مقداد عبدالرضا/
يضيف سلمان رشدي لقبعته ريشة أخرى وذلك بتحويل روايته “أطفال منتصف الليل” ( احدى افضل 100 رواية انجليزية كتبت منذ العام 1923 حسب مجلة تايم ) الى شريط سينمائي.
يسهم رشدي في كتابة السيناريو, أطفال منتصف الليل الحائزة على عدة جوائز أهمها (بوكر ) هي بانوراما لتاريخ الهند الحديث والذي يروي قصة الأطفال الذين ولدوا في منتصف ليل الخامس عشر من آب من العام 1947 وهو اليوم الذي تم فيه رسميا تقسيم الهند البريطانية الى هند وباكستان, تحدث رشدي الى مجلة تايم حول تحويل الرواية الى فيلم استغرق 146 دقيقة.
•أطفال منتصف الليل .. لم الآن؟
-كنت في السابق قد تخليت عن فكرة ان يكون هناك فيلم لرواية أطفال منتصف الليل, انها في نهاية الامر كتاب قديم, كنت في تورنتو في الوقت الذي تم فيه نشر كتابي (ساحرات فلورنسا ) تناولت العشاء مع المخرجة ديبا مهيتا, وفي هذه الاثناء تطرقنا الى فكرة التعاون, ناقشنا روايات أخرى, ثم فجأة سألتني عن أطفال منتصف الليل, قالت هل لي ان أحولها الى فيلم؟
•هل كانت الخطة دائما ان تقوم أنت في كتابة السيناريو؟
-كلا, في البداية رفضت الفكرة من الاساس, لم اكن ارغب في هذا التحويل لانني اصلا كتبت الرواية على شكل سيناريو, لكن الاصرار العجيب لدى ديبا جعلني اوافق, فلقد ظلت تلح وتتصل ولم يفتر عزمها, ان كنت ترغب بشيء وتصر ستحصل في النهاية عليه, في النهاية وافقت لاسباب, أولها انه اول كتاب لي يتم تصويره, وبما انني احب السينما فلا بأس من ان اشاهد كيف تتحول أوراقي الى صور, ربما ستكون مغامرة سأحب نتائجها, فكرة جميلة ان تستعيد مخيلتك بشكل آخر ..
•هل كانت كتابة السيناريو صعبة بالنسبة لك؟
-لقد جربت الكتابة للسينما من قبل, انجزت سيناريو لـ (الأرض تحت أقدامي ) المشروع تعطل, لكن ذلك لم يوقفني عن المحاولة واعادة التجربة مرة أخرى ..
•هل كنت تشارك في اتخاذ القرارات أثناء التصوير؟
– الشيء الوحيد الذي لم اقم به هو الذهاب الى مواقع التصوير, فكرت انني اعرف مايكفي عن السيناريو بشكل خاص وعن الافلام بشكل عام, انني ادرك بان هناك شخصا واحدا هو من يجمع كل الخيوط وهو الوحيد الذي له الحق في التوجيه, انه مخرج العمل وما عدا ذلك ستصبح فوضى او نوعا من تدخل غير مرغوب به, اعرف بانني ساكون هناك من غير وظيفة تذكر, اطلعت مدير الانتاج ديليب ميهتا شقيق المخرجة على الكثير من الصور القديمة لعائلتي ليتمكن من تقديم تلك الحقبة بشكل دقيق .
•كيف كانت تجربة مشاهدة الفيلم مع الجمهور؟
-كانت اكثر من رائعة, واكثر الاشياء اثارة بالنسبة لي, انا وديبا كنا قد شاهدنا الفيلم اكثر من 40 مرة ولم اعد بحاجة الى مشاهدته مرة اخرى, لكن العرض مع الجمهور له متعة اخرى, لقد عرضناه في مهرجان ( تيلورايد ), في الظلمة كنت اسمع تنهدات ولم اكن اعرف حقا ماهو مصدرها, لكن حينما اضيئت الانوار بحث عن مصدر تلك التنهدات, وجدته رجلا يجلس بالقرب مني, كان يجهش بالبكاء, همست له انا اسف اذ دفعتك للبكاء, في الحقيقة لقد كذبت عليه, لم اكن آسفا بل كنت مسرورا لبكائه, التفت الي وقال, لاتعتذر فهذه دموع الترحيب بالجمال, قلت له هل تسمح لي بان اضع هذه الجملة بملصق الفيلم, هز رأسه وغادر .
•أنت الآن تعمل على انجاز برنامج تلفزيوني؟
-وصلنا الى المراحل النهائية, الان الكرة في ملعب الشبكة متى تعطينا الضوء الاخضر للبدء, لقد عملت ثلاث مسودات للتجربة وقد اعترفوا برضاهم عن الاولى, سنبدأ قريبا
•كتبت الرواية والسيناريو وأيضا للتلفزيون, هل هناك اغراء في مكان آخر؟
-انا ابدا اتطلع لتجربة اشياء جديدة, لم يسبق لي ان كتبت الى المسرح, افكر بهذا الاغراء, هناك شيء آخر, اشارك في تحويل روايتي ( شاليمار المهرج ) الى اوبرا في سانت لويس, انا متحمس جدا لهذه التجربة, لكن كل ماعلي في النهاية التسلل الى القاعة ومشاهدة العرض, سافرح لردة فعل الجمهور ان كانت صفيرا او تصفيقا ..