أربع عشرة دولة في معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب

النجف – صادق حسين/

انطلقت فعاليات معرض الكتاب الدولي بنسخته الثانية في أروقة معرض النجف الأشرف الدولي بمشاركة أكثر من 14 دولة عربية وأجنبية وإسلامية، بواقع أكثر من 200 دار نشر. هذا المهرجان الأدبي أقيم في مدينة أمير البلاغة والبيان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، مدينة العلم والأدب والثقافة، مدينة الحوزة العلمية.
ضم المعرض بين طياته أكثر من نصف مليون عنوان كتاب متنوعة في مختلف العلوم الأدبية والمعرفية والإنسانية والعلمية والهندسية. كما أقيمت على هامش فعاليات المعرض ندوات حوارية ومحافل توقيع الكتب في الفترات الصباحية والمسائية، كذلك شهد المعرض إقبالاً واسعاً وكبيراً من مختلف فئات المجتمع، من المحافظات الوسطى الجنوبية والشمالية، ومن دول عربية وأجنبية متنوعة.
ولتسليط الضوء أكثر التقينا الأستاذ (حيدر الموسوي)، مسؤول معرض النجف الأشرف الدولي، الذي قال: “يعتبر هذا المعرض واحة كبيرة يتجمع فيها الكتاب والمفكرون والأدباء من أجل الاطلاع على آخر الإصدارات المتنوعة من الكتب، ومكاناً يبحث فيه طلاب الدراسات العليا من أجل إيجاد المصادر المختلفة والمتنوعة لتعزيز بحثوهم العلمية. وأشاد الحاضرون والمشاركون بالتنظيم والإعداد الجيدين للمعرض، كما تميزت النسخة الثانية من هذا المعرض بأن جميع الكتب المعروضة موجودة على شبكة الإنترنت، كما يسعى أصحاب دور النشر أو حتى المؤلفون والكتاب إلى عرض نتاجاتهم المختلفة من الكتب على مواقع الإنترنت ليتسنى للباحثين الحصول عليها بيسر وسهولة.”
معرض مهم
بعدها التقينا الأكاديمي (د.حسنين جابر الحلو) أستاذ الفلسفة في كلية الآداب / جامعة الكوفة، الذي حدثنا عن إقامة معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب قائلاً: “حقيقة أن معرض النجف الأشرف الدولي الثاني، يعد من المعارض المهمة، لما يمثله من حركة توعوية ثقافية ممنهجة بالفكر والمعرفة، لسبب مهم جداً، ألا وهو مشاركة أكثر من أربع عشرة دولة. هذه الدول جاءت بثقافات مختلفة، وأكثر من مئتي دار نشر، هذه الدور تعمل على توظيف الإمكانات ورفد الساحة النجفية بالكتب التراثية والحداثية، فيها تصريفات مختلفة تنظم آفاق التعاون بين ما تمثله مدينة النجف الأشرف من رؤى دينية وفكرية وانسجامها مع المحيط الإقليمي والعربي والعالمي، إذ تمثل جسور تواصل تمتد من أجل أن تقول إن النجف (العراق) تقرأ.
معلوم أن مدينة النجف الأشرف ولّادة لأن تكون في مساحتها ومسافتها مجالات التعاون التي تبرر حالة الانسجام بين الأكاديميات ودور النشر، وكذلك بين الحوزة العلمية الموجودة في النجف الأشرف، كل هذا التقارب الموجود هو عبارة عن إرهاصات التمدن الحاصل في النجف الأشرف, ولاسيما بعد 2003 الذي هو نوع من أنواع الترابط، ومكنونات هذا الترابط لا تنشأ إلا من خلال القراءة.”
النسخة الثانية
كذلك التقينا الأستاذ (صفاء السلطاني)، باحث وكاتب، الذي حدثنا عن المعرض قائلاً:
“النسخة الثانية لمعرض الكتاب الدولي في النجف الأشرف سجلت حضوراً مميزاً لشخصيات مختلفة، من رجال دين وباحثين في شتى المجالات يحضرون هذا المعرض الذي سجل حضوراً متنوعاً من الجانب العربي، إذ نجد دور النشر اللبنانية والسعودية والمصرية، وكذلك البحرينية.
وقد تنوعت فيه مصادر الكتب، هذا التنوع أعطى مساحة كبيرة للمهتمين الذين يبحثون عن مصادر جديدة لإثراء كتبهم وأبحاثهم، وبالتالي أصبح المعرض محطة مميزة لإغناء هذه الأبحاث، إضافة إلى الحضور الإعلامي المميز لتغطية هذا الحدث على امتداد أيامه في الفترات الصباحية والمسائية، ما أعطى زخماً حضورياً، لذلك نحتاج إلى المزيد من إيصال ثقافة الكتاب إلى وسائل الإعلام بدعوة العائلات والمثقفين والمهتمين، بأن قراءة الكتاب تميز المجتمعات الناهضة، وأن تقارب الأفكار لا يمكن أن ينشأ فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، انما تبعث الثقافة من خلال قراءة الكتاب والندوات التي تقام، لذا نجد أن هناك تنوعاً مميزاً في اختيار الأمسيات التي تقام في المعرض، حيث تكون في كل يوم قرابة ثلاثة أنشطة في أوقات مختلفة، بحضور مميز، ويكون اختيار الضيوف والباحثين مدروساً، ويترك أثراً مميزاً وتجديدياً في مجالات متعددة، إضافة إلى تكريم الشخصيات التي بذلت جهودها الرائعة في إثراء الثقافة والكتاب.”
آفاق المعرفة
ومن جناح المملكة العربية السعودية، حيث المشاركة لأول مرة، يسرنا أن نلتقي الدكتور (ربيع الصيفي)، مدير التسويق في مؤسسة (آفاق المعرفة) للنشر والتوزيع حيث قال: “نحن طبعاً نشارك لأول مرة في معرض النجف الدولي للكتاب، حيث جرى التواصل مع الأستاذ (محمد زكي)، أحد المسؤولين عن المعرض، الذي قال أنتم المؤسسة الوحيدة من المملكة المشاركة في المعرض، ومؤسستنا موجودة منذ أكثر من اثنين وثلاثين عاماً. أما بخصوص طبيعة الكتب المشاركة في المعرض فهي كتب الأدب والسيَر الذاتية وتفسير القرآن الكريم وكتب كثيرة عن رسائل الماجستير والدكتوراه. نحن مسرورون بالمشاركة في بلدنا الثاني العراق، إذ إننا موجودون بين أهلنا وإخواننا وسعداء جداً بهذا الوجود، ونتأمل المشاركة بشكل أوسع وأكثر في الدورات المقبلة.”