نكهة العيد لدى الأطفال طعمها مختلف عيد الأضحى المبارك… طقوس وتقاليد تعبّر عن فرحة الناس

ملاذ الامين/
طه حسين/

يحيي المسلمون في جميع ارجاء المعمورة منذ بداية شهر ذي الحجة من كل عام عيد الاضحى الذي يصادف في العاشر من الشهر وهي أيام حج المسلمين الى بيت الله الحرام في مكة المكرمة وأداء الطقوس والعبادات فيها.
ولدى الجميع طقوس مفرحة يمارسونها في هذه الأيام لتعبّر عن سعادتهم من خلال اللقاء بأهلهم ومحبيهم من الأصدقاء والأقرباء الا أن نكهة العيد لدى الاطفال طعمها مختلف، لأنها مغمّسة بالعيديات والملابس الجديدة والتمتّع بالالعاب برفقة الأهل والاصدقاء مع زيارة مراقد الاولياء والصالحين القريبين من مناطق السكن، فمدن العراق تتميّز عن باقي مدن العالم بأنّها تحتفظ في تربتها بأكثر من عبد صالح؛ سواء كان نبياً او ولياً او إماماً.
نينوى
السيدة عبير القيسي من مدينة الموصل تقول: إن “أهالي مدينة الموصل اعتادوا خلال الاعياد أن يزوروا مرقد نبي الله يونس (ع) في اليوم الاول ثم يقضون بقية أيامهم بالتنزه في غابات الموصل، أما أهالي اربيل وبعد الصلاة في جامع جليل الخياط وهو أحد أبرز المساجد في الشرق الأوسط، بني عام 1997، فإنهم يقضون باقي أيام العيد في مصايف شقلاوة وصلاح الدين وبالنسبة لمدينة كركوك فإنّها تضم بيئة متعددة القوميات من العرب والتركمان والكرد ويقصد أهلها في اليوم الأول من العيد مقام الامام زين العابدين بن علي في داقوق جنوب كركوك ثم يتمتعون في المتنزهات ومناطق الالعاب، لكن محافظة صلاح الدين المتميزة بكثرة المزارات الدينية والتاريخية، ففيها سامراء حيث مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، وتتم زيارتهما طيلة أيام الاسبوع.
بغداد
وتشهد بغداد زحاما شديدا أيام الاعياد كونها تحتضن مراقد الائمة وعلماء الدين (الإمامين الكاظمين والامام الاعظم والشيخ عبد القادر الكيلاني والخلاني وسلمان الفارسي…) ما يتطلب توفير جهد أمني وخدمي كبير لاستيعاب الزائرين الى جانب وجود المتنزهات والحدائق التي تحتوي على الالعاب الخاصة بالاطفال والكبار وفي مناطق من الكرخ والرصافة.
الحاج جواد مسلم صاحب محل في الكاظمية أوضح أن “تجارتنا تزدهر مع مواسم الزيارة الى الامامين عليهما السلام، إذ يقصد المؤمنون المدينة من جميع أصقاع المعمورة وهناك شركات سياحية متخصصة لتنظيم الزيارات الى المدينة التي توسّعت فيها الفنادق ومرائب المركبات والمحال التجارية لتلبية احتياجات الوافدين الاجانب، هذا بالاضافة الى أعداد مضاعفة من الوافدين من مختلف مدن ومحافظات العراق”.
وأضاف أن “أصحاب المحال يجتهدون قبل مواسم الاعياد بتكديس أنواع متعددة من السلع في مخازنهم تمهيدا لتصريفها خلال أيام العيد، إذ تكون القدرة الشرائية مرتفعة لدى المواطنين بشكل عام، وكانت الحكومات السابقة تمنح الموظفين مبالغ مالية مضافة لرواتبهم قبل العيد وفي نفس الوقت يخصّص كبار التجار مبالغ (إكرامية) للعاملين لديهم قبل قدوم العيد ما يزيد من القدرة الشرائية ويتّجه أغلب المواطنين نحو اقتناء الملابس والتمتع بأجواء الحدائق والمناطق التراثية والآثارية”.
الفرات الأوسط
تحتضن مدن الفرات الاوسط عددا من مراقد الائمة والصالحين ما يجعلها قبلة يقصدها المحتفلون بالعيد للتبرك بزيارة الائمة والاولياء، ففي النجف وكربلاء مراقد الائمة الاطهار عليهم السلام علي بن أبي طالب (ع) رابع الخلفاء الراشدين والامام الحسين بن علي (ع) إضافة الى أولاد الائمة وأصحابهم في القاسم والمحاويل ومدن كثيرة أخرى تتميّز بوجود مقامات لآل البيت في محافظات البصرة والناصرية والديوانية، ما يجعلها مقصدا للزيارات خلال مناسبات متعددة، لا سيما أيام الاعياد الدينية، بينما اتخذ أغلب سكان المحافظات هذه المقامات مواقع لدفن موتاهم من ذويهم وأقربائهم.
ولا بد أن نذكر أن المواقع الاثارية في بابل تكون مقصدا للزائرين من محافظة بابل ومن مناطق متعددة من البلاد إضافة الى الزوار الاجانب، إذ يقضي الزائرون أوقاتا ممتعة قرب أسد بابل ويلتقطون الصور قربه وقرب بوابة عشتار وشارع الموكب والاثار الاخرى المنتشرة في الموقع.
البصرة
مدينة البصرة تحتوي على مواقع تاريخية وتراثية كثيرة، ففيها مقبرة الحسن البصري التي تعدّ واحدة من أقدم المقابر الإسلامية ويزيد عمرها على 14 قرناً بالاضافة الى جامع البصرة القديم وجامع المقام (مقام الامام علي) ومرقد زيد بن صوحان العبدي، حامل راية الإمام علي بن أبي طالب في معركة الجمل، ناحية السيبة 55 كم جنوب مدينة البصرة، ومرقد أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين، في قضاء المدينة، 120 كم شمال المدينة بالاضافة الى عبد الله بن علي الهادي في منطقة العشار، وعلي بن يقطين في منطقة البصرة القديمة، وحسن الجبيلي في منطقة الجبيلة.
وأصبح أغلب هذه المراقد مقابر لعامة المسلمين، لذا فإن زيارتها في أول أيام العيد من المسلمات، بينما يسعى أغلب المواطنين الى قضاء الأيام المتبقية بين شارع كورنيش شط العرب ومنطقة العشار حيث المقاهي والكازينوات العائلية المخصّصة للألعاب وقضاء أوقات طيبة بضمنها تناول الاطعمة المتعدّدة وعلى رأسها السمك المسقوف.
العيد والأمن
والأيام المفرحة لا تكون كذلك عند انعدام الأمن واختلال النظام، لذا فإن الجهات الامنية تسعى بكل جهدها لتوفير أجواء آمنة للعوائل كي تحتفل بفرح في هذه الأيام الممتعة.
مدير العلاقات والاعلام العميد جودت عبد الرحمن، أكد لمجلة الشبكة أن “مديرية الدفاع المدني اتخذت جمله من الاستعدادات الاستباقية قبل حلول الأعياد والمناسبات بدأتها بإجراء الكشوفات على المناطق الترفيهية والألعاب للتأكد من سلامتها وتوفير مستلزمات الإطفاء والدفاع المدني مع التشديد على متابعة الألعاب التي تكون فيها نسبة الخطورة أعلى من غيرها، إذ تتابع أحزمة الامان الرابطة وكذلك الصيانة الدورية لها من قبل الشركات المعتمدة حسب الشركة المصنعة وتتابع أيضا الألعاب المسموح بركوبها والتأكيد على مشغلي اللعبة بعدم صعود الحوامل ومن يعاني من الأمراض المزمنة للحفاظ على سلامتهم وعدم تعريض حياتهم للخطر”.
وأضاف أن “المديرية نشرت فرق الإطفاء قرب المتنزهات والأماكن الترفيهية بهدف التدخل المباشر في حال وقوع أمر طارئ وكذلك تفادي الزحام المروري للاستجابة للحوادث بأقل وقت تجنبا لوقوع الخسائر بالأرواح والممتلكات، مع الاهتمام بالجانب التوعوي وإشاعة ثقافة الحماية الذاتية، فقد دأبت المديرية على إصدار الوصايا والإرشادات الخاصة بالمناسبات والأعياد ونشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة وكذلك طبعها بشكل ورقي وتوزيعها بين المواطنين لتجنب الأخطار ومنها عدم إشعال النار لغرض الشواء إلا في الأماكن المخصصة وغيرها من الإرشادات”، مشيرا الى أن “المديرية تسعى جاهدة من خلال هذه الاجراءات إلى تقليل نسب الحوادث وعدم إفساد فرحة الأعياد لا سيما اذا التزام الجميع بإجراءات السلامة”.
من ناحيته أكد مدير العلاقات والاعلام في مديرية شرطة النجدة العقيد عدي محمد صالح أن “المديرية قامت بنشر جميع دوريات النجدة التابعة لها في الازقة والشوارع والاسواق العامة التي تشهد اكتظاظا خلال أيام عيد الاضحى المبارك في جانبي بغداد الكرخ والرصافة وقرب الجوامع والحسينيات أثناء صلاة العيد ونشر دوريات أخرى بالقرب من المقابر وبالقرب من المتنزهات وتمت معالجة العديد من الحالات الطارئة تتعلق بالجانب الانساني كون الجهاز أمنيا وخدميا وإنسانيا”، موضحا أن “المديرية تلقت العديد من الطلبات والنداءات التي تخص الجانب الامني والانساني خلال أيام العيد المبارك من خلال هاتف السيطرة (104) الخاص بالحالات الطارئة”.