مستشفى العلوية.. نقصٌ في الأجهزة والملاكات

سها الشيخلي /

افتتح مستشفى العلوية بشكل رسمي عام 1969 بعيادة صغيرة وأربع ردهات وبطاقة 180 سريراً ثم توسع وفتحت اقسام جديدة فيه فضلاً عن ادخال الطرق الحديثة بالطفل في اثناء الولادة وتوسع في السعة السريرية حتى اصبحت (322) سريراً وبواقع ست وحدات لكل وحدة 20 سريراً اضافة الى حالات الولادة والخدج وشعبة الطوارئ والعيادة الاستشارية ومصرف الدم ومختبر وسونار وغيرها من الاقسام المهمة كما انه مركز تدريبي معتمد ومعترف به دوليا.
ردهة الوحدة الاولى
في ردهة الوحدة الاولى وجدنا بعض المريضات فوجدنا ان الأفرشة والشراشف كانت غير نظيفة كما وجدنا بقايا بعض طعام الفطور في صينية تحت السرير، مسؤولة الوحدة الممرضة رقية داود سلمان (ممرضة فنية) تحدثت لمجلة “الشبكة” قائلة: ان الردهة تستقبل يوميا من 50-60 حالة ولادة واكثر الحالات تكون طبيعية واحيانا هناك حالات ولادة قيصرية، مبينة ان المريضة تقصدنا بعد الكشف عليها في قسم الاستشارية الذي يحدد نوع الولادة طبيعية كانت ام قيصرية، ويتم ادخال المرافقة مع المريضة في الحالات الحرجة. وعن اجور الولادة أكدت ان ذلك من اختصاص الحسابات، إلا ان أحدى المرافقات اكدت ان الولادة الطبيعية سعرها (25) الف دينار والقيصرية (250) الف دينار وفي صالة الخدج فبقاء الطفل الخديج في الحاضنة لكل ليلة (50) الف دينار، واكدت المسؤولة ان الادوية متوفرة، وتحدثت الينا احدى المرافقات انها استنجدت بزوج المريضة بعد ان تركتها وهي في حالة حرجة كي يشتري قنينة المغذي من خارج المستشفى لأن ما متوفر قد نفد، فيما اكدت احدى المرافقات ان ابنتها في حالة ولادة وتحتاج الى قنينتي دم غير متوفرتين في قسم المصرف ما جعلهم يطالبوننا باحضار احد اقرباء المريضة على ان يكون دمه (O سالب) وقد ذهب شقيق المريضة للبحث عن مثل هذا الشخص وتتساءل ما هو دور قسم مصرف الدم اذن؟
قالت احدى المرافقات ان قريبتها ولدت طفلاً ميتاً ولكن الممرضة المسؤولة عن الردهة تطالب ذوي المريضة بـ(الإكرامية) مع ان الأم قد فقدت طفلها .. الا ان الاكرامية هنا عن سلامتها هي اما طفلها فهو قد مات (قضاء وقدرا) وكانت المرافقة تتوسل في امهالها لحين حضور زوج المريضة ليقوم (بالدفع) ، حالات غير انسانية وجدناها تؤكد جشع العاملين في المستشفى وغياب الحس الانساني لدى بعض الممرضات مع غياب المتابعة من قبل ادارة المستشفى .
احدى الممرضات اشارت الى وجود ممرضات (فضائيات) يتسلمن الرواتب كل راس شهر ولا يقمن باعمال تذكر وتؤكد ان بعضهن قريبات المسؤولين في الوزارة ..
في الحقيقة وجدنا ارضية المستشفى في حالة نظافة كبيرة ذلك لأن عمال التنظيف كانوا من (العمالة الآسيوية) وقد تكون هذه الصفة الايجابية الوحيدة في هذا المستشفى.
قسم الاستشارية
دخلنا غرقة صغيرة مكتظة بالنساء الحوامل بعد التدافع والفوضى وبعد الاستعانة بمرافقتنا في الجولة التقينا الخبيرة الاستشارية الدكتورة ايناس الحمداني رئيسة قسم النسائية وبرغم كل ذلك الزحام كانت الدكتورة تبتسم حيث قالت: في كل الاستشاريات في المستشفى هذه يتم استقبال من 150ـ200 مريضة يوميا اي نحو 500 مراجعة يوميا، وهذا المستشفى تعليمي وفيه كوادر متقدمة كماً ونوعاً وبالتاكيد يقدمون خدمة متقدمة مشيرة إلى ان هذا الزخم يعد علامة ايجابية وان معدل الولادات يوميا (80) ولادة وان الخصوبة معروفة في بلدنا حيث تشكل (3و4%) وهي نسبة موازية للدول المجاورة مؤكدة ان هذا المستشفى يغطي ما نسبته 25- 30% من ولادات الرصافة ويستقبل الحالات الحرجة والعادية على مدى 24ساعة وحالات الوفيات تكاد تكون صفرا.
وبصعوبة استطعنا ان نشق ذلك الزحام ونخرج من الغرفة حيث تلقفتنا السيدات بالتوسل ان نساعدهن في الوصول الى الدكتورة ايناس بالادعاء ان هذه المريضة قريبتي او حتى (عرف) او واسطة (هكذا وصلنا .. فالواسطة قد عمت الجميع حتى للاشخاص الذين لا نعرفهم ) لماذا لا تجري الفحوصات بشكل نظامي والوقوف حسب الدور او بالارقام التي توزع على النسوة .. لماذا هذا الشكل غير الحضاري .. التدافع والتوسل والبحث عن اية طريقة لإنهاء هذه المهمة؟ الا ان النسوة تفرقن بشكل كبير ومفاجئ عندما وجدنا زميلي المصور يهم بالتقاط صور لذلك التزاحم ..
قسم السونار
تحدثت الينا الدكتورة حميدة من قسم السونار قائلة : مع ان يوم السبت يشهد المستشفى الهدوء وقلة في المراجعات ومع ذلك فاننا استقبلنا حتى الان 80 مريضة وفي الايام الاخرى نستقبل 120-130 مريضة وهذه الأعداد الكبيرة تؤثر على كفاءة الجهاز، ولدينا جهازان فقط ونحن اثنتان فقط نعمل عليهما لذلك فنحن دوما مرهقات، وقد اقترح المدير زيادة في اعداد الاطباء واجهزة السونار ولكن لا جواب والسبب يكمن في تخطيط الدائرة واننا لم نتحدد بالرقعة الجغرافية فدوما تردنا حالات طارئة لا نستطيع ارجاعها ولا احد يلبي طلباتنا فقد اقترحنا رفدنا بطبيب اخر وبجهاز سونار اخر فلا احد يسمعنا.
قسم المختبر
واكد مسؤول المختبر نعيم سلمان (رئيس كيمياوي اقدم) ان القسم يعاني من زخم العمل حيث يراجعنا يوميا (50) مراجعا وهم من وحدة الكيمياء السريرية ووحدة امراض الدم ووحدة الاحياء المجهرية وحصل مختبرنا عام 2017على نظام الاعتماد العالمي وهي شهادة توثيقية بان نتائج المختبر معترف بها دوليا.
مدير المستشفى
وبعد انتهاء جولتنا في المستشفى (ومثلما طلب مديرها ) التقينا الدكتور ألفت محمد علي النقاش الذي لفت في حديثه لمجلة الشبكة ان النظام الصحي يعتمد على توفير الخدمة لواقع معين فعندما تنشأ المراكز الصحية يتم احتساب عدد نفوس المنطقة التي ستقدم لها الخدمات فاما يكون الواقع المقدم من واحد الى واحد او من واحد الى اثنين او من واحد الى اربعة حسب الكوادر الطبية المتوفره مقابل عدد المرضى فكلما تكون الخدمة المقدمة بشكل مركز ينعكس ذلك على جودة الخدمة، وعالميا فان الطبيب الواحد عليه معالجة (10) مرضى ولكن في العراق فكل طبيب عليه ان يعالج من (1000-2000) مريض وهذا الامر مزعج للطرفين ، والذي لا يعرفه الناس ان المراجعة الطبية هي ليست تسوقا بل تستدعي التفكير بالنسبة للطبيب لكي يتوصل الى تشخيص وفحص دقيقين وتحاليل ومستلزمات كثيرة لكي يتوصل الى النتيجة من خلال ما تعلمه وهذا لا يحصل لدينا بسبب كثرة المرضى الذي يجعل الطبيب يفكر بسرعة. اما عن عديد المرضى الذين يتم فحصهم في المستشفى فاكد الدكتور النقاش ان العدد يتراوح بين 200-300 مريض فقط في الصباح وخلال 24ساعة سيكون العدد اكبر ليصل العدد من 400-500مريض، اما دخول المستشفى فالعدد يتراوح بين70-90مريضة يوميا بين عمليات نسائية وجراحة ثدي الى ولادات لذا نقدم خدمات عدة في المستشفى والتي تستدعي جهودا اكثر وكذلك الجهود التمريضية تكون اكثر ولدينا كادر تمريضي نحو (200) ممرضة وهذا لا يكفي حيث يحتاج المرضى في الردهات الى اكثر من (4) ممرضات لكل ردهة، واكد النقاش ان الكوادر الطبية والتمريضية قليلة جدا ولا ممكن توفيرها بسهولة كون البلد بحاجة ماسة الى الخدمات الطبية وعن الأجهزة اكد انها متوفرة ،الا ان كل الأجهزة لها عمر محدد ويجب استبدالها، وعن الادوية اشار إلى انه يعمل على توفير قدر الحاجة حيث لدينا صلاحية شراء والمريض يصرف له العلاج عند رقوده في المستشفى ولكن عند ذهابه الى البيت يكتب له العلاج الذي ليس من مسؤولية المستشفى لذا عليه الشراء ، اما بعض الاطباء فيكتب العلاج للشراء من الخارج والمريض راقد فالسبب ان الطبيب لا يتعب نفسه في معرفة ما موجود من الادوية في صيدلية المستشفى، وعن اسعار الولادة فهي (25) الف دينار والعملية (50) الف دينار.
الجناح الخاص
التقت المجلة برئيسة الممرضات سميرة فليح مسؤولة الجناح الخاص التي لفتت ان الجناح يتميز بـ(سويتات) وغرف خاصة بالمريض ومرافقه ومبيت مع المريض ويدفع المريض تامينات من ضمنها اجور العمليات الوسطى (300)الف دينار تشمل اجور الغرفة والعملية والعلاج ، أما العمليات الكبرى فيدفع المريض(500) الف دينار والولادة البكرية اجورها (250-300) الف دينار اضافة الى الخدمات الفندقية والمستلزمات والطعام وكذلك الادوية والتخدير، وتؤكد ان الجناح الخاص مستكمل الخدمات، بعد ذلك غادرنا الجناح الخاص الذي تميز بالاناقة والنظافة ورقة مسؤولة الجناح.
مهمة
كنا نحمل كتاب تسهيل مهمة من دائرة صحة الرصافة يبين عملنا الا اننا وجدنا كل الابواب موصدة بوجهنا، فمسؤول الإعلام كان في مهمة رسمية وبحثنا عن رديفه فلم نجده واخذتنا الفوضى والتدافع الى غرفة مدير المستشفى وبعد ان حمل له مدير مكتبه كتابنا اخبرنا ان المدير لا يرغب في لقاء الصحافة ولا الاعلام وهو مشغول الان ولديه اجتماع، وبقينا ننتظر فخرج رجل واحد فقط من الاجتماع ، وقال لنا السكرتير ان المدير يقترح ان نقابل المسؤولين في الاقسام والردهات ثم نعود اليه، لينظر في طلبنا مع تاكيد السكرتير ان المدير لم يلتق ابدا بالصحافة ولا يرغب في ذلك، تجرعنا .. ذلك لكي لا تذهب مهمتنا هباء وقمنا بجولة في المستشفى.