اتحاد الأدباء يختتم أسبوعه الأدبي نزهة ربيعية مع كتاب

زياد العاني

احتضنت قاعة الجواهري، على مدار سبعة أيام، فعاليات أدبية وثقافية مختلفة، ضمن الأسبوع الأدبي الذي أقامه الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، بدورته الثالثة بعنوان (نزهة ربيعية مع كتاب)، بمشاركة أكثر من (20) دار نشر، حضرها جمهور كبير من المثقفين والفنانين والإعلاميين ومحبي الأدب.

خصصت فعاليات اليوم الأول للاحتفاء بالثقافة الإيزيدية، مايؤكد استمرار اتحاد الأدباء بمشروعه الثقافي، واحتفائه بمبدعي العراقي، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه.
الاحتفاء بالمثقفين
وصف الأمين العام للاتحاد، الشاعر عمر السراي، اليوم الأول من الأسبوع الثقافي باليوم المميز والاستثنائي، ولاسيما أنه مكرس للاحتفاء بإخوة مثقفين ومبدعين، تشبثوا بالحياة بالرغم من مرارتها. الجلسة التي شارك فيها كل من: خالدة خلات، وحسام الشاعر، وكرم طباني، وقاسم حسين، وغزوان ألبسنو، تفاعل جمهورها مع القصائد الملقاة.
كما تضمنت الفترة المسائية لليوم الأول قراءات شعرية وقصصيّة، وعروضاً مسرحيّة، وفقرات فنية، تضمنت ابتهالات رمضانية أداها الفنان طلال علي وفرقته الموسيقية.
الألف كتاب
شهد اليوم الثاني من (النزهة الربيعية) موضوعات الشعر والحكاية الشعبية، ومشروع الألف كتاب. وأعلن فيه عن افتتاح الزاوية الخاصة بمسيرة الألف كتاب الصادر عن منشورات الاتحاد في صنوف الأدب والمعرفة كافة، من الشعر والنقد والمسرح والقصة والرواية والسينما والترجمة وغيرها، كما جرى توقيع كتاب الشاعر ناصر رزوقي (قصائد مشبوهة) في باحة الاتحاد.
أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد، الشاعر منذر عبد الحر، تحدث عن المشروع قائلاً: إن “مشروع (الألف كتاب)، ولد بكتاب وسوف يستمر حتى المليون وأكثر، وهو من أهم الفواعل الثقافية التي حدثت في العراق.”
أما الجلسة الثانية فحملت عنوان (حديث وقصائد)، وفيها تطرقت الشاعرة رنا جعفر ياسين في حديثها عن مناطق جديدة في الكتابة عموماً، والشعر خصوصاً، متناولةً دخولها إلى مناطق التشافي من الصدمات، مستشهدة بحادثة اختطافها في العراق، وكيف أنها استثمرت هذه التجربة المريرة التي جعلت منها امرأة قوية، لم تتخلّ يوماً عن الكتابة، لأنها المُعبّر الأول عن ألمها وخوفها وعلاقتها بالحياة، قرأت بعدها مجموعة من قصائدها.
صوت الحروف
أقيم، في اليوم الثالث لفعاليات الأسبوع الأدبي، حفل مشترك لتوقيع كتاب (صوت الحروف) للشاعرة حذام يوسف طاهر، و (احتقان المرايا) للشاعر مهدي سهم الربيعي، بحضور جمع كبير من المهتمين بالشأن الثقافي. كما خصصت جلسة للشاعر الدكتور نوفل أبو رغيف، قدمها الدكتور فائز الشرع، أشار فيها (أبو رغيف) إلى النقلة النوعية الكبيرة التي شهدها الاتحاد، من خلال تبنيه المشروع الثقافي، عبر سلسلة مطبوعاته ومهرجاناته ومؤتمراته العامرة، التي تميز فيها عن غيره من النقابات.
تلتها جلسة استضاف فيها الاتحاد الفنان الموسيقي أنور أبو دراغ، قدمها الدكتور أحمد الزبيدي، تحدث فيها (أبو دراغ) عن تجربته الفنية، وقدم فيها مقطوعات موسيقية.
حوارات فلسفية
في حين شهدت فعاليات اليوم الرابع حفلاً مشتركاً لتوقيع المجموعتين الشعريتين (ورد الأرق) للشاعر عقيل العلاق، و(حلّق مع الحمام) للشاعر أحمد طابور، ورواية (تجزؤ) للروائي محمد الراوي. أقيمت بعدها جلسة بعنوان (حوارات فلسفية)، تحدث فيها أستاذ الفلسفة في الجامعة المستنصرية، د. علي المرهج، الذي أشار إلى أن مستقبل العلوم الإنسانية في الدول العربية، وخصوصاً الفلسفة، مهدد، وهو على حافة النهاية. مشيراً إلى عدم وجود نسبة وتناسب في عدد الطلاب وعدد التدريسيين بقسم الفلسفة في العراق، منوهاً بأن ذلك ينطبق على بعض الدول العربية. كما تطرق (المرهج) إلى موضوع ارتباط الفيلسوف بالسلطة من عدمه، والبراغماتية، وغيرها من المواضيع الفلسفية.
عاصمة السياحة العربية
أما اليوم الخامس من الأسبوع الأدبي، الذي حضره محافظ بغداد، د.عبد المطلب العلوي، فقد خصصت الجلسة فيه للحديث عن مشروع بغداد عاصمة السياحة العربية، أدارها الناقد د.عماد جاسم، وتحدث فيها مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة، عمر العلوي، الذي أوضح أن اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية جاء نتيجة طبيعية لما لبغداد من تاريخ ثقافي وحضاري وسياسي، وهو مبني على اقتصادها وبناها التحتية ووضعها الأمني المستقر، مشيراً إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة سوف يستقطب العديد من الباحثين والفنانين والمبدعين من العراقيين والعرب، كما شهدت الجلسة حواراً ومداخلات مهمة من قبل الحاضرين.
أقيمت بعدها فعالية مزجت بين العزف على آلة القانون للفنان جمال السماوي، والشعر، بحضور الشاعر الكبير ناظم السماوي، الذي تحدث عن مذكراته في سجن (نكَرة السلمان) إلى جانب مظفر النواب وزهير الدجيلي وفاضل ثامر وعدد من المبدعين الكبار، كما تطرق إلى القصة التي استوحى منها أغنية (يا حريمة)، ثم قرأ مجموعة من قصائده، التي تفاعل معها الحضور بحفاوة كبيرة.
مربعات بغدادية
شهد اليوم السادس من الأسبوع الأدبي قراءات شعرية، شارك فيها كل من د. كريم شغيدل، وأجود مجبل، وياس السعيدي، وكريم جخيور، ونامق سلطان، والدكتور رضا السيد جعفر.
وقد خصصت الساعة الأخيرة من هذا اليوم للمربعات والأغاني البغدادية التراثية، تفاعل معها الحضور بالتصفيق والابتسامات والتفاعل.
وبسبب سوء الأحوال الجوية، جرى تأجيل فعاليات اليوم السابع المخصص لعيد المرأة، إذ أعلن الاتحاد عن إقامتها في وقت آخر، ليتسنى للقائمين عليه تقديمها بما يليق بمكانة المرأة العراقية ونضالها وإبداعها.
الأيام الثقافية التي امتزج فيها الشعر بالقصة والرواية والموسيقى انتهت، لكن فعاليات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق لم تنته، إذ إن منهاجه السنوي مستمر لدعم الأدب العراقي ومبدعيه.