ياسر المتولي
ينصح غالبية خبراء الاقتصاد بأهمية أن يتجه الشباب العاطلون عن العمل نحو بوابة ريادة الأعمال في ظل تضاؤل فرص الوظائف الحكومية واتساع حجم البطالة بين الشباب، مع عدم قدرة الحكومة على استيعابهم.
ينطلق الخبراء برؤيتهم هذه من أن وظائف المستقبل في ظل النظام الاقتصادي العالمي الجديد قد تغيرت النظرة إليها، ولاسيما مع التطور الحاصل في عملية التحول إلى العالم الرقمي، الذي يتطلب أدوات وقدرات شابة قادرة على إدارته باستخدامات التطورات التكنولوجية الجديدة المتمثلة بالذكاء الاصطناعي واتساع وسائل نظم الاتصالات والمعلوماتية الحديثة.
هذه المقدمة سقناها فقط لغرض تنبيه العاطلين من شبابنا بحتمية التوجه نحو عالم ريادة الأعمال ومغادرة ثقافة التعويل على الوظائف الحكومية وعلى الدولة في كل شيء. ولعل ريادة الأعمال تعني ولوج أعمال ونشاطات وتأسيس شركات وتنفيذ مشاريع خاصة بكل شاب، والبحث عن الفرص في هذا المجال يأتي عن طريق الاستثمار الناجح.
فماهي مقومات ومتطلبات الاستثمار الناجح؟ سنأتي على ذكرها في سياق هذه المقالة المستنبطة من تجارب عالمية ورؤية خبراء إدارة الأعمال الناجحة.
العقبة الكبيرة أمام المستثمر المبتدئ (رائد الأعمال) هي المخاطر التي قد تواجه صاحب مشروع ما، فأول ما يفكر فيه المستثمر هو ضمان نجاح المشروع الذي يختار تنفيذه، وعليه لابد له أن يتحاشى مخاطر الفشل، لكن كيف؟
هناك حقيقة تقول إن الاستثمار يستند إلى الإمكانيات المادية، وامتلاك القدرات المعرفية بطبيعة ومتطلبات النشاط الخاص والأعمال الحرة. وفقاً لهذا المبدأ الاقتصادي، فإن المستثمرين ينقسمون إلى ثلاث فئات تبعاً للتوازن بين العائد من الاستثمار والمخاطر، فهي علاقة طردية، إذ كلما كان التفكير بعائد أعلى تكون المخاطر كبيرة، والعكس صحيح، فكلما كان العائد قليلاً كانت المخاطر أصغر أو أقل.
وعلى هذا الأساس فإن النوع الأول من المستثمرين يعرف بـ (متجنب المخاطر)، أي الذي يقبل بعائد بسيط، أما النوع الثاني فهو (متوسط المخاطر)، الذي يقتنع بالعائد الوسط. النوع الثالث هو المجازف (المقامر) الذي يبحث عن أعلى عائد، وهذا النوع من المستثمرين يندرج ضمن المستثمرين المتمرسين وليس من الرواد.
طبقاً لذلك، فإن من أهم متطلبات الاستثمار الناجح تبرز دراسات الجدوى المالية، الاقتصادية وبيئة الأعمال، وتكون عبر أدوات التحليل الستراتيجي عن طريق مؤسسات متخصصة.
ما يهمنا هنا هم فئة الشباب، وبهدف تحقيق توجهات الشباب نحو ريادة الأعمال، فإن المطلوب تكثيف الدعم الحكومي عبر القروض الميسرة والتشريعات الحمائية الضامنة لمشاريعهم، وفي هذا الصدد تسعى الحكومة لتوفير هذا الدعم عبر تأسيس مصرف ريادة، وهناك شركات خاصة تعنى بقروض المشاريع الصغيرة والمتوسطة مثل شركة القروض الصغيرة وشركة الكفالات المصرفية الضامنة.
وهنا ندعو إلى ضرورة إصدار تشريعات داعمة لمخرجات ونتاجات الشباب بهدف تشجيعهم وضمان نجاح مشاريعهم مستقبلاً.