مهرجان الربيع في الموصل.. الحياة والسلام والإعمار

أربيل / الشبكة العراقية/

استعادت الموصل هذا العام واحداً من أبرز مهرجاناتها التقليدية السنوية، بمشاركة نخبة من المبدعين والمثقفين والفنانين والمهتمين بالشأنين الثقافي والفني. (تحسين حداد)، رئيس نقابة الفنانين فرع نينوى، أوضح أن مهرجان الربيع الذي انطلق عام 1969 بمبادرة من محافظها آنذاك (علاء الدين البكري)، كان مهرجاناً دولياً تشترك فيه فرق عراقية وعربية وأجنبية.
أشار حداد الى أن الاحتفال بمهرجان الربيع كان يستمر لأكثر من أسبوع في مركز مدينة الموصل والأقضية والنواحي التابعة لها، حيث تستعرض المواكب المشاركة أمام الجمهور، التي تتحدث عن عادات وتقاليد ومهن وحرف موصلية قديمة جداً في اليوم الأول، وأيضا كانت تتزامن معها مواكب سيارة، (ورفع الأعلام والكشافة وجامعة الموصل والسلام الجمهوري والعديد من الأمور التي تتعلق بهذا الجانب).
جلسة العروسة
وبين حداد أن “الاستعراض كانت ترافقه فعاليات، لعل أشهرها القفز المظلي. تقدم بعدها مديرية تربية نينوى قسم النشاط المدرسي حفلاً فنياً في مسرح الربيع نفسه، الذي أسسه المحافظ آنذاك، وهو أقدم مسارح الموصل، وأيضاً كانت تقام أوبريتات تتحدث عن العادات والتقاليد والمهن الموصلية القديمة، منها أوبريت (جلسة العروسة) وأوبريت (باب الطوب أيام زمان)، وكثير من الأوبريتات الجميلة، وأنا كنت أحد المشاركين في تلك الأوبريتات حينها.”
وردة الجزائرية
وفي اليوم الثاني من ذلك المهرجان أقامت نقابة الفنانين حفلاً غنائياً موسيقياً حضره فنانون عرب وفرق أجنبية من خارج العراق، وجرى حينها التعاقد مع الفنانات وردة الجزائرية ونجاة الصغيرة ودلال شمالي وسميرة توفيق، وكذلك الفنان صباح فخري.
مواكب الإعمار
وقال حداد: “بعد تحرير محافظة نينوى من عصابات داعش الإرهابية الإجرامية، بدماء الشهداء الأبطال من قواتنا الأمنية البطلة بكل صنوفها ومسمياتها، تعود الموصل لتنظم مهرجان الربيع من جديد.”
مبيناً أن “المهرجان توقف بعد عام 2003 لسنوات عديدة، لكننا تمكنا من إعادة المهرجان في عام 2018 ولكنه كان بشكل صغير، ونقطة بداية، وفي العام السابق أيضاً كان المهرجان ناجحاً. واليوم يزهو مهرجان 2024 بحلة جميلة، إذ ارتأت المحافظة أن تعيد إقامة مهرجان الربيع، الذي يمثل قيمة كبيرة عند الموصليين، إذ إن لهم فيه ذكريات كثيرة وجميلة، وهو أشبه بالعرس السنوي، وفي هذا العام تقام الدورة الـ 37 للمهرجان، وهو يختلف عن السنوات السابقة، إذ إنه إضافة الى المواكب والفرق الفلكلورية لمكونات محافظة نينوى، يتزامن مع موكب الإعمار لمحافظة نينوى، الذي يتحدث عن المشاريع التي يجري تنفيذها في هذه المحافظة خلال هذه الفترة بعد التحرير.”
فسيفساء الموصل
وأشار الى أن مجلس محافظة نينوى شارك بموكب يعبر عن مكونات مدينة الموصل من العرب والكرد والشبك والإيزيدية والكاكائية، كما تضمن إلقاء كلمات وفعاليات ونشاطات للمدارس التابعة للتربية، وأيضاً فعاليات مسائية من قبل نقابة الفنانين من خلال إقامة حفل غنائي موسيقي في ساحة باب الطوب في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، أقامته فرقة نينوى الموسيقية الشرقية التابعة لنقابة الفنانين، وأيضاً شهد المهرجان مشاركة ستة مطربين في هذا الحفل، الذي كان حفلاً شعبياً للناس البسطاء في متنزه باب الطوب. وفي اليوم الثاني كان هنالك معرض للفنون التشكيلية في مسرح الجامعة، إضافة الى عرض مسرحي في كلية الفنون بمسرح الجامعة.
رسالة حب وسلام
يبقى مهرجان أم الربيعين رسالة حب وسلام لكل العالم، بأن المدينة مستقرة وآمنة، وهنالك حركة إعمار وبناء واسعة، وأن الناس يعيشون حياتهم الطبيعية بسلام وطمأنينة، وانتهت العهود الأخرى المظلمة، عهود التطرف واستهداف المكونات، انتهت ولله الحمد بفضل قواتنا الأمنية البطلة التي تسهر ليلاً ونهاراً من أجل نشر الأمن والأمان في هذه المحافظة العريقة بتاريخها الفني والثقافي.