الثقافة تنظّم حفلَ توقيع لكتاب “يوميات بغدادية” للباحث كفاح الأمين

ريا عاصي /

أقامت دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية حفلاً لتوقيع كتاب (يوميات بغدادية) للكاتب والمؤرخ كفاح الأمين يوم الأربعاء ٢٣ كانون الثاني ٢٠١٩، وحضرت الحفل مجموعة كبيرة من الوجوه البغدادية المهتمة بالإرث الثقافي البغدادي بالإضافة لعدد من السفراء وممثليهم في بغداد كما حضر الحفل وزيرا الثقافة والسياحة والآثار الأسبق والحالي (مفيد الجزائري وعبد الأمير الحمداني) إذ أن الموافقات الأولية كانت قد تمت في الفترة التي تسنّم فيها مفيد الجزائري منصب الوزارة، وقد مر الكتاب بعثرات عدة وتأجيلات كثيرة من قبل الوزراء القائمين على الوزارة حتى وصول الدكتور عبد الأمير الذي وضع الكتاب ضمن أولوياته خلال الفترة البسيطة التي تسنّم بها المنصب.
تخلل الحفل عرض فلم وثائقي يبين مراحل جمع الصور وطباعة الكتاب في مجلداته التسعة وعن الفريق الفني المساهم في البحث وفي إبراز الكتاب للعلن. كما ألقيت مجموعة من الكلمات في الحفل من قبل الدكتور توفيق التميمي وعلي الفواز وألقيت كلمة بالنيابة عن الدكتور هشام المدفعي شيخ المهندسين العراقيين والسيد وزير الثقافة. وكانت الكلمة الأخيرة للباحث ومحرر الكتاب السيد كفاح الأمين.
بعدها جرى تقديم وصلة غنائية لفرقة (بغداد الثلاثية)، ثم توقيع الكتاب من قبل وزير الثقافة وتوزيعه على عدد من الضيوف الحاضرين.
متحف متنقل
مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح العاني تحدث لـ”الشبكة” قائلاً:
تحرص دائرة العلاقات الثقافية على أن تدعم المحفل الثقافي البغدادي بشكل خاص والعراقي بشكل عام فنحن حريصون على إبراز وجه بغداد الأجمل بإقامة احتفالات ثقافية يتخللها عرض لفنون عراقية وبغدادية رصينة، نحاول بذلك ابراز العناصر المنتمية للوزارة ، فمن الصعب التعامل مع الفنان وخصوصاً المبدع منه على انه موظف فقط، فللوزارة اقسام ودوائر فنية عديدة لم تستغل بشكل صحيح ولم يبرز الوجه الحقيقي للمثقف العراقي كما ينبغي، لذلك أحاول بجهود فردية وباستعانتي بفريق فني مبدع تابع لدائرة العلاقات من أن نبرز المثقف العراقي ونحاول الاحتفاء بمنجزه بصورة تليق به وبمنجزه.
أضاف العاني قائلاً: الأستاذ كفاح الأمين قدم للباحث عن يوميات بغدادية صوراً فذة بحق تجعل من كتابه ومجلداته التسعة متحفاً متنقلاً يمكن لكل بيت بغدادي اقتناؤه وعرضه على الأجيال الحالية للتعريف بمراحل وحقب وعقود زمنية متعددة من حياة المجتمع البغدادي فالكتاب يبدأ من فترة ١٩١٠ لذلك نتمنى ان تبقى بغداد قبلة ومصدر اشعاع وتنوير لكل من يطلب العلم والمعرفة.
من بين الحاضرين كان السيد محمد الخشالي صاحب المقهى الثقافي البغدادي الشهير (مقهى الشاهبندر) قال للشبكة: فرحت جدا عندما دعاني الأستاذ كفاح الأمين لأني كنت شاهداً على جمعه للكتاب اثناء لقاءاته مع جمع من البغداديين في المقهى وبحثه هذا استمر لمدى أعوام، وفرحتي أيضا لأنه كرس جهده من اجل إعادة الصورة بكتاب رصين يمكن للبيت العراقي أن يضمه في مكتبته للأجيال القادمة.

آرشيف صوري
وقال وزير الثقافة الدكتور عبد الأمير للشبكة: إن كتاب (يوميات بغداد) سيرة ثقافية عطرة وأرشيف صوري كامل للحياة وللعائلة البغدادية، وقد عمل المؤلف عمل المنقب الآثاري فنقب في التراث البغدادي ليصور لنا بغداد بمراحلها المختلفة ليكون الكتاب مادة خام للباحثين في مجال التراث لما احتواه من معلومات قيمة.
وأضاف الوزير: أن بغداد هي المكان السلمي الحاضن والأم لكافة الطوائف والأديان، تستحق بغداد منا المزيد من العطاء.
ووعد وزير الثقافة بافتتاح متحف فوتوغرافي لبغداد مشيداً بالجهد الكبير الذي بذله المؤلف.
وعن منجزه هذا قال المؤلف كفاح الأمين للشبكة: عكست في كتاب (يوميات بغدادية) الجانب المدني لمدة مئة سنة من حياة مدينة بغداد المتطورة، حيث قمت بالبحث والعمل المتواصل بمشاركة فريق عمل جماعي متكون من ثلاثة عشر شخصاً بين باحث ومصور ومصمم ومدقق، واستغرق العمل مدة أربع سنوات من البحث في التراث البغدادي في جميع جوانبه سواء السياسية اوالثقافية اوالاقتصادية، وهو إنجاز جماعي. كان من الممكن ضياعه في غياهب الروتين المعقد لدى وزارة الثقافة لولا الجهود الحقيقية والحثيثة للدكتور عبد الأمير الحمداني لذلك أتمنى له التوفيق في عمله.
الأستاذ هشام المدفعي أشاد بالكتاب وذكر أن على الدولة تبنّي مشاريع ثقافية وإنمائية تحيي روح المواطن وتعزز مواطنته لتجعله فخوراً بثقافة بلده بحيث يمكنه أن يتباهى بعراقيته، فالمواطنه هي من تبني وطناً رصيناً.