستها المتوسطة والإعدادية عن طريق التعليم المسائي والامتحانات الخارجية.”
وتابعت (العزاوي): “تلك المراكز، ولاسيما المراكز المجتمعية، تعلم المرأة مهارات الحياة الأساسية (الخياطة، وصناعة الأغذية، وفن الحلاقة، والحاسوب)، التي من خلالها تكسب ما يوفر لها تلبية الحاجات الأساسية، وتحسين مستواها المعيشي جنباً إلى جنب محو أميتهن. ”
وعدت عضوة المكتب التنفيذي في اتحاد الحقوقيين (رئيسة لجنة المرأة الحقوقية / هند الجنابي) افتتاح عدد من مراكز محو الأمية الخاصة بالمرأة، بأنه “يسهم في تعريف المرأة بالقضايا القانونية، وزيادة ثقافتها، وتقليل حالات الطلاق، كما أن الدولة لديها خططها لتقليل نسبة الأمية لدى النساء، ومنها مبادرة (العودة للتعليم) ومبادرات أخرى”.
مكاسب للمرأة
وبالعودة للدكتورة مثال العزاوي، وهي الباحثة بشؤون المرأة، التي رأت أن “الأمية والجهل وعدم التعليم، تؤثر على كلا الجنسين، فلا فرق بين المرأة والرجل، لكنه يمكن القول إن تعليم المرأة له نكهة تنموية بمذاق خاص، كونه يحقق مكاسب إضافية لابد أن تلقي بظلالها على التمكين الذاتي للمرأة والأسرة والمجتمع.” مضيفة: “علينا العمل بنظام الحوافر (للدارسات) لضمان عودتهن إلى مراكز محو الامية، وجذب النساء إلى التعليم كحل عملي للقضاء على الأمية. “