مزار أولاد الإمـــــــام الكاظـــــــم (ع).. من المعالم الدينية والأثرية في كربلاء

عامر جليل إبراهيم
تصوير: إعلام الأمانة العامة للمزارات الشيعية

على بعد (9) كيلومترات عن قضاء الهندية، في منطقة (المنفهان)، شرقي محافظة كربلاء يقع مرقد ومزار أولاد الإمام الكاظم (السيد حسن والسيد سليمان والعلوية خديجة) “عليهم السلام أجمعين”.مجلة “الشبكة العراقية” زارت المرقد الشريف وتجولت فيه، وكان لقاؤنا الأول بالسيد حمزة حسين الزيدي، الأمين الخاص للمرقد، الذي حدثنا عن المزار الشريف قائلاً:
يضم المرقد أولاد الإمام الكاظم وهم (الحسن وسليمان وخديجة) “ع”، الذين استشهدوا في 1 رجب سنة 205هـ في منطقة تسمى (عوكلان) بأطراف الكوفة بعد معركة دامية مع أعوان الخليفة المأمون العباسي في واقعة (البؤنس).
كان أولاد الإمام الكاظم (ع) قد استقروا في هذه المنطقة ثلاث سنوات بعدما قدموا إليها من الكوفة وعملوا على نشر تعاليم الإسلام السمحاء، وقد بنت السيدة خديجة الصغرى (خاناً) عرف باسم (خان خديجة) لإيواء زائري الإمام الحسين (ع)، وهو محطة ارتجال كبيرة، إلا أن حالهم لم يدم، فقد كانت عيون المتربصين بهم كافية لإنهاء حياتهم، إذ جرى قتلهم هناك.
مراحل العمارة
حول مراحل إعمار المرقد يقول الزيدي: مر المرقد الشريف بمراحل إعمار عدة، كانت الأولى في العهد العثماني، أما المرحلة الثانية فكانت في العام1964م، تلتها الثالثة في سنة 1999، ثم الرابعة في 2010 بعد انضمام المزار إلى الأمانة العامة للمزارات الشيعية.
تفاصيل المزار
أثناء تجوالنا في المرقد، التقينا مسؤول الشعبة الهندسية لمزارات كربلاء، المهندس زيدون الدفاعي، ليحدثنا عن تفاصل المزار قائلاً:
يقع مزار أولاد الكاظم وسط منطقة ريفية، بمساحة قدرها 4 دونمات و300 متر مربع، ويتضمن حرمين متقابلين، أحدهما يرقد فيه السيد إبراهيم والسيدة خديجة، بناؤه قديم جرى ترميمه ليكون بصورة لائقة بمساحة 350 متراً مربعاً، تعلوه قبتان فوق القبرين الشريفين إحداهما مبنية بالطابوق والأخرى معدنية بارتفاع 12 متراً. أما الحرم الثاني فيرقد فيه السيد سليمان، وبناؤه قديم أيضاً ومتضرر، بمساحة 250 متراً مربعاً، وجدرانه مليئة بالشقوق وأسسه متآكلة بسبب الرطوبة، إلا أن الأمانة العامة للمزارات الشيعية قامت بإعداد التصاميم اللازمة لإعادة اعماره بطراز إسلامي جميل. يحتوي التصميم الجديد على قبة بقطر 6 أمتار وارتفاع 15 متراً، بمساحة قدرها 600 متر مربع، إلا أن المشروع لم تجرِ المباشرة به حتى الآن، وقد أنجزت الأمانة العامة للمزارات الشيعية أعمالاً عدة في المزار تراوحت بين صيانة الأبنية وتوفير جميع احتياجات المزار الشريف.
النشاطات الثقافية
وعن النشاطات الدينية، حدثنا السيد لطيف نجم عبد الله، المعاون الثقافي للمزار، قائلاً: تقام في المزار الشريف فعاليات دينية وثقافية، وأخرى قرآنية، وعلى مدار السنة، فضلاً عن إحياء مناسبات ولادات ووفيات آل البيت عليهم السلام، منها على سبيل الذكر: المولد النبوي، واستشهاد الرسول، واستشهاد الإمامين الحسن والحسين، واستشهاد الإمام الكاظم (عليهم السلام) وغيرها الكثير. ويضيف عن أعداد الزائرين بالقول: يتوافد على المرقد زوار من جميع دول العالم الإسلامي، منها: إيران والسعودية والبحرين ولبنان ودول إفريقيا، وتقدر أعداد زائريه بحدود 20000 ألف زائر سنوياً، تتضاعف هذه الأعداد في الزيارات المليونية، والزيارة الخاصة في يومي (الجمعة والسبت)، والزيارة العامة تكون في يوم استشهاد الإمام الكاظم (ع) في 25 رجب. مؤكداً أن المرقد يستوعب بحدود 25000 ألف زائر.