#خليك_بالبيت
رجاء الشجيري /
المهمات البطولية الساندة لحماية أرض الوطن وسيادته وأرواح المواطنين ليست بجديدة على قواتنا الباسلة بمختلف قطاعاتها، فهي من حقّقت أروع الانتصارات على أسوأ وأبشع عدو شهده التاريخ “داعش الإرهابي” وطهرت الأرض منهم وما زالت تلاحق للآن فلولهم النائمة المتبقية.. قواتنا البطلة شهدت تحدياً جديداً غير معهود في تفشي جائحة كورونا وكيفية التعامل معها، وقد كان لهم الدور الكبير في التصدي لوباء كورونا ومحنة الحظر الوقائي الصحي وتفاصيل المواطنين وحمايتهم وتلبية متطلباتهم في استنفار شديد من كل قطاعات جيشنا، كل حسب دوره وإمداداته، قوات الجيش والشرطة والدفاع المدني وكذلك قوات الحشد الشعبي يشكّلون قوّة لها أبعادها الجديدة في ضبط الأمن أثناء الحظر الصحي من جهة وتثقيف الناس وإرشادهم في إدراك مخاطر وباء فتاك.. مجلة الشبكة كانت لها التفاتة في تسليط الضوء على الجهود المبذولة لقوات الجيش في الجانبين الأمني والإنساني..
فرق الجيش وحالات الطوارئ
اللواء خالد محنة الناطق الرسمي لوزارة الداخلية تحدّث لمجلة الشبكة بقوله: أشرف وزير الداخلية ياسين طاهر الياسري على حزمة كبيرة من أعمال وزارة الداخلية في هذه الظروف الاستثنائية، منها حملات التعفير، إذ باشرت مديرية الدفاع المدني وقوات الشرطة الاتحادية بحملات تعفير واسعة شملت المناطق الشعبية والأسواق والساحات والشوارع العامة وغيرها.
ويضيف: الجانب الثاني الذي عملت عليه وزارة الداخلية هو موضوع تثبيت الأسعار وكان هناك توجيهات إلى مديري الشرطة ومديرية مكافحة الجريمة الاقتصادية بضرورة النزول إلى الأسواق والعمل على منع ارتفاع أسعار المواد والسلع، والتصدي لمحاولة بعض المتاجرين بالأزمات احتكار المواد الغذائية بقصد رفع قيمتها، الا أنّه بسبب المتابعة الشديدة من هذه المديريات الحمد لله كان هناك ثبات ونزول في أسعار المواد الغذائية، إضافة إلى جهود وزارة الداخلية وقواتنا في تسيير حركة الشاحنات الناقلة، التي تنقل المواد الغذائية والمزروعات، وكذلك كان لقواتنا الدور المهم في الجانب الإنساني، إذ نقلت شرطة النجدة أكثر من ثلاثة آلاف حالة في بغداد فقط إلى مستشفيات الولادة إضافة إلى حالات صحية طارئة أخرى وضرورات ملحّة كان المواطنون بحاجة اليها.
بينما تحدّث اللواء يحيى رسول عن دور قواتنا البطلة قائلا: قطاعات الجيش كان لها الدور المهم في إجراءات الحظر الوقائي الصحي، لا سيما قطاعات الجيش الموجودة في بغداد وبضمنها قطاعات الفرقة السادسة من الجيش والفرقة الحادية عشرة، وكذلك في الجنوب الفرقة السابعة عشرة، وتم إرسال عدد من القطعات والأفواج إلى بعض المناطق الشعبية، منها مدينة الصدر لتعزيز قوات الشرطة في موضوع الحظر الوقائي والحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين، فضلاً عن الإسهام الفاعل في حملات التعفير المستمر وتوفير احتياجات المواطنين المختلفة لا سيما العائلات المتعففة.
ويتابع: ولا ننسى ما قام به أبطالنا في القوة الجوية العراقية عندما ذهب طاقم طائرة (سي 130) إلى جمهورية الصين الشعبية، إذ أسهمت هذه الطائرة في نقل المعدات والتجهيزات الخاصة بوزارة الصحة، دور قوات الجيش مستمر ومهمتنا الحفاظ على الشعب والأراضي العراقية..
قوات مشتركة
وعن العلاقة ما بين قوات الجيش والمواطنين بعد المراحل الحرجة التي مر بها البلد تحدّث اللواء تحسين الناطق باسم القوات المشتركة قائلاً: البلد يمر بمرحلة صعبة، وبعد سلسلة انتصاراتنا وملاحقتنا لفلول داعش الإرهابية، استعدنا الكثير من الثقة والتعاون مع المواطنين، إذ أصبحت العلاقة بيننا ذات بعد أعمق وأوسع في التعاون والمساعدة المتبادلة، مهمة قواتنا حماية البلد والمواطنين وتقديم كل ما يعزز هذا الأمان والحماية، وقد طبّقتْ قواتنا بمختلف قطاعاتها قرارات خلية الازمة عبر مساعدة الكوادر الطبية وحملات التعفير، ومتابعة عدم تجمّع المواطنين ومخالفتهم للحظر الصحي، والمساعدة في تسيير المركبات الخاصة والعامة للضرورة، إضافة إلى مهمة جديدة لها أهميتها لقواتنا في نشر الوعي وتثقيف الناس بتجنُّب الإصابة بوباء كورونا وعدم الاستهانة به وشرح أبعاد أضراره المميتة، وهي مهمات ليستْ جديدة على قواتنا البطلة، فهي من ساعدت على بناء المدارس والجسور المتضررة وإعادة العائلات المهجرة لبيوتها ومناطقها بعد تخليصها من الإرهاب.
قوات الجنوب
أمّا الجنوب حيث محافظة ميسان فقد خصّ العميد جبار شنين خنجر مدير قسم العلاقات والإعلام في شرطة ميسان مجلة الشبكة العراقية بقوله: تواصل تشكيلات قيادة شرطة محافظة ميسان والمنشآت مهام عملها اليومي بالعمل الجاد و تعزيز أمن المحافظة وتوفير الأجواء الآمنة للمواطنين في الأحياء والمناطق السكنية والتعامل بحزم مع المخالفين، والاستمرار في تنفيذ أوامر القبض الصادرة من القضاء وحسم القضايا التحقيقية ضمن السقف الزمني المحدّد لها وإنجاز متطلبات المراجع و تنفيذ جميع الواجبات الأمنية الرامية إلى استقرار محافظة ميسان.
وفضلاً عمّا تقدّمه من عمل أمني وخدمي وإنساني مميّز نفذت شرطة ميسان مقرّرات خلية الأزمة في المحافظة وشرعت بالعشرات من المبادرات الإنسانية والخدمية في ظل حظر التجوال الوقائي، تلك المبادرات كان من شأنها تقليل الإصابة بفيروس كورونا ونأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريباً بفضل تعاون والتزام الأهالي وجهود الكوادر الصحية والأجهزة الأمنية والدوائر الحكومية الأخرى .
هذا واستنفرت قيادة الشرطة عجلاتها وآلياتها في إجراء عمليات التعفير والتعقيم التي شملت دوائر المحافظة ومؤسّساتها كافة ومنها الأمنية ومناطق المحافظة كما اشترك معها فريق الاستجابة للحوادث CBRN وشرطة حماية البيئة التابعة إلى مديرية الدفاع المدني في حملاتها للوقاية من فيروس كورونا.
وفي ما يخص الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا نفذت كل مقرّرات خلية الأزمة وسمحت للأجهزة الأمنية والمؤسّسات الخدمية التي تقدّم خدماتها الأساسية للمواطنين والمستشفيات ووسائل الإعلام المرخّصة وحركة صهاريج المشتقات النفطية وعجلات أسطوانات الغاز (المجازين رسمياً) والصيدليات العاملة في المناطق السكنية وحركة البضائع والمواد الغذائية وعجلات أعلاف الحيوانات والأسماك والدواجن والعجلات الخاصة بنقل الموظفين العاملين في الحقول النفطية المرخّصة وفرق الصيانة التابعة لشركات الاتصالات والعجلات الخاصّة بعملية الحصاد والتسويق، فضلاً عن مراعاة الحالات المرضية والطارئة وتقديم كل التسهيلات اللازمة، وشدّدت إجراءاتها في غلق منافذ المحافظة الرئيسة بالكامل واستثناء عجلات الحمل الخاصة بالمواد الغذائية والطبية والمستثناة بقرارات من خلية الأزمة مع اتخاذ الإجراءات الأمنية والصحية قبل دخولها، وتأكيدها تجنُّب حضور التجمعات وتطبيق فرض حظر التجوال حفاظاً على حياة الجميع.
ومن بابل أكد العقيد كاظم لفتة سندال الدور البطولي بين مختلف قطاعات قواتنا قائلاً: منذ بدء الحظر الصحي تشكّلت خلية أزمة مركزية في بابل، ولجان فرعية في الاقضية والنواحي، لغرض تنسيق العمل بين الدوائر الخدمية والأمنية وبأسلوب مركزي وحسب تطورات الموقف يوميا، وما زالت محافظة بابل تحت السيطرة بالنسبة لانتشار فايروس كورونا، فضلاً عن التوجيهات المستمرة للسيد وزير الداخلية والسيد قائد الشرطة.. بالتواصل مع الكوادر الصحية كافة ورفع المعنويات، وكذلك تم توزيع كثير من السلات الغذائية للعائلات المتعففة، والمساندة الكاملة في عملية المتابعة والحجر المنزلي، والتنسيق مستمر وبشكل يومي من الناحية الأمنية، ومن ناحية التعفير للدوائر والأسواق وكذلك تسهيل وتسيير أمور المواطنين.
مبادرات قوات الحشد الشعبي
بينما أكد ضياء الجشعمي إطلاق حملتي مؤازرة من هيئة الحشد الشعبي، الحملة الأولى اسمتها “كبح الجائحة” موضحاً أن هذه العملية اشترك فيها ما لا يقل عن خمسة آلاف مقاتل من مقاتلي هيئة الحشد الشعبي، إضافة إلى ألف آلية من آليات الحشد بين الصهاريج والعجلات الصغيرة التي تقوم بعمليات التعفير ونقل المواد والمساعدات في محافظة بغداد، على جانبي الكرخ والرصافة، وقد رافقت عملية “كبح الجائحة” عملية أخرى أطلق عليها “حملة وعي” وهي ذات محورين، الأول التعفير والتعقيم وهي مستمرة، والثاني توعية المواطنين وتوزيع بعض الملصقات للتحذير من مخاطر الوباء.
ويضيف: كان لمديرية الاعلام الحربي دورٌ مهمٌ في تصنيع الكمّامات والقفازات وتصنيع مواد التعفير وتوزيعها بين دوائر الدولة والقوات الأمنية والمواطنين، وكذلك صنعت مديرية المعدات الفنية في الحشد الشعبي جهازاً خاصاً لتعقيم المواطنين، وقد تم توزيع الأجهزة بين الدوائر والمستشفيات والمراكز الصحية لتعقيم المواطنين والموظفين عند الدخول والخروج من المؤسسات.